الرياضة

اللاعب “حمد الله” بين دعوة رونار وتلبية الواجب الوطني

الدار/ صلاح الكومري

في الوقت الذي قال فيه هيرفي رونار، الناخب الوطني، إن حمد الله "رفض" تلبية دعوة المنتخب الوطني، لـ"أسباب عائلية"، اعتبر كثيرون، أن السبب الحقيقي وراء رفض لاعب النصر السعودي دعوة المدرب الفرنسي، تعود إلى خلافات تجمع بينهما مند مدة طويلة.

بغض النظر عن طبيعة الخلافات بين الطرفين، فإن عبد الرزاق حمد الله، برفضه دعوة الناخب الوطني، يكون قد رفض تلبية النداء الوطني، لأن المنطق يقتضي بأن "الواجب الوطني يأتي فوق كل اعتبار".

صحيح أنه سبق لمجموعة من اللاعبين أن رفضوا تلبية النداء الوطني، في سنوات سابقة، لكن جميعهم يحملون جنسيات مزدوجة، أي أنهم ولدوا وتربوا في بلدان أخرى "أوروبية" غير المغرب، ولم يسجل التاريخ على أي لاعب مغربي، ولد في المغرب، ولعب في الدوري الوطني، وانتقل من البطولة الوطنية نحو الخارج، أن رفض تلبية دعوة المنتخب الوطني، وبالتالي، يشكل عبد الرزاق حمد الله الاستثناء بين اللاعبين المغاربة، أبناء البطولة.

على الصعيد العالمي، سبق لمجموعة من اللاعبين أن رفضوا تلبية النداء الوطني لمنتخبات بلدانهم، وكان هذا الرفض "العلامة الفارقة" في مسارهم الكروي، ومن جهة أخرى، كان بمثابة إعلان نهاية مسيرتهم الكروية.

اللاعب الإسباني بويان كريكيتس، في عز تألقه مع فريق برشلونة الإسباني، سنة 2011، تلقى دعوة من أجل الانضمام إلى المنتخب الإسباني، ومشاركته في نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا، غير أنه رفض الدعوة، بداعي أنه يتلقى علاجا نفسيا، وكان هذا الرفض الحاجز الفاصل في مساره الكروي، إذ أنه مباشرة بعد ذلك تخلى عنه برشلونة لصالح روما الإيطالي، حيث خفت بريقه وراح جوالا بين الأندية في إيطاليا وإنجلترا وهولندا، ويعلب هذا الموسم مع فريق "ألافيس" في الدوري الإسباني الأول.

خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة، في روسيا، رفض اللاعب الكرواتي نيكولا كالينيتش، تلبية أوامر مدربه، والنزول إلى الملعب بديلا في مباراة أمام نيجيريا، فطرده اتحاد بلاده من تشكيلة المنتخب المشاركة في كأس العالم، والتي بلغت المباراة النهائية، وخسرت اللقب أمام المنتخب الفرنسي.

حين يُسأل أي لاعب عن حُلمه في مساره الكروي، تكون أول إجابة له، تطلعه إلى حمل القميص الوطني لمنتخب بلاده، والدفاع عنه في المحافل الدولية، وكثير من اللاعبين المغاربة، خاصة من الممارسين في الدوري الوطني، مستعدين للتضحية بنصف مسارهم الكروي مقابل مباراة واحدة أو اثنان مع المنتخب الوطني.

معلوم أنه سبق لعبد الرزاق حمد الله أن حمل قميص المنتخب الوطني، خلال تولي الزاكي بادو قيادة "الأسود" قبل نحو ثلاث سنوات، حين كان لاعبا في فريق "غوانزو" الصيني، وساهم ذلك في تألقه وزيادة قيمته السوقية، غير أن رفضه أخيرا تلبية هيرفي رونار، من شأنها أن تنعكس سلبا على مساره الرياضي، مهما بلغ تألقه في الفترة الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى