فازت 25 تعاونية نسوية تضم 284 منخرطة، أمس الاثنين بالرباط، بالجائزة الوطنية “لالة المتعاونة” لأفضل فكرة لتطوير مشروع تعاوني نسائي، التي عقدت دورتها الثانية هذه السنة تحت شعار “التعاونيات النسائية: بديل اقتصادي فعال في مواجهة الأزمات”.
ونجحت هذه التعاونيات، التي تسلمت جوائزها خلال حفل أقيم برئاسة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، السيدة نادية فتاح العلوي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في التميز من بين 458 فكرة مشروع قدمتها تعاونيات نسائية في إطار طلب إبداء اهتمام أطلقه مكتب تنمية التعاون.
وعرفت هذه الجائزة، التي تبلغ قيمتها خمسين ألف درهم لكل تعاونية، مشاركة 701 تعاونية نسائية استفادت من التكوين عن بعد لتعزيز القدرات في مجال تطوير المشاريع وذلك في إطار شراكة بين مكتب تنمية التعاون وبرنامج “دار المقاول” لمجموعة التجاري وفا بنك.
وأكدت السيدة فتاح العلوي، في كلمة بهذه المناسبة، أن التعاونيات النسائية المغربية شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ عددها 6232 تعاونية تضم أكثر من 65.821 منخرطة.
وأضافت أن هذه التعاونيات تمثل 15,37 في المائة من إجمالي التعاونيات في المغرب الذي يضم 40531 تعاونية تتكون من أكثر من 640.901 عضو، منهم 34 بالمائة من النساء، مذكرة بأن السنوات الخمس الأخيرة شهدت بعد اعتماد القانون رقم 112.12 المتعلق بالتعاونيات، تأسيس حوالي 4000 تعاونية بمعدل سنوي يبلغ 800 تعاونية.
وأشارت السيدة فتاح العلوي إلى أن المملكة تولي أهمية كبيرة للتمكين الاقتصادي للنساء في مختلف البرامج القطاعية التي تم إطلاقها وذلك من خلال تشجيع تأسيس التعاونيات النسائية باعتبارها مقاولات اجتماعية ديمقراطية ومستقلة، تروم بشكل مباشر المساهمة في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة.
وأضافت أن الظروف الدينامية الراهنة والجديدة التي يعرفها المغرب مواتية لتشجيع التعاونيات النسائية وتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة، خاصة بعد إطلاق المبادرة الملكية المتعلقة بـ”البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات”، الذي يمكن أن تستفيد منه النساء المنتجات في إطار التعاونيات أو المقاولات.
من جهته، سلط المدير العام لمكتب تنمية التعاون، يوسف الحسني، الضوء على التطور المتميز الذي يشهده القطاع التعاوني في المغرب، مشيرا إلى أنه بالرغم من هذا التحسن في عدد التعاونيات، هناك إكراهات عديدة تعيق تطور التعاونيات النسائية، وخاصة ما يتعلق بصعوبة الولوج إلى مصادر التمويل.
وأوضح أن التعاونيات الفائزة بهذه الجائزة الوطنية توجد في مختلف جهات المملكة، وتمارس أنشطتها في قطاعات الصناعة التقليدية والفلاحة والمواد الغذائية وأركان وإعادة معالجة النفايات والسياحة والطاقات المتجددة.
وقد ساهم في تمويل هذه الجوائز بالتعاون مع العديد من الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص، كل من مؤسسة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والتجاري وفابنك، وكوسومار وبنك إفريقيا والبنك الشعبي والقرض العقاري والسياحي والتعاونية الفلاحية “كوباك” و”جي بي سي” للورق والكارتون و”سوبر سيرام” و تعاونية “أبيا”، والشركة المغربية للصناعة والتجارة والابتكار والشؤون العالمية -كندا.
وعلى هامش حفل توزيع الجوائز، قدمت السيدة فتاح العلوي، جوائز للممثلات المغربيات اللواتي شاركن في المسلسل الرمضاني “الكوبيراتيف”، الذي قام بدور مهم في التشجيع على تأسيس التعاونيات في عام 2020.
ويندرج هذا الحفل في إطار جهود الوزارة ومكتب تنمية التعاون لتعزيز دور التعاونيات النسائية، كمقاولات اجتماعية تساهم بامتياز في التمكين الاقتصادي للنساء، وكذا لتشجيع هذه التعاونيات على الابتكار الاجتماعي بهدف تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية لأعضائها.
المصدر: الدار- وم ع