فضاء “كازا بلو” للتحف الفنية.. ثمرة 23 سنة من الهجرة خدمة للتراث الفني والثقافي
ينخرط المبدع علي الفيلالي في مسار فريد من خلال إحداث فضاء “casa blue” الذي يعنى بالتحف الفنية القديمة، مستلهما بذلك تجربته في فن الديكور في ديار المهجر والتي راكمها طيلة 23 سنة. وقد فضل الفيلالي، منذ 7 سنوات خلت العودة إلى الوطن الأم، جاعلا من هذا الفضاء نافذة لعرض قطع فنية فريدة وتقريب الزوار من جانب مهم من التراث الثقافي والفني العريق لعدد كبير من الدول التي توقف فيها ضمن رحلاته المهنية والاستكشافية عبر العالم.
ويعزو شغفه بهذا اللون الابداعي لتجربة توارثها عن ابيه في مجال إعداد تصاميم الديكورات الداخلية للمطاعم والمطابخ العصرية بدول شتى منها الولايات المتحدة وكندا وهولندا والفيتنام والتايلاند.
وبحكم أن هذا المعرض يتواجد في زاوية على مقربة من إحدى المراكز التجارية الكبرى بحي بوركون بالدارالبيضاء فهو يتيح لفئة عريضة من الزوار وخاصة الشغوفين بجمع التحف الأثرية، وفي مقدمتهم العاملين بكواليس الأفلام السينمائية الغوص في عوالم التراث والديكور. يقول الفيلالي، إن أي قطعة من تحف كازا بلو، التي يصل عددها إلى 1400 قطعة، تحمل بين طياتها لمسة فنية مستوحاة من مخلفات الحقب التاريخية المتعاقبة والتي يمكن من خلالها النبش في مراحل التطور التي عاشتها البلدان المذكورة على مدى أزيد من خمسة عقود.
وأضاف أن هذه التحف تلقى إقبالا متزايدا يوما بعد يوم بحكم أنها تضيف شيئا جديدا عما هو متداول من خلال الثقافة والتراث المغربيين، إذ يتجدد الإقبال على اقتنائها لتأثيث وتزيين الفضاءات العمومية، التي تسترعي انتباه الزوار من قبيل الفنادق والمطاعم والمقاهي وغيرها.
ومن بين الأشياء التي يحتويها هذا الفضاء والتي تسترعي اهتمام الزبناء، هناك عينات نادرة من أجهزة المذياع والشاشات التلفزية وآلات التصوير والتسجيل وآلات الاستنساخ والطباعة والهواتف ومخادعها ومجسمات السيارات الفاخرة العريقة ولوحات أرقامها والمصابيح والساعات وألعاب الأطفال والأدوات الموسيقية واللوحات التشكيلية الفنية وغيرها من التحف التي ينفرد بها “كازا بلو” والتي يمكن توظيفها أيضا في تأثيث جنبات وزوايا البيوت الخاصة.
لم يستقر اهتمام الفيلالي فقط عند هذه التحف بل تعداها إلى أدق الأشياء المتداولة في الحياة اليومية من أواني خزفية وأرائك وحقائب وخزانات حديدية وآلات للخياطة وكتب مجلدة، ناهيك عن بعض الصور التذكارية لأفلام ذائعة الصيت ولعدد من الوجوه السينمائية التي تتوافد بين الفينة والأخرى على فضاء كازا بلو.
والملاحظ أن طبيعة ترتيب القطع وتكديسها في هذا الفضاء، المكون من طابقين والممتد على مساحة ثمانية أمتار طولا وستة أمتار عرضا، توحي للزائر بأنه بإحدى المغارات وهو ما يجعله يبذل جهدا كبيرا لاختراق ممراتها الضيقة لعله يجد فيها ضالته ويشفي بها غليله ويثري بها فضوله.
وتماشيا مع ما يفرضه العصر، ففضاء “كازا بلو” ينفتح اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي بحيث بمجرد كتابة اسمه “casa blue” على موقعه بالفيسبوك ينهال على الناقر كم من الفيديوهات والصور لعينة من القطع و إكسسوارات الزينة المتنوعة.