تونس تدخل عالم الصناعات الفضائية لأول مرة بإطلاقها “تحدي واحد” من كازاخستان
بإطلاقه، تضرب تونس موعدا مع التاريخ… على متن مركبة فضائية روسية ومن قاعدة في كازاخستان، بدأ القمر الصناعي “تحدي واحد” رحلته إلى مداره حول الأرض. وتابع الرئيس قيس سعيّد هذا الحدث الاستثنائي، قائلا إن “القمر الصناعي سيستعمل في تبادل معطيات في عدة مجالات منها النقل والفلاحة والطقس”. وأشرفت على المشروع شركة “تالنات” للاتصالات وعمل عليه مهندسون تونسيون شباب لمدة ثلاث سنوات.
انطلق إلى الفضاء الاثنين القمر الاصطناعي “تحدي واحد” (“تشالنج وان”) المصنع بالكامل في تونس والمخصص لشبكة الإنترنت الخاصة بالأجهزة المتصلة، أو ما يصطلح على تسميته “إنترنت الأشياء”، من قاعدة بايكونور في كازاخستان على متن صاروخ “سويوز” الروسي.
وباتت تونس أول بلد من بلدان المغرب وسادس بلد أفريقي يصنع قمرا اصطناعيا، وفق موقع “سبايس إن أفريكا” المتخصص.
ومن المتوقع أن يصل “تشالنج وان” الذي صنعته شركة الاتصالات التونسية “تالنات” إلى مداره قرابة الساعة 10,20 بتوقيت غرينيتش على متن صاروخ “سويوز”.
وكان مقررا أن يقلع “سويوز”، الذي ينقل القمر الاصطناعي التونسي ضمن مجموعة تضم 38 قمرا اصطناعيا، السبت في الذكرى الخامسة والستين لاستقلال تونس. لكنه انطلق أخيرا صباح الاثنين في حدث تابعه من تونس العاصمة الرئيس قيس سعيد.
وقال سعيد “ثروتنا الحقيقية هي ثروة الشباب القادر على تحدي كل الصعاب”، مضيفا “لا ينقصنا إلا الإرادة الوطنية”.
ويرمي القمر الاصطناعي التجريبي إلى جمع بيانات من أجهزة استشعار بينها أدوات قياس حرارة أو لواقط للتلوث متصلة بالإنترنت أو شرائح لتحديد التموضع أو مستشعرات للرطوبة، لقراءتها في الوقت الحقيقي حتى في مناطق لا تغطيها الشبكة على الأرض.
وتبلغ قدرة الإرسال الخاصة بقمر “تشالنج وان” الاصطناعي 250 كيلوبايت في الثانية على نطاق 550 كيلومترا، وسيحاول تلبية الحاجة المتزايدة للوصل بين الأشياء عبر الأقمار الاصطناعية، إذ لا تغطي شبكة الإنترنت الأرضية أكثر من 20 % من مساحة الأرض.
ويجسد المشروع البالغة تكلفته حوالي 1,2 مليون دولار عمل فريق من المهندسين التونسيين الشباب، بمواكبة خبراء تونسيين في الخارج بينهم خبير شارك في مهمة “برسيفيرانس” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى المريخ.
وتسعى “تالنات” بالتعاون مع بلدان ـفريقية أخرى، في السنوات الثلاث المقبلة إلى إطلاق سرب يضم أكثر من عشرين قمرا اصطناعيا لاستغلال هذه التكنولوجيا تجاريا.
المصدر: الدار- أف ب