أخبار دوليةسلايدر

تجدد القصف الإسرائيلي على غزة وصدامات في الضفة الغربية وسط مساع دولية وإقليمية لوقف إطلاق النار

بالرغم من الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، تواصل التصعيد في الشرق الأوسط السبت مع تجديد إسرائيل قصفها على قطاع غزة واستمرار حماس في إطلاق الصواريخ على أراضيها. ورافق العمليات القتالية عبر الحدود بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة أعمال عنف في مجتمعات مختلطة من اليهود والعرب في إسرائيل.

مع دخول المعركة بين الطرفين الليلة الخامسة، جدد الطيران الإسرائيلي غاراته الجوية على غزة في ساعة مبكرة من صباح السبت ورد مقاتلو حركة حماس بإطلاق صواريخ على إسرائيل وسط سعي دبلوماسيين أمريكيين وعرب لإنهاء العنف.

وقُتل عشرة من أفراد عائلة فلسطينية واحدة جراء ضربة جوية إسرائيلية استهدفت غرب غزة صباح السبت، وفق ما أفاد مسعفون في القطاع الفلسطيني.

وأفادت مصادر طبية مقتل ثمانية أطفال وامرأتان جميعهم من عائلة أبو حطب، جراء انهيار مبنى من ثلاثة طوابق في مخيم الشاطئ للاجئين بعد ضربة إسرائيلية.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة السبت أنه شن خمس ضربات على الأقل على القطاع.

وأوضح بيان الجيش أن الأهداف شملت مقرا لقائد قوى الأمن التابعة لحماس توفيق أبو نعيم و”مواقع لإطلاق الصواريخ” في شمال القطاع وجنوبه إضافة إلى مبان “للاستخبارات العسكرية” التابعة لحماس.

وقالت وزارة الشؤون الدينية الفلسطينية إن الطيران الإسرائيلي دمر مسجدا. وقال متحدث عسكري إن الجيش يتحرى عن صحة هذا النبأ. ودوت أصوات صفارات الإنذار في مدينتين رئيسيتين في جنوب إسرائيل محذرة من نيران قادمة من غزة.

وأعلنت حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ. ومع عدم وجود علامة على انتهاء القتال امتدت الخسائر إلى أماكن أبعد مع إعلان الفلسطينيين سقوط 11 قتيلا في الضفة الغربية المحتلة وسط اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن الإسرائيلية.

وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 132 شخصا لقوا حتفهم في غزة منذ يوم الاثنين، بينهم 32 طفلا و20 امرأة، وأصيب 950 آخرون .

وقالت السلطات الإسرائيلية إن ثمانية لقوا حتفهم في إسرائيل وهم جندي كان يقوم بدورية على حدود غزة وستة مدنيين إسرائيليين بينهم طفلان.

ووصل مبعوث الإدارة الأمريكية هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون إسرائيل والفلسطينيين يوم الجمعة للمنطقة قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي يوم الأحد لمناقشة الوضع.

وقالت السفارة الأمريكية في إسرائيل إن هدف زيارته هو “تعزيز الحاجة للعمل لتحقيق تهدئة قابلة للاستمرار”.

وشنت إسرائيل هجمات طوال يوم الجمعة لتدمير ما وصفته بأنها أنفاق ممتدة لعدة كيلومترات في قطاع غزة ومواقع إطلاق صواريخ وورش لتصنيع الأسلحة في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية عليها.

وفي الضفة الغربية من رام الله إلى الخليل وفي جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، رشق فلسطينيون بالحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها من المقذوفات، القوات الإسرائيلية التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي وفي بعض الحالات بالرصاص الحي.

وقتل فلسطيني بالرصاص بعد محاولته طعن جندي شمال رام الله، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي الذي تحدث عن محاولة هجوم بسكين أخرى في ساعة مبكرة من صباح السبت خلال “أعمال شغب عنيفة” في نابلس.

وفي حي شعفاط في القدس الشرقية، جرت صدامات اضرم خلالها متظاهرون فلسطينيون ملثمون النار في أنقاض. وردت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

ورافق العمليات القتالية عبر الحدود بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة أعمال عنف في مجتمعات مختلطة من اليهود والعرب في إسرائيل. وتعرضت معابد للهجوم واندلعت اشتباكات في الشوارع مما دفع الرئيس الإسرائيلي للتحذير من حرب أهلية.

ووجهت الاضطرابات بين اليهود والعرب في إسرائيل نفسها ضربة قوية لجهود خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإطاحة به بعد سلسلة من الانتخابات غير الحاسمة مما أدى إلى زيادة التوقعات بأن الإسرائيليين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة بشكل غير مسبوق خلال ما يزيد قليلا عن عامين.

جهود دبلوماسية

تقود مصر جهودا دولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسط مخاوف من توسع نطاق الصراع. قال مسؤولان أمنيان مصريان إن مصر تضغط على الجانبين من أجل وقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الجمعة انتظارا لإجراء المزيد من المفاوضات بينما تضغط القاهرة أيضا على حماس وأطراف أخرى منها الولايات المتحدة في محاولة للتوصل لاتفاق مع إسرائيل.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن وزيري الخارجية المصري والأردني ناقشا يوم الجمعة جهود إنهاء المواجهة في قطاع غزة ومنع “الاستفزازات” في القدس.

وقال مسؤول فلسطيني “اتخذت المحادثات منحى جديا حقيقيا يوم الجمعة… الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة يكثفون اتصالاتهم بكل الأطراف في محاولة لاستعادة التهدئة لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد”.

ودعت دولة الإمارات يوم الجمعة إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات مع تقديمها التعازي في كل ضحايا القتال. وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان عبر عن قلق بلاده البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين ودعا كل الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي.

ونقلت الوكالة عنه قوله “نعول في هذا الشأن على ما تحمله اتفاقيات إبراهيم من وعود لأجيالنا الحالية والمقبلة بالعيش مع جيرانهم في سلام وكرامة وازدهار”، في إشارة لاتفاقات أصبحت بموجبها الإمارات والبحرين أول دولتين عربيتين في ربع قرن تقيمان علاقات رسمية طبيعية مع إسرائيل.

وأضاف البيان “دولة الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية”. وبدأت حركة حماس عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع الذي تحكمه يوم الاثنين مستهدفة القدس وتل أبيب ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين بالقرب من المسجد الأقصى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من ألفي صاروخ انطلقت من قطاع غزة صوب إسرائيل منذ بدء التصعيد الأخير اعترضت منظومة الدفاع الصاروخي نحو نصفها وسقط 350 داخل قطاع غزة.

المصدر: الدار- أف ب

زر الذهاب إلى الأعلى