أخبار الدارسلايدر

إخوان تونس والجزائر… عداء دفين للمغرب ومصالحه من بوابة اتحاد المغربي العربي

الدار / خاص

يحاول راشد الغنوشي، رئيس حركة “النهضة” التونسية، وعبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، هذه الأيام تصدير الأزمة السياسية الداخلية التي تعيشها كل من الجزائر وتونس، من خلال مهاجمة المغرب من بوابة اتحاد المغربي العربي.

الغنوشي، الذي وقع 103 نواب بالبرلمان التونسي عريضة لسحب الثقة منه، على خلفية “سوء إدارة العمل وتنامي العنف داخل البرلمان التونسي”، أدلى بتصريح لإذاعة محلية في تونس، الأربعاء الماضي، اعتبره مراقبون ومهتمون بالاتحاد المغاربي، ينذر بظهور عقبات جديدة يكون عصبها الإخوان في تونس، عندما دعا الى استبعاد المغرب وموريتانيا من اتحاد المغرب العربي.

وعلى منواله، سار، اليوم السبت، عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر، الذي هاجم المملكة المغربية، مؤكدا أنه يجب المضي قدما في بناء اتحاد المغرب العربي، ولكن بعيدا عن المغرب الذي “جلب لنا العدو الصهيوني إلى باب الدار” على حد تعبيره.

ويبدو أن الغنوشي وعبد الرزاق مقري، لم يتخليا بعد عن الإيديولوجية التي تميز التيارات التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والتي تتأسس على الولاء للتنظيم و لأجندته التخريبية دون غيره من المصالح الإقليمية أو الوطنية كما تدعي في أوراقها السياسية، وهو ما اتضح جليا في تصريح عبد الرزاق مقري، اليوم السبت، حينما أعلن مساندته لطرح راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب التونسي”، مشيرا خلال ندوة صحفية، الى أن “ما لا يدرك كله لا يترك جله”، مؤكدا انه يدعم الفكرة التي طرحها راشد الغنوشي من خلال بناء نواة المغرب العربي مشكلة من الجزائر وتونس وليبيا، حيث أضاف مقري “نضيف إليها موريتانيا”.

رغبة الغنوشي و مقري في استبعاد المغرب وموريتانيا من اتحاد المغربي العربي، محاولة منهما لتنفيذ الأجندة الإخوانية التي يحاول أردوغان رسم خيوطها على ضوء المستجدات المتسارعة، خصوصا على مستوى الملف الليبي، و كذا التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية على المستوى القاري بالخصوص.

كما أن ما يجمع تصريحات الغنوشي ومقري، هو رغبتهما الأكيدة في تقسيم المنطقة المغاربية والزج بها في أتون التفرقة أكثر مما هي عليها الآن، وبسط سيطرة الفروع الاخوانية عليها، على اعتبار أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومن يدور في فلكه لا يؤمنون بالدولة الوطنية ولا بالوحدة المغاربية”، بل يؤمنون بمن يساير وينساق وراء أطروحاتهم التقسيمية والتوسعية المبنية على سياسة المحاور الإقليمية، كما يرغبان، أيضا في تمهيد الطريق للرئيس أردوغان.

وتميط تصريحات راشد الغنوشي، و عبد الرزاق مقري، اللثام عن حجم الحقد الدفين، الذي تكنه القيادات الاخوانية بتونس والجزائر للمغرب، ولاتحاد المغربي العربي، وسعيهما الى المس بدول الجوار ككل، وكيف حاولت هذه التيارات، التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة، و بعض الدول العربية الشقيقة الأخرى.

وفي وقت يدفع فيه اخوان تونس والجزائر المنطقة المغاربية نحو المزيد من التشرذم، و ينفثون سموم الحقد تجاه المغرب، تعد المنطقة المغاربية الأضعف على الصعيد القاري من حيث التجارة البينية التي لا تتجاوز 2 بالمئة من حجم المبادلات الخارجية لدولها الخمس، بينما يصل ذلك المعدل في إفريقيا إلى 16 بالمئة في أفق الوصول إلى 60 بالمئة عام 2022، وفقا للأرقام الصادرة عن المنظمة العالمية للتجارة حول الاتحاد الإفريقي.

وتشير تقديرات البنك الدولي، الى أن مجرد فتح الحدود بين المغرب والجزائر سيجعل البلدين يربحان سنويا نقطتين إضافيتين في نسبة نمو الناتج الداخلي الخام لكل بلد، وهي المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي قبل سنتين، ولم تجد طريقها بعد إلى التطبيق لأسباب إقليمية، لن تزيدها تصريحات الغنوشي وأحلام إخوان تونس سوى تعقيدا.

زر الذهاب إلى الأعلى