“الباييس” تكشف حيثيات قرار اسبانيا عدم المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي” بالصحراء المغربية
الدار / ترجمات
ذكرت صحيفة “الباييس”، أن “إسبانيا لن تشارك في نسخة 2021 من مناورات الأسد الإفريقي العسكري، المقرر في الفترة ما بين 7 إلى 18 يونيو في المغرب.
وعزت الصحيفة، أسباب إحجام مدريد عن المشاركة في نسخة هذه السنة من المناورات، نقلا عن وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس، إلى “أسباب مالية”، غير أن “مصادر حكومية”، رفضت الكشف عن هويتها، أوضحت لصحيفة “الباييس”، أن إسبانيا لا تريد أن تفسر مشاركتها في المناورات على أنها اعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، خصوصا وأن المناورات ستجرى هذه السنة في طانطان، والمحبس (على بعد مائة كيلومتر فقط من مخيمات تندوف بالجزائر) والداخلة.
وأكدت ذات الصحيفة أن “القرار الصادر عن وزارة الدفاع الاسبانية، يتعارض مع رغبة القيادة العليا للجيش الإسباني والاستخبارات العسكرية الذين يريدون تعزيز وجودهم في دول الساحل من أجل التعامل مع الجماعات الإرهابية، مشيرة الى أن “الجيش الاسباني نظم في شهر مارس الفائت، بالتعاون مع مركز المخابرات الوطني، حلقة دراسية في عاصمة النيجر، نيامي مكرسة لمكافحة الإرهاب، كما أن بيدرو سانشيز شارك في قمة مجموعة الساحل، في نواكشوط في يوليوز 2020.
وتابعت صحيفة “الباييس” أن “القوات المسلحة الإسبانية دأبت على المشاركة كل سنة في هذه المناورات العسكرية (التي تم تعليقها في عام 2020 بسبب الوباء المستجد)، والتي تهدف إلى تحسين إمكانية التشغيل البيني للقوات الغربية مع القوات الأفريقية في مكافحة التهديدات الارهابية، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسبانيا، غير أن وزارة الدفاع رفضت هذا العام الدعوة الموجهة الى مدريد للمشاركة، مدعية أن تعديلات الميزانية تجبرها على تحديد أولويات المناورات، التي تشارك فيها، ولم ترسل حتى مراقبين للمناورات، كما فعلت 20 دولة أخرى.
غير أن السبب الأساسي، لرفض وزارة الدفاع الاسبانية المشاركة في نسخة هذه السنة من المناورات العسكرية، هو أنه لأول مرة منذ افتتاحها قبل ما يقرب من ثلاثة عقود، ستجري جزء كبير من المناورات في الصحراء المغربية، وبالتالي فان اسبانيا تعتبر أن إرسال جنودها إلى هذه المناورات هو اعتراف ضمني بمغربية الصحراء، بعد الاعتراف الأمريكي بها.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “الباييس” بتوقيع رئيس البنتاغون آنذاك، مارك إسبر، في الرباط على ما يسمى بخارطة الطريق للتعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والمغرب للعقد 2020-2030؛ وهي اتفاقية طويلة الأجل تتناقض مع حقيقة أن الاتفاقية بين إسبانيا والولايات المتحدة قد انتهت بالفعل وتم تمديدها تلقائيًا لفترات مدتها عام واحد.
كانت الاتفاقية بين واشنطن والرباط، وفقا للصحيفة الاسبانية، بمثابة مظلة لحزمة مهمة من الإمدادات العسكرية الأمريكية التي تقدر، حسب بعض الخبراء، بحوالي 20 ألف مليون دولار (حوالي 16400 مليون يورو)، تتضمن قائمة الأسلحة الأمريكية التي تم بيعها في السنوات الأخيرة إلى المغرب 200 دبابة قتال من طراز Abrams، و 20 مقاتلة من الجيل التالي من طراز F-16 (بالإضافة إلى تحديث 23 طائرة أقدم)، و 24 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Apache (مع خيار لـ 12 أخرى) أو أربع طائرات مسيرة مسلحة من طراز MQ-9 Sea Guardian..
ومن المنتظر أن تنظم نسخة سنة 2021 من مناورات “الأسد الإفريقي” خلال شهر يونيو المقبل في منطقة المحبس وقرب مدينة الداخلة بالصحراء المغربية. وستعرف هذه المناورات مشاركة نحو 10 آلاف عسكري، موزعة بين 4000 عسكري من القوات الأمريكية و5000 عسكري من القوات المسلحة الملكية المغربية ومن جيوش تونس والسينغال إيطاليا وبريطانيا وهولندا فضلا عن 740 عسكري من القوات العسكرية الجيورجية.
وتنظم لأول مرة هذه المناورات في منطقة المحبس، التي توجد على خط التماس عند الحدود مع الجزائر، وهي أقرب منطقة عسكرية إلى مخيمات “تندوف” التي تسيطر عليها ميليشيات جبهة “بوليساريو” الانفصالية فوق الأراضي الجزائرية.