مبديع: كوننا في الأغلبية لا يعني أننا تابعون.. والانتخابات المقبلة بدأت تلقي ظلالها
الدار/ حاورته: مريم بوتوراوت – تصوير ومونتاج: ياسين جابر
أكد محمد مبديع، رئيس فريق الحركة الشعبية في مجلس النواب، ومنسق فرق الأغلبية في الغرفة ذاتها، على أن هذه الفرق تحاول التوافق في معظم الملفات التي يتم طرحها على الغرفة الأولى، وعترفا في حواره مع "الدار"، الذي سينشر كاملا، أن انتخابات 2012 بدأت تلقي بظلالها على الأغلبية.
- كمنسق للأغلبية، كيف تقيمون الانسجام بين مكوناتها في الغرفة الأولى؟
النقاش موجود، وكل فريق يتحدث عن انشغالاته، و دائما ما تتوج النقاشات والتدافعات داخل الأغلبية إلى التوافق، لكن في بعض الأحيان قد لا نتوافق، وهذا أمر نادر.
كوننا أغلبية لا يعني أننا تابعون، نحن أغلبية تنتقد كذلك، ونحسن ونجود وننتج المنتوج الذي يليق بالجميع، وأنا أشيد بروح تعاون جميع رؤساء فرق الأغلبية على جديتهم وانشغالهم بالحفاظ على تماسك الأغلبية في إطار هذا التوافق، وبالطبع يبقى كل واحد منا مرتبطا بخلفياته الحزبية، لكن عندما يتعلق الأمر بالملفات التي نتشارك فيها جميعا لا بد أن يكون هناك توافق ونحاول أن نقنع بعضنا البعض، لأننا كرؤساء الفرق وراءنا فرق، والفرق وراءها أحزاب، والأحزاب لها هيئاتها، ورغم ذلك يجب أن نصل إلى توافقات ومنتوج ينخرط فيه الجميع.
وعكس ما يقال أن هناك ارتباك، إذا كنت تسمي النقاش ارتباك فهذا اللفظ لا يتطابق مع هذا الوضع.هناك نقاش مواقف، وبالطبع فيها الحدة في بعض الأحيان، لكن لم نصطدم مع بعضنا البعض أبدا فما يحذونا هو الروح الوطنية وأن ننتج ما ينتظره المجتمع وما يتوافق مع انتظاراته وانشغالاته.
- هل حزبكم راض عن مشاركته في حكومة سعد الدين العثماني؟
ما دام أننا في الحكومة سنتحمل مسؤوليتنا فيها، وهذا ليس وقت الحساب، الحساب يكون في اليوم الأول عند الدخول ولكن بعد الدخول إلى الحكومة "ما كيبقى حساب"، يجب أن يكون التركيز على المردودية وكيفية تنزيل انشغالاتنا كحزب وكيف نفرض وجهات نظرنا في الحكومة، هذا هو الأساسي، أما الرضا من عدمه فهذا ليس محله، يمكن أن نقوم بالتقييم في نهاية الولاية، وهو ما سيؤسس لنا للحكومة المقبلة، أما اليوم بالنسبة لوطننا وحزبنا يجب أن يكون هناك الانضباط السياسي، وهو التآلف والتضامن والانخراط، والهدف هو أننا ننتج ونكون في مستوى انتظارات المواطنين، خصوصا في القطاعات التي نشرف عليها.
لكن هذا لا يعفينا من المسؤولية في القطاعات الأخرى، لأننا جزء من هذه الحكومة ونجاحاتها نجاح لنا جميعا، وإخفاقها يعني إخفاقنا جميعا ونتحمل فيه جزءا من المسؤولية.
- ما هو موقفكم من المناوشات التي تطفو إلى السطح بين بعض مكونات الأغلبية، خصوصا "البيجيدي" والأحرار"؟
هذه أمور يمكن أن تقع، والانتخابات المقبلة بدأت تلقي ظلالها، وشيء طبيعي أن الناس تتعارض "وتبدا تزكي فراسها من اليوم"، يمكن أن يقع هذا لنا مع التجمع الوطني للأحرار أو مع حزب العدالة والتنمية أو مع أي حزب آخر.
هذا يدخل في تفاعلات المكونات السياسية أحيانا، وأحيانا بعض الآراء لا تعبر عن رأي الحزب بقدر ما تعبر عن رأي عضو في مكتبه السياسي أو في شبيبته، لكن الذي يبقى أهم مصانا، وعندما ينتفي ذلك يجب أن تتغير الحكومة إذا تم الوصول إلى القطيعة وكان التجاذب واضحا.
لا يمكن أن تبقى مكونات متعارضة في كل شيء في التدبير الوطني، ويتركوا الأهم وهو انتظارات المواطنين، وينشغلوا بالتراشق في ما بينهم.
- المعارضة تتهم الحكومة بالفشل ما ردكم على ذلك؟
هذا دورها، فلا يمكن أن تصفق المعارضة لكل شيء. لكن يجب الإشارة إلى أن هناك 80 بالمائة من مشاريع القوانين يتم تمريرها بالتوافق.
يمكن الحديث على مستويين، ما تقوم به الحكومة، وما ينتظره الشعب، وهذا يمكن أن نحكم عليه بسياق معين وإمكانيات معينة وغير ذلك، لكن ما ينتظره الشعب شيء آخر، فبعض فئات الشعب لا يعجبها لا حكومة ولا برلمان، وهذا مجتمع يتحرك، والمغرب يعيش انفتاحا وتطورا وتحولا ديمقراطيا ومؤسساتيا ولكن هو مؤطر الآن داخل المؤسسات والأحزاب والبرلمان والمجتمع المدني.