هدوء في باماكو وباريس تلوح بعقوبات أوروبية ضد قادة «الانقلاب»
أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إثر قمة أوروبية اليوم أن القادة الأوروبيين «نددوا بأكبر قدر من الحزم باعتقال رئيس مالي ورئيس وزرائه» عادّاً أنه «أمر مرفوض»، في حين طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي «نحن مستعدون في الساعات المقبلة، في حال لم يتمّ توضيح الوضع، لفرض عقوبات محددة الهدف» بحق الأطراف المعنيين.
وأعلن قائد «الانقلاب» في مالي الكولونيل أسيمي غويتا تجريد الرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين من صلاحياتهما في اليوم التالي لاعتقالهما واتهامهما بمحاولة «تخريب»، في ما يشبه انقلاباً ثانياً في تسعة أشهر. وأكد ماكرون «نددنا بأكبر قدر من الحزم باعتقال الرئيس الانتقالي ورئيس وزرائه والمتعاونين معهما». وتابع «ما فعله العسكريون الانقلابيون هو انقلاب داخل انقلاب وهو أمر مرفوض ويستدعي تنديدنا الفوري».
قبل دقائق من تصريح ماكرون، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أمام الجمعية الوطنية أن باريس طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد «الانقلاب» في مالي. وقال إن فرنسا «تدين بأكبر قدر من الحزم هذا الانقلاب» و«تطالب بتحرير السلطات» و«الاستئناف الفوري للمسار الطبيعي للعملية الانتقالية».
ورأى أن «الطابع المدني للمرحلة الانتقالية هو شرط أساسي لمصداقية العملية الانتقالية وللدعم الذي يمكن أن يقدمه الشركاء الدوليون لسلطات مالي». وحذّر من أنه «في حال لم يعد النظام إلى العملية الانتقالية، سنتخذ تدابير فورية محددة الهدف ضد المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين يعرقلون العملية الانتقالية».
وإثر هذه التطورات، توجه مسؤولون من غربي أفريقيا أمس إلى مالي، بينما ساد الهدوء العاصمة باماكو، وقالت السفارة الأمريكية إن رحلات الطيران تقلع وتصل على النحو المعتاد. وقال نوهوم توجو الناطق باسم تحالف (إم5-آر.إف.بي) المعارض ومصدر في كاتي إن نداو وعوان ما زالا محتجزين هناك.
وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا (إيكواس) والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وعدة دول أوروبية في بيان مشترك، إن وفداً من «إيكواس» يزور باماكو، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ولعبت «إيكواس» دوراً مهماً في تشكيل حكومة مؤقتة بعد انقلاب أغسطس الماضي.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الليلة قبل الماضية عن «قلقه البالغ» لاعتقال زعماء مالي، ودعا إلى الهدوء وإطلاق سراحهم من دون شروط. كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً تطالب فيه بإطلاق سراحهم.