فوكوشيما: اليابان تحيي الذكرى العاشرة لكارثة طبيعية وبيئية خلفت حوالي 20 ألف قتيل
تستحضر اليابان الخميس الذكرى الأليمة لرحيل حوالي 20 ألف شخص من مواطنيها في كارثة طبيعية وبيئية ضربت البلاد في 2011. وكانت نتيجة تسونامي هز شمال شرق البلاد، وتسبب في انصهار مفاعل نووي في فوكوشيما. ولايزال دخول المنطقة محظورا بسبب المخاوف من تأثيرات الإشعاع النووي.
تحيي اليابان الخميس ذكرى رحيل حوالي 20 ألف شخص في الزلزال المدمر وموجة التسونامي العارمة التي شهدتها البلاد قبل عشر سنوات، في كارثة أدت إلى تدمير مدن وانصهار مفاعل نووي في فوكوشيما، وذلك بالوقوف دقيقة صمت وبصلوات واحتجاجات مناهضة للطاقة النووية.
ومن المقرر أن يحيي الإمبراطور ناروهيتو ورئيس الوزراء يوشهيديسوجا ذكرى الضحايا في مراسم خاصة في طوكيو. وفي الوقت نفسه سيتم إجراء مراسم مماثلة في مختلف أنحاء شمال شرق اليابان الذي شهد دمارا واسعا.
وقد أنفقت الحكومة حوالي 300 مليار دولار لإعادة بناء المنطقة، لكن دخول المناطق المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية، لا يزال محظورا بسبب المخاوف من مستويات الإشعاع وتأثيرها على صحة الإنسان. وسيستغرق تفكيك المحطة المعطلة عشرات السنين ويتكلف مليارات الدولارات.
وأثناء الزلزال الذي ضرب المنطقة قبل عشر سنوات، والذي بلغت قوته تسع درجات وكان واحدا من أقوى الزلازل المسجلة على الإطلاق، اجتاحت موجات مد بحري عاتية ساحل شمال شرق اليابان وعطلت محطة كهرباء داييتشي النووية في فوكوشيما، ودفعت أكثر من 160 ألفا من سكان المنطقة للفرار من الإشعاعات التي انطلقت في الهواء.
وعلى بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي موقع المفاعل أصبحت مدينة إيواكي مركزا للعمال الذين يعملون على التخلص من آثار الكارثة النووية.
“شكرا أمي”
وفي المدينة أدى أتسوشي نييزوما (47 عاما) الذي يمتلك مطعما الصلوات على روح والدته التي أودت الموجات العاتية بحياتها.
قال “أريد أن أقول لأمي إن أطفالي الذين كانوا أعزاء عليها جميعا على ما يرام. جئت إلى هنا كي أشكرها على أن أسرتي تعيش في أمان”.
وقبل الذهاب إلى عمله وقف في صمت أمام نصب تذكاري محفور عليهاسم والدته ميتسوكو وأسماء 65 آخرين فقدوا أرواحهم في الكارثة.
ويوم الزلزال كانت ميتسوكو تعتني بأطفاله. أسرع الأطفال إلى سيارة لكن الأمواج ابتلعت ميتسوكو عندما عادت إلى البيت لجلب بعض متعلقاتها. وقال نييزوما إن العثور على جثتها استغرق شهرا.
وأصبح نصب يدعى “أكيبا” رمزا للصمود في عيون الناجين، لأن الأمواج لم تلحق به ضررا يذكر رغم أن البيوت القريبة منه جرفتها الأمواج أواحترقت.
وتجمع حوالي 25 فردا من سكان المدينة مع نييزوما لتزيين النصب بالزهور ومناديل عليها رسائل أمل أرسلها طلبة من مختلف أنحاء البلاد.
المصدر: الدار– رويترز