أخبار الدارسلايدر

خبير لـ”الدار”: مدريد خانت ثقة الرباط و”بوليساريو” والجزائر خطر على استقرار وأمن المغرب

الدار / خاص

 أجرى الزميل رشيد محمودي حوالا مطولا، ثم بثه مباشرة يوم الجمعة 28 ماي الجاري، مع الخبير في القضايا الخارجية الدكتور أحمد نور الدين، قدم فيه قراءة لتطورات الأزمة الدبلوماسية الحالية بين المغرب واسبانيا، وأهم الأخطاء التي ارتكبتها الجارة الايبيرية في حق المغرب شريكها الاستراتيجي.

اسبانيا خانت ثقة المغرب رغم دوره الأمني والاستخباراتي

قال الدكتور أحمد نور الدين، خبير في الشؤون الخارجية، ان “المغرب أوفى بجميع التزاماته تجاه اسبانيا، والاتحاد الأوربي، خصوصا على المستوى الأمني والاستخباراتي، اذ تحظى المملكة بإشادة واعتراف من جميع الحكومات الأوربية، بداء ببرلين، وبلجيكا وفرنسا واسبانيا، وهولندا.

وأضاف الخبير في القضايا الخارجية، في حوار مع الزميل رشيد محمودي حول “تطورات الأزمة  الدبلوماسية بين المغرب واسبانيا”، أن “اسبانيا التي تحمي اليوم زعيم “البوليساريو”، من المحاكمة، تقر بقوة الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية على لسان وزيرة الخارجية، ودور المغرب في حماية امن اسبانيا والاتحاد الأوروبي، بدليل توشيح السيد عبداللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، بأعلى وسام تقدمه للشخصيات الأجنبية عربون عرفان منها بدور المغرب في حماية أمنها وأمن أوربا بصفة عامة”.

وكشف الدكتور أحمد نور الدين، أن المغرب أحبط فقط في هذه السنوات العشر الأخيرة، حوالي 14 ألف عملية محاولة اقتحام من طرف المهاجرين الأفارقة غير النظاميين، كما فككت السلطات المغربية حوالي 4500 خلية تنشط في تهريب البشر، فضلا عن الدور الذي يقوم به المغرب ليس فقط من خلال التخفيف على أوربا من ضغط الهجرة، بل عبر بتبني استراتيجية جديدة للهجرة واللجوء التي مكنت من توطين حوالي 50 ألف مهاجر افريقي استطاعوا الحصول على بطائق الإقامة في المغرب”، مؤكدا أن ” هذا مجهود كبير يقدمه المغرب، ومكلف من الناجية الاقتصادية، واللوجيستيكية، لم توليه اسبانيا أدنى اهتمام، وهي تناور من وراء ظهر المملكة ضدا في أمنها، و وحدتها وسيادتها الترابية”.

“البوليساريو” والنظام العسكري الجزائري خطر على أمن واستقرار المغرب

وأوضح الدكتور أحمد نور الدين، أن “ما يهدد أمن واستقرار المغرب، ومصالحه الحيوية، هي الجبهة الانفصالية التي يحتضنها النظام العسكري الجزائري”، مبرزا أن ” تركيز اسبانيا في أزمتها مع المغرب على ملف الهجرة “هروب الى الأمام”، و”محاولة للتغطية على جريمتها”.

ولافت ذات المتحدث الانتباه في هذا الصدد، الى أن ” الأوربيين أنفسهم يسائلون اسبانيا على أسباب تواطؤها غير المبرر مع الجزائر، رغم أنها دولة تدعي الديمقراطية والحق والقانون، وذلك من خلال تزوير هوية وخداع شريكها الاستراتيجي، المغرب، والتآمر، وخيانة الثقة والتآمر على سيادته”، مؤكدا أنه كان ” يفترض على اسبانيا التواصل مع المغرب، واخباره باستقبال إبراهيم غالي، وتقدم الأسباب والمبررات الإنسانية التي عللت بها جريمتها”.

قضية الصحراء

وعلاقة بملف الصحراء، أوضح الدكتور أحمد نور الدين أن “اسبانيا مستوعبة للمتغيرات الاستراتيجية التي يعرفها ملف الصحراء، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة الكاملة على أقاليمها الجنوبية، غير أنها تحاول الحيلولة دون طي هذا الملف”.

وأبرز ذات المتحدث، أن ” الاسبان كانوا يؤكدون من خلال الممارسة السياسية على ان الساقية الحمراء وإقليم واد الذهب جزء لا يتجزأ من المغرب، وكما تثبته أيضا عشرات الاتفاقات سوءا بين فرنسا واسبانيا أو فرنسا وبريطانيا، أو فرنسا و ألمانيا، لكن ما تقوم به اسبانيا، يضيف الخبير في القضايا الخارجية، ” كان معركة لثني المغرب عن المطالبة بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، لأنها كما أنها تقدم متاريسها ودفاعاتها عن المدينتين الى الصحراء حتى يظل المغرب منشغلا بمعركته في الصحراء”.

وأكد الدكتور احمد نور الدين أن “اسبانيا لعبت دورا قذرا في خلق هذا المشكل من أساسه  قبل أن تدخل الجزائر على الخط، مشيرا الى أن  ” العلاقات مع اسبانيا لا يجب فصلها عن الاتحاد الأوربي، خصوصا وان المملكة لها عدة أوراق شراكة مع الاتحاد في مختلف المجالات، أمينا وقضائيا او من خلال اتفاقية الصيد البحري، والجالية المغربية بالخارج”.

وتابع الخبير في القضايا الدولية أن ” الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية تجعل المغرب في موقع مريح للتعامل مع الأوربيين، لأنه من الناحية القانونية، و الالتزامات الأخلاقية للمغرب، لايمكن لأوربا ان تلوم المملكة على خطأ لأنها وفت بجميع التزاماتها”.

 وبالتالي، يؤكد الدكتور أحمد نور الدين، “أوربا في موقع ضعف مع المغرب لأن لديها مصالح استراتيجية خاصة في حماية الأمن والمجال الاقتصادي، فإسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب، والثاني هي فرنسا، كما أن 60 أو 70 في المائة من كل المبادلات التجارية الأوربية تتم مع المغرب سواء كصادرات أو واردات”.

واعتبر المتحدث ذاته، أن “سوق بهذا الحجم مع المغرب، فرصة للاتحاد الأوربي، لكنها قد تضيع عليه في حالة اذا قرر المغرب تغيير الوجهة وهو أمر متاح للمملكة، بفضل تنوع الشراكات التي تربطه مع الولايات المتحدة الأمريكية في اطار اتفاقية التبادل الحر، و الاتفاقيات العسكرية مع واشنطن، والتحول الاستراتيجي في السياسة الخارجية المغربية مع أمريكا منذ بدء مناورات الأسد الافريقي المشتركة، وكذا تحول المغرب في اقتناء الأسلحة من فرنسا الى أمريكا.

زر الذهاب إلى الأعلى