صحيفة بريطانية تكشف الأساليب الانتقائية والممارسات التمييزية لمنظمة “أمنيستي”
الدار / خاص
نشرت صحيفة “The Guardian”البريطانية، تفاصيل بلاغ أصدره ثمانية من نشطاء منظمة “أمنيستي”، سردوا من خلالها تجاربهم الخاصة مع ما عنوه من تمييز عنصري وطالبوا القائمين عليها بالتنحي لأنهم أول من ينتهك أبسط حقوق الإنسان التي تحقق إجماعا في كل ركن قصي من المعمورة.
وجاء البلاغ، الذي أصدره نشطاء منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، حبلى بشهادات صادمة لثمانية نشطاء تكسرت أحلامهم في الدفاع عن حقوق الإنسان على أعتاب “آمنستي”، وقد استشعروا الخذلان المرير وهم يقفون على حقيقة أن المنظمة هي التي تعمل بشكل حثيثي على استدامة خرق هذه الحقوق وتكرس هذا الخرق بشكل يومي في ممارساتها في الداخل.
وأقرت الأمانة العامة للمنظمة الحقوقية الدولية، و مقرها في المملكة المتحدة، بحقيقة ما تضمنه البلاغ واعترفا في اعتذار بأن ما تم التقدم به حقيقة لا تبعث فعلا على الراحة وتكشف حجم اللطخة في سجلها الحافل بممارسات عنصرية تم الوقوف عليها خلال تحقيق داخلي أطلقته بلاغات متعددة بشأن العنصرية بعدما اكتسح “هاشتاغ” “حياة السود مهمة” (Black Lives Matter) العالم بعد مقتل “جورج فلويد” على يد شرطي أمريكي العام المنصرم.
ومن بين الممارسات التمييزية داخل المنظمة، بحسب بلاغات نشطائها الذين انتفضوا ضد واقعها الذي لا يمت لادعاءاتها بصلة، استخدام القائمين على المنظمة حرفا “N” أو “P” للتمييز بين نشطاء المنظمة وخندقتهم عبر توصيف مزاجيتهم وإن كانوا مفرطي الحساسية تجاه مواضيع معينة أو سبق لهم أن اشتكوا من بعض الممارسات.
كما يتحرى القائمون على “أمنستي” تحيزا ممنهجا وسافرا لصالح البيض ضد السود الذين يخضعون دوما لمقابلات يتم خلالها استجوابهم حول أمور معينة ودون مبرر، علاوة على تهميشهم وحرمانهم من المشاركة في “المشاريع” المهمة للمنظمة، كما يتسم عمل “أمنيستي” بضعف الوعي والكياسة في التعامل وتقبل الاختلاف الديني، بما يجعل بعض النشطاء يعانون من سلوكيات شاذة يؤتيها القائمون على المنظمة ارتكازا على ذلك، الى جانب تحري القائمين على “آمنستي” لسلوكيات عدوانية تتبدى بالأساس في الرسائل التي ترسل عبر البريد الإلكتروني إلى المنتسبين إلى بلدان جنوب الكرة الأرضية في تمييز مفضوح بينهم وبين من يعتبرونهم بيضا متفوقين عرقيا.
وذكرت صحيفة “The Guardian” أن المجلس الإداري لمنظمة العفو الدولية، بعث في يونيو 2020، رسالة إلكترونية إلى النشطاء المكلفين بملف “حياة السود مهمة” الذي فتح بمقتل الأمريكي جورج فلويد الذين أثاروا قضية التمييز العنصري داخل “آمنستي”، وهي الرسالة التي جاء فيها أن العنصرية مدمجة بشكل تلقائي في “النموذج التنظيمي للغاية” لهيئة حقوق الإنسان، في المنظمة والذي تمت بلورته من خلال “الدينامية الاستعمارية وترسيم الحدود” التي كانت “حديثة” وقت تأسيسها في 1961.
كما أن السيطرة والتأثير على المنظمة وصنع القرار ظل حكرا على فئة معينة من الأفراد البيض المنتسبين إلى شمال الكرة الأرضية، كما اعترف المجلس الإداري في رسالته، بتسجيل تحيز وتقاعس وتطبيع ممنهج مع التمييز العنصري القائم على اللون والعرق والدين، وهو الأمر الذي أكد نشطاء المنظمة الذين تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية.