الدار/ الليجا
يُعرف الملايين من مشجعي برشلونة حول العالم بفخر بتسميتهم “كوليز”، سواء كانوا يذهبون إلى “كامب نو” كل أسبوعين، أو يتابعون الفريق بنفس القدر من الزاوية الخاصة بهم في مختلف أنحاء العالم.
ومع ذلك، ليس كل مشجعي “البلوغرانا” الذين قد يطلقون على أنفسهم لقب “كوليز” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد يعرفون من أين جاء المصطلح لأول مرة، وفي الواقع فإن القصة تمنحنا نظرة ثاقبة على تطور برشلونة على الصعيدين كنادٍ رياضي وحركة اجتماعية في العاصمة الكتالونية منذ أكثر من قرن.
خلال العقود الأولى بعد تأسيس النادي من قبل الطالب السويسري جوان غامبر في عام 1899، لعب برشلونة في عدد من الملاعب المختلفة حول المدينة، وكان الملعب المنزلي للفريق بين عامي 1909 و1922 يقع في منطقة كارير دي لا اندستريا أو ما يعرف بشارع الصناعة (يسمى اليوم كارير دي باريس أو شارع باريس).
كانت أرضية الملعب تمتلئ دائماً بالآلاف والآلاف من المشجعين الذين يتوافدون لمشاهدة فريق كان يفوز بانتظام بلقب كأس ملك إسبانيا، وكان أول نجوم النادي هو المهاجم باولينو ألكانتارا، ولاعب خط الوسط جوسيب ساميتيير وحارس المرمى ريكاردو زامورا.
عندما أصبح النادي أقوى وجذب المزيد من المزيد من المشجعين، أقيم مدرج دائم من مستويين على جانب الملعب الأقرب إلى الشارع، وتم افتتاحه رسمياً في عام 1916، وكان أول مدرج من نوعه في ملعب كرة قدم إسباني وزاد سعة الحضور إلى 6000 متفرجاً.
سيشاهد المارة الذين ينظرون للأعلى أثناء إقامة المباريات صفاً طويلاً من المشجعين في نهاية المدرج يجلسون على الحائط عند أعلى نقطة من المدرج، جلبت هذه الصورة الغير عادية الكثير من الابتسامة من أولئك الذين يصلون متأخرين إلى المباراة أو في طريقهم إلى المتاجر.
مع مرور الوقت ومع أخذ ذلك في الاعتبار، بدأ السكان المحليون في تسمية مشجعي برشلونة “كوليرز” أو “كوليز”، وهو ما يعني حرفياً “أولئك الذين يظهرون مؤخراتهم”، وبعيداً عن الإهانة أو اعتباره تهجم عليهم، تبنى مشجعو الفريق العبارة بكل فخر، وبدأوا في استخدامها لوصف أنفسهم بكل سعادة.
كان اللقب شائعاً للغاية لدرجة إنه بقي عالقاً حتى بعد انتقال برشلونة إلى استاد “ليس كورتس”، الذي تم افتتاحه في عام 1922 بسعة أولية تبلغ 22,000 “كوليز”، واستمر في منزله الحالي “كامب نو” الذي يتسع ل99,354 متفرجاً جلوساً، وسيخضع كامب نو قريباً لعمليات تطورية من شأنها أن تضمن ضيافة أكثر راحة لأولئك الذين يأتون لمشاهدة ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتش وزملائهم في تقديم عرضهم.
لا يزال اللقب لعشاق برشلونة موجوداً حتى اليوم، وغالباً ما يظهر على الانترنت في محادثات تويتر أو حسابات إنستقرام أو مجموعات فيسبوك، كما إنها تظهر في مراسلات النادي الرسمية والترويجية حيث يتواصل برشلونة مع مشجعيه في جميع أنحاء العالم.
لقد قطع “كوليز” شوطاً كبيراً من منطقة كارير الصناعية، وكذلك فعل فريقهم!.