الدين والحياةسلايدر

مشاركون يدعون الأمم المتحدة من الرباط إلى تبني الاحتفاء بـ”اليوم العالمي للرحمة”

الدار / خاص

اختتمت أشغال المؤتمر الدولي الكبير، حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، تحت شعار: “نحو رؤية مستقبلية للسيرة النبوية”، الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أمس الخميس (27 مايو 2021)، بالشراكة مع رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء، تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإصدار إعلان المؤتمر ومخرجاته وتوصياته التنفيذية.

وخلال الكلمات والنقاشات، التي شهدتها جلسات المؤتمر، الذي تميز بمشاركة رفيعة المستوى من رؤساء دول وأمراء وشخصيات عالمية مرموقة وعلماء وقيادات دينية، أجمع المشاركون على أهمية إعادة النظر في دراسة وكتابة السيرة النبوية، خصوصا فيما يتعلق ببعدها الحضاري، وضرورة قراءتها باعتبارها تجسيد للرحمة الكونية المتمثلة في قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.

وقرر المشاركون في المؤتمر تنظيم معرض “متحف السيرة النبوية في المدنية المنورة” في مدينة الرباط ليحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في أول انطلاقة لهذا العرض الاستثنائي خارج المدينة المنورة، كمعرض متنقل ضمن برنامج عواصم الثقافة في العالم الإسلامي وخارجه.

ودعا المشاركون في المؤتمر، الأمم المتحدة الى تبني الاحتفاء بـ”اليوم العالمي للرحمة” في 21 أبريل من كل عام، انطلاقا من القيم الحضارية في السيرة النبوية التي تشكل فيها الرحمة قيمة مركزية في الهدي المحمدي الى العالمين، كما اتفق المشاركون، أيضا، على اعداد استراتيجية للتعاطي مع ظاهرة الإساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تتكرر من حين الى آخر، من أجل اقناع الأمم المتحدة بسن قانون دولي يجرم الاساة اليه والى غيره من الأنبياء عليهم السلام.

كما تمخض عن أشغال المؤتمر، قرار بإنشاء مرصد خاص بالسيرة النبوية لتتبع كل ما ينشر من أبحاث حول الرسول في اللغات العالمية، وكذا اصدار “معاجم ما ألف في السيرة النبوية” باللغات العالمية، فضلا عن إطلاق برنامج “السفراء الشباب” من المتشبعين بالقيم العليا لدين الختم، قصد التعريف بالقيم الحضارية في السيرة النبوية ومخاطبة الشباب بقيم الدين العليا، الى جانب انشاء مجموعة قنوات “المصطفى” فضائية ورقمية تعمل بإبداعية وفنية ومهنية منفتحة على التطور الرقمي الراهن.

كما شملت مخرجات المؤتمر العالمي حول “القيم الحضارية في السيرة النبوية”، الاعلان عن تنظيم منتدى “الخلق العظيم” يضم ثلة من أهل العلم والحكمة من العلماء والخبراء والأكاديميين، قصد الاسهام في المنافحة على نبي الرحمة قولا وفعلا، ويقام بشكل دوري في العواصم الإسلامية، والأجنبية، على أن تخصص جوائز للمنتدى تتناول أفضل بحث علمي مبتكر في مجال السيرة النبوية الشريفة؛ وأفضل انتاج فني مصور.

من جهة أخرى، أعلن البيان الختامي للمؤتمر عن انشاء أكاديمية “رحمة للعالمين” وهي مؤسسة علمية متعددة التخصصات الدينية والإسلامية، واختيار مقر دائم لها، تعمل على رد السيرة النبوية الى أصلها النبوي الرباني والروحي الهداني، فضلا عن انشاء مؤسسة عالمية للترجمة تحمل اسم “الاسوة الحسنة”، مختصة بالسيرة النبوية الشريفة تسهر على ترجمة أمهات كتب السيرة النبوية ومختلف المصادر التي تناولت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

كما دعا المؤتمرون الى العناية بالمنظومة القيمية و الأخلاقية للسيرة النبوية الشريفة واستلهام أحداثها ومواقفها وفقهها و العمل على تنزيلها في البرامج التعليمية التربوية، دروسا وأنشطة موزاية في المدارس والجامعات ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي.

كما قرر المشاركون، أيضا في ختام مناقشاتهم، تصميم خريطة للمسارات النبوية تقتفي آثر النبي صلى الله عليه وسلم منذ مولده الى يوم انتقاله للرفيق الأعلى، تشجيعا للسياحة الروحية على مدار السنة، الى جانب اصدار دليل ارشادي لمعلمي التربية الإسلامية الذين يدرسون السيرة النبوية، وكذا تأليف كتاب مدرسي نموذجي يمكن الرجوع اليه في تطوير المناهج المدرسية في الدول الإسلامية، وإصدار الكتاب السنوي للسيرة النبوية يضم الأبحاث المقدمة في هذا المؤتمر، الى جانب عدد من التوصيات العملية التي سيتم العكوف على تنزيلها وأجرأتها في مستقبل الأيام.

زر الذهاب إلى الأعلى