أكد عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن النتائج الأولية للدراسات تكشف أن مجموعة من اللقاحات التي تم إنتاجها ضد فيروس كورونا المستجد، تعتبر ناجعة ضد السلالة الهندية للفيروس التاجي.
وأوضح الإبراهيمي أن دراسات إسرائيلية وهندية أجريت مؤخرا أظهرت أن العديد من اللقاحات بما فيها لقاح فايزر وفاكسين الهندي وأسترازينيكا أثبتت فعاليتها في مقاومة هذه السلالة، وإن كانت فعالية محدودة، مبرزا أن “هذه السلالة لا تختلف عن الأخريات، حيث أن النتائج الأولية توحي بأنها ليست أخطر من سابقاتها”.
وقال الخبير، في حديث خص به قناة الأخبار المغربية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إن المعروف اليوم عن هذه السلالة الجديدة ضراوة مرض (كوفيد-19) المترتب عن الإصابة التي قد تحدثها، وهو ما يلزمنا المزيد من الحيطة”.
وبخصوص نشأة وتطور هذا المتحور الهندي، كشف الخبير المغربي أنه كان متوقعا نشأته وتطوره في الهند أو أي مكان آخر، إذا ما توفرت شروط تكاثره وتغيره الجيني.
وقال “بالفعل لقد ظهرت هذه النسخة المتحورة (بي.1.617) أو ما يسمى ب(السلالة مزدوجة الطفرات) محليا بالأردن دون توافدها من مكان آخر”، مضيفا أن “الأردن سجل إصابات بهذه السلالة لأشخاص لم يسافروا”.
وتعد السلالة الهندية “متحورة مزدوجة الطفرات”، يضيف الإبراهيمي، لأنها تحمل طفرتين مقلقتين على مستوى بروتين السنبلة “الشوكة” لفيروس كورونا المستجد، وهو نتوء على غلافه يتيح له الالتصاق بالخلايا البشرية.
وفيما يتعلق بتشخيص المرض، أكد أن “جميع التقنيات المستعملة حاليا ما تزال تمكن من التعرف على هذه السلالة وتحديد هويتها”، مضيفا قوله “لا أرى أن هذه السلالة ستكون أسرع انتشارا وسيادة في العالم من السلالة البريطانية”.
وسجل أنه “بعد ظهورها في شهر أكتوبر 2020، أخذت مدة ستة أشهر لتصل إلى 15 في المائة من الفيروس المنتشر في الهند، في حين أن السلالة البريطانية التي ظهرت في شهر دجنبر لم تحتاج لأكثر من أسابيع للسيادة في بريطانيا وبعدها في العالم”.
وفي تقييمه لـ”الوضعية الكارثية الحالية في الهند”، أبرز الأستاذ الإبراهيمي أنها نتيجة لأسباب وعوامل متعددة، أولها سلوكيات المواطنين المترتب عن الإحساس الزائف بالأمان، والذي أدى إلى التخلي عن الإجراءات الاحترازية الشخصية، وكذا القرارات المؤسساتية التي لم تكن صائبة دائما.
وبخصوص الوضعية الوبائية بالمغرب، دعا مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية إلى رفع درجة اليقظة والعودة إلى الإجراءات الاحترازية الشخصية والانخراط الجماعي في عملية التلقيح الجماعي، علاوة على ضرورة التحلي بروح المواطنة.
المصدر: الدار– وم ع