مظاهرات في عدة دول أوروبية احتجاجا على إجراءات الحجر الصحي
شهدت عدة دول أوروبية مظاهرات شارك فيها الآلاف احتجاجا على إجراءات الحجر الصحي المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، ووصفوا هذه الإجراءات بالـ”ديكتاتورية”. وأعرب المتظاهرون عن تشكيكهم بجدوى الإجراءات وغضبهم بسبب فرضها، كما عبر بعضهم عن قناعته بأن “اللقاح يقتل”. وفي مدينة كاسل وسط ألمانيا وقعت اشتباكات بين عناصر الشرطة ومحتجين بعد محاولتهم تخطي الحواجز الأمنية المفروضة.
شارك الآلاف في دول أوروبية عدة السبت في مظاهرات للتنديد بـ”دكتاتورية” القيود الصحية المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، بينما وقعت صدامات مع الشرطة في مدينة كاسل الألمانية.
وصرح متحدث باسم الشرطة المحلية لوكالة الأنباء الفرنسية أن 15 إلى 20 ألف شخص شاركوا في المظاهرة التي خرجت في كاسل، الواقعة وسط ألمانيا.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بأن الصدامات وقعت عندما حاول محتجون كانوا في ساحة بوسط المدينة دون احترام التباعد ولا وضع الكمامات، كسر طوق أمني للانضمام إلى متظاهرين آخرين. واستخدمت قوات الأمن رذاذ الفلفل لتفريقهم.
وفي مكان آخر من المدينة استخدمت الشرطة الهراوات وخراطيم المياه تجاه مجموعات حاولت تخطي الحواجز وكانت تلقي زجاجات. ووقع عراك مع متظاهرين معارضين عندما خرج المحتجون من الأماكن المسموح لهم بالتجمع فيها في شوارع كاسل.
وكتبت شرطة شمال هيسن إحدى الولايات الألمانية في تغريدة “التظاهر السلمي لا يتم على هذا النحو”. واتهم الأمن المحتجين بارتكاب “اعتداءات متكررة” ضد عناصر الدفاع المدني. وأضافت الشرطة “لن نسمح بمثل هذه الهجمات” وأنهت المظاهرة بسبب انتهاك القواعد الصحية.
والاثنين تجتمع المستشارة أنغيلا ميركل مع مسؤولي المقاطعات الألمانية الـ16 لاتخاذ قرار بشأن تدابير جديدة محتملة في حين بدأت ألمانيا بتخفيف القيود مطلع الشهر الحالي.
“متمردو كورونا”
جاءت المظاهرة بدعوة من حركة “كويردنكر” (المنشق) التي نظمت بعض أكبر التجمعات الاحتجاجية على القيود الصحية في ألمانيا منذ بداية تفشي الفيروس. وتجمع الحركة عناصر من اليسار المتطرف واليمين المتطرف إضافة إلى مؤمنين بنظرية المؤامرة ومشككين في اللقاحات.
وقال هلموت وهو متظاهر في الـ69 “نحن هنا اليوم لأن التدابير المفروضة في ألمانيا لم تعد تنفع الشعب”.
وشهدت عدة مدن ألمانية مثل هذه التجمعات في نهاية الأسبوع الماضي لكن بحجم أقل. ويأتي ذلك على خلفية حملة تطعيم بطيئة بحسب خبراء، لتفادي موجة ثالثة من حالات كورونا على الرغم من القيود المفروضة منذ أشهر لوقف تفشي الوباء.
وسجلت ألمانيا السبت 16 ألف إصابة و207 وفيات جديدة جراء فيروس كورونا، وفق معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية. وبلغ معدل الإصابة الجمعة 95,6 (مقابل 90 الخميس)، مع اقترابه من عتبة المئة التي يُفترض في حال بلوغها فرض قيود جديدة.
وفي هولندا حيث وقعت صدامات في كانون الثاني/يناير بعد فرض حظر تجول، استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق مجموعة من 500 شخص تجمعوا بصورة غير مشروعة في ساحة المتاحف في أمستردام. ولاحقا اتجهوا إلى قناة حيث أوقفت الشرطة تقدمهم. ونقلوا في حافلات إلى موقع آخر وفقا لقناة “إي تي 5”.
“اللقاح يقتل”
بدورها، أعلنت شرطة لندن السبت أنها أوقفت 33 شخصا بعدما شارك الآلاف في مظاهرة في العاصمة البريطانية ضد قيود احتواء كورونا.
وبدأت المظاهرات ظهر السبت في هايد بارك. وبعدما توجه الحشد نحو وسط لندن، عاد نحو مئة منهم إلى الحديقة حيث أفادت تقارير عن وقوع مناوشات وإلقاء البعض زجاجات وعبوات على عناصر الشرطة.
وأفادت شرطة لندن على تويتر “يتعامل عناصرنا مع مجموعة تحضر الاحتجاجات الجارية في وسط لندن… يتم حثهم على التفرق والعودة إلى منازلهم”.
في سويسرا، تظاهر خمسة آلاف شخص في مدينة ليستل للمطالبة بإنهاء تدابير مكافحة فيروس كورونا، بحسب الشرطة. ورفع المحتجون، الذين لم يضع كثير منهم كمامات، لافتات قالت “كفى” و”اللقاح يقتل” و”دعوا الحب لا الخوف يرشدنا”.
وعلق كثيرون حول عنقهم ورقة كتب عليها “عبيد العصر الحديث يضعون كمامة” في حين وضع رجل على وجهه ورقة مع عبارة “الكمامة إلزامية كموا أفواهكم”. ويعتبرون أن الحكومة السويسرية تلجأ إلى تدابير “دكتاتورية” لفرض القيود الصحية منها إغلاق المطاعم والحانات.
وفي فيينا، سار ألف متظاهر العديد منهم من اليمين المتطرف في شوارع المدينة قبل أن تعمد الشرطة إلى تفريقهم بحسب الشرطة النمساوية.
وفي صوفيا، ضمت مظاهرة مناهضة للقيود 500 شخص، لم يضع العديد منهم كمامات.
المصدر: الدار- أف ب