رسالة استغاثة تدمي القلب من تندوف تكشف تدهور الوضع الصحي بسبب تفشي “كورونا”
الدار / خاص
نشر منتدى دعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة المعروف اختصارا ب”فورساتين”، الجزء الثاني من نداء استغاثة من مخيمات تندوف، وهي عبارة عن رسالة من أحد المحتجزين بمخميات تندوف بالاراضي الجزائرية، يستعرض فيها ما يعتمل داخل المخيمات من معاناة و آهات وجحيم.
وفيما يلي نص الرسالة:
أيها العالم،
لكم في جائحة كورونا خير مثال، بينما تأقلم العالم، وأصبح أكثر خبرة، ويستعد في كل مرة للحياة الطبيعية، عبر تجريب اللقاحات، ومنع انتشار السلالات الجديدة، ويدشن مبادرات جادة منها ما هو صعب في سبيل تجاوز المرحلة.
يؤسفنا أن نبلغكم أننا لا زلنا في المرحلة الأولى، وأن كورونا انتشرت بيننا واستفحلت، وغصت المستوصفات البئيسة وارتفعت أعداد المصابين وازدادت الوفيات بشكل مقلق، وكانت القيادة التي تسير المخيمات غير مبالية ولا مهتمة، ولا تتخذ أي إجراءات وحين فتحت المجال باسم الحرب، انتشر المرض وبلغ مستويات قياسية.
لم يتحرك أحد، إلا حين أصيبت القيادة وانتشر الفيروس بينها خلال الاجتماعات المكثفة التي كانت تعقدها، حينها أطلقت صفارة الإنذار، ووجهت جبهة البوليساريو استغاثة للجزائر والاتحاد الافريقي طلبا للمساعدة، فأن تصاب القيادة فالأمر جلل، من سيحكمنا إن ماتت القيادة، صدقوني الله أعلم بالسرائر، لكن هذه حقيقة القيادة، لا تريد أن تموت، لأنها تفكر في من يحكمنا، لا ترغب في التخلي عن المناصب حتى بعد الموت، حتى تعرفوا مع من نعيش ، والى أي درجة وصل حب المناصب.
قدمت الجزائر منحة من 5000 جرعة لقاح، وطبعا لا تصلح الا ل 2500 شخص كل شخص يأخذ جرعتين. ألم أقل لكم أننا مخيم كشفي، رقم كهذا لا يصلح لقرية صغيرة، وبعدها يقولون دولة، أي عار ؟؟؟!!.
القيادة سارعت الى الاستيلاء على اللقاح، وجهت جزء منه للتسويق الإعلامي، والباقي لا نعرف لمن سيعطى ولا كيف ولا متى، رغم أننا يمكن أن نخمن طبعا، كما يمكنكم أن تفعلوا أيضا. فأين نحن من اللقاح؟، وكيف يمكن إنقاذ المخيمات التي تضم عجائز وشيوخا بلغ بهم المرض مبلغا، ولا توجد إجراءات قادرة على حمايتهم من انتشار الفيروس الذي ساهمت في نشره القيادة بعد إعلانها الحرب.
وحتى من يصابون، قيل لنا جميعا ان المستوصفات مغلقة، ولا يسمح لنا بالمرض، والمراكز الصحية لا تستقبل أحدا، بينما القيادة تتداوى، وتعالج، واليوم غالبية القيادة تتواجد بالجزائر للعلاج من تداعيات كورونا، والمستشفيات الجزائرية فتحت لعائلات كبار القادة، والمسؤولين المهمين .
أو لم تلاحظوا أن الحرب خفتت، وما عاد هناك حديث عنها، وحتى البلاغات العسكرية صارت مثل الواجب اليومي الذي يؤدي الكشاف بمخيم الكشفية، لا وجود للحرب ، ولا الحديث عنها ، لأن من يتحدثون عنها يخضعون للعلاج خارج المخيمات، ولهذا ارتحنا من ذلك الضجيج المصطنع، لكننا نعاني من تبعات انتشار كورونا ونخشى على مصير أهالينا، وندق من خلالكم ناقوس الخطر لتعميم هذا النداء وإنقاذ ما يمكن إنقاذها.
أيها العالم ،
المخيمات ليست هي القيادة، وإعطاء اللقاح للقيادة تمييز ضدنا، وإجحاف في حقنا، ونحن في المخيمات مسجلون على قدم المساواة لدى لوائح منظمة غوث اللاجئين، فكيف يستقيم أن يعطى اللقاح لشخص دون آخر ، فقط لأنه يسير المخيمات، نحن مستعدون لتسيير المخيمات، مستعدون، ما دام تسيير المخيمات يخول أن نكون وزراء وسفراء ورؤساء يتمتعون بما لذ وطاب، ويتنعمون بالسفريات والجولات، وامتلاك الأراضي وتشييد الدور، وحين يمرضون ينقلون في الطائرات الخاصة للعلاج في الخارج.
عزاؤنا الوحيد، أن القيادة بما فيها الرئيس، ورغم أننا نحسدهم على الرفاهية التي نفتقد إليها، لكنها رفاهية منقوصة، وسراب سرعان ما تنكشف حقيقته، فحين يضطرون للخروج او العلاج لا يستطيعون لذلك سبيلا، الا بتزوير الوثائق، أو اعتماد جواز السفر الجزائري، لأنهم في البداية والنهاية مجرد لاجئين.أو لم أقل لكم إننا متشابهون، وإننا بالمخيمات من المفروض أن نعامل على قدم المساواة، لكن العالم مصر أن يعامل مسيرين للمخيمات على أنهم حكام دولة.
#لقد قررت أن أصبح #رئيسا للمخيمات مستقبلا، ليس لأني مقتنع بأننا دولة، إطلاقا، لكن لأهداف شخصية، من حقي أن أعيش شيئا من الرفاهية.
#رجاء إخواني، حين أصبح رئيسا، أطلب أن تحذفوا هذه الرسالة من صندوق الواردات في صفحتكم، فلا يعقل أن أصبح رئيسا، ولدي ماضي في طلب العون والاستغاثة، عيب في حق الرئيس.
والى ذلكم الحين، فضلا وليس أمرا، عمموا هذه الاستغاثة، فنحن اليوم لسنا قيادة #وأنا_لست_رئيس.
#أنقذونا_رجاء .
حفظكم الله بما حفظ به الذكر الحكيم ودمتم للخير فاعلين.
وجزاكم الله عنا ألف خير.