المساعي الدبلوماسية تتكثف من أجل وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس
تتكثّف المساعي الدبلوماسية الخميس علنا وبعيدا عن الأضواء في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف وانطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وبعد دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء الى خفض فوري للتصعيد، وفشل فرنسا في إيصال مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار الى التصويت في مجلس الأمن بسبب عرقلة أميركية، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن “المحادثات غير المباشرة” مع حماس ضرورية لدفع الجهود نحو إنهاء الأعمال العدائية.
وأضافت “بالطبع يجب ضم حماس (إلى المحادثات) لأنه بدون حماس لن يكون هناك وقف لإطلاق النار”
وبدأ وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس زيارة الى تل أبيب ورام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة للتوصل الى تهدئة. ولن يلتقي ممثلين عن حركة حماس المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.
وعبر ماس في مؤتمر صحافي عقده صباح الخميس في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، عن تضامنه مع إسرائيل، قائلا نعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يندرج في إطار “حق الدفاع عن النفس”. ودعا الى وقف لإطلاق النار.
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا طارئا الخميس على مستوى وزراء الخارجية يتناول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
كما تقوم مصر باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة حماس والتي لعبت القاهرة دورا أساسيا في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.
وقال مسؤول في حركة حماس طلب عدم الكشف عن اسمه الخميس لوكالة فرانس برس “توقعاتنا أن يتم الاعلان عن التهدئة خلال ساعات أو يوم غد، وهذا يتوقف على وقف الاحتلال عدوانه على غزة والقدس”.
وأضاف “هناك جهود واتصالات مكثفة تجري مع الاحتلال من جهة ومع حماس وفصائل المقاومة من جهة أخرى تبذلها مصر وقطر وأطراف أخرى”، مشيرا الى أن “الفرنسيين والاميركيين يشاركون في هذه الجهود”.
لكنه شدّد على أن “لا شيء نهائيا حتى هذه اللحظة. المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات. إذا تواصل العدوان، سيتواصل توجيه الصواريخ في اتجاه الاحتلال وجنوده”.
على صعيد متصل، يقوم مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند بزيارة إلى قطر بهدف إجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في محاولة لـ”استعادة الهدوء” بحسب ما قال مصدر دبلوماسي.
وبدأ التصعيد الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من ماي، تضامنا مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي الأربعاء إن بلاده تستغل العمليات العسكرية من أجل “إضعاف قدرات” حماس.
وتقصف إسرائيل منذ عشرة أيام قطاع غزة من دون هوادة، مستخدمة المدفعية والطائرات. وأوقعت الضربات 230 قتيلا بينهم 65 طفلا، و1710 جرحى في القطاع، بالإضافة الى دمار هائل، إذ أسقطت أبنية بكاملها وألحقت أضرارا جسيمة بأخرى وبالبنى التحتية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس وجماعات إسلامية مسلحة أخرى في غزة أطلقت 4070 صاروخا باتجاه إسرائيل،اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلي “القبة الحديدية” غالبيتها.
وتسبب صواريخ حماس وغيرها من الفصائل المسلحة في قطاع غزة بمقتل 12 شخصا وأصيب المئات بجروح.
– “ماذا فعلنا؟” –
وقال مصدر عسكري إسرائيلي لصحافيّين الأربعاء “نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار”. وأضاف “نحن نقيّم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية (…) وما إذا كان هدفنا (المتمثّل) في إضعاف القدرة القتاليّة لحركة حماس في غزة قد تحقّق”.
واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية ليل الأربعاء الخميس منازل ستة قياديين في حماس في القطاع، وفق الجيش الإسرائيلي.
في دير البلح، قتل أفراد عائلة فلسطينية بكاملها. في مدينة غزة، قتل رجل مقعد إياد صالحة (33 عاما) مع زوجته الحامل وطفلتهما البالغة ثلاث سنوات، وفق السلطات المحلية.
وقال عمر صالحة (31 عاما)، شقيق إياد، “كانوا يستعدون لتناول الغداء”، متسائلا “ماذا فعل أخي؟ إنه مقعد على كرسيه المتحرك، كان يعتقد أنه آمن في بيته”.
في الصباح الباكر الخميس، دوت صفارات الإنذار مجددا في القرى الجنوبية الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان “السكان في غزة وفي إسرائيل في حاجة ماسة الى تهدئة”، مضيفة الى أنها ابلغت إسرائيل وحركة حماس أن فرقها ستبدأ، اعتبارا من الخميس “بالتنقل للتعامل مع الحاجات الملحة. ويتحمّل الطرفان مسؤولية واضحة في تسهيل هذه المهمة”.
وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أن مجلس حقوق الإنسان سيجتمع الأسبوع المقبل في جلسة استثنائية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
الخميس، وجهت منظمة الصحة العالمية نداء عاجلا لجمع سبعة ملايين دولار قالت إنها ضرورية “لتوفير استجابة طارئة شاملة في الأشهر الست المقبلة” في أعقاب تصاعد العنف.
وسينظم الاجتماع المقرر في 27 ماي بطلب من باكستان كمنسق لمنظمة التعاون الاسلامي، والسلطات الفلسطينية التي جمعت تواقيع كافية من الدول ال47 الأعضاء في المجلس، كما أوضحت الأمم المتحدة في بيان.
وتتواصل منذ عشرة أيام التحركات الاحتجاجية في الضفة الغربية المحتلة تضامنا مع غزة. وتحوّلت تظاهرات خلال الأيّام الماضية إلى مواجهات بين الفلسطينيين والقوى الأمنية الإسرائيلية قتل فيها 26 فلسطينيّاً، في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ سنوات.
كذلك يُسجّل توتر حادّ في القرى والمدن الإسرائيليّة المختلطة اليهودية العربية.
وتشهد مدن وعواصم عدة في العالم تظاهرات تضامنا مع الفلسطينيين.
المصدر: الدار– أف ب