بشراكة مؤسسة زكورة للتربية أول نموذج ثانوية إعدادية قروية رقمية بأزيلال
تعد الثانوية الإعدادية القروية للقرب “الإعدادية الرقمية خلاد”، التي افتتحت العام الجاري بدوار خلاد التابع لجماعة آيت بلال بإقليم أزيلال، أول مؤسسة ثانوية إعدادية قروية تقدم دروسا رقمية عن بعد على الصعيد الوطني.
وتبلور مشروع هذه المؤسسة ضمن إرادة معالجة الاختلالات على صعيد التعلمات في العالم القروي والمناطق المعزولة، وبهدف تعزيز الإنصاف وتكافؤ الفرص للولوج إلى التعليم، وتحسين أداء المنظومة التربوية، ومحاربة الهدر المدرسي، وتشجيع تمدرس الفتاة القروية، حيث تستعمل المؤسسة بالكامل التكنولوجيا الرقمية.
وأنجز المشروع في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، ومؤسسة زاكورة للتربية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في أزيلال.
وهي مؤسسة تربوية افتراضية، تعمل بها هيئة تدريس عن بعد، يتواجد مقرها في بني ملال بينما يقع مركز المؤسسة في دوار خلاد نواحي أزيلال، حيث تم تجهيز المشروع بأحدث التقنيات، ويضم بكل فصل ما بين 15-20 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 لمدة 3 سنوات.
ويتلقى التلاميذ المستفيدون دروسا تفاعلية عبر الإنترنت والمنصة الرقمية، وكبسولات مسجلة للعرض، بالإضافة إلى الدورة الدراسية القائمة على البرنامج الرسمي (9 مدرسين / مواد) ، يتم تحديدها بالتعاون مع مديرية المناهج بالوزارة.
وبخصوص المستفيدين من المشروع، فيتعلق الأمر بالأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة، أو الذين لا تتوفر بقراهم مؤسسات تعليمية، حيث سيتمكنون بالتالي من مواصلة تعليمهم في بيئة تحترم معايير جودة التعليم.
وتقول مؤسسة زاكورة إن برنامج إنجاز مثل هذه المؤسسات في المناطق القروية والذي تعد “الإعدادية الرقمية خلاد“ نواته الأولى “يتماشى مع الرغبة المشتركة لجميع المتدخلين، في تقليص الفجوة التعليمية ومحاربة الهدر المدرسي المبكر مع ضمان الإدماج الرقمي للمستفيدين”.
وتضيف أن المشروع يتمحور حول ثلاثة أهداف رئيسية هي تعزيز تكافؤ فرص الوصول إلى التعليم الجامعي، وتحسين أداء نظام التعليم ومحاربة الهدر المدرسي، وتقديم نظام تعليمي مبتكر من خلال استخدام التكنولوجيا الرقمية.
وقد عقد مؤخرا ببني ملال اجتماع تنسيقي ضم كلا من مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، ونور الدين عيوش، الرئيس المؤسس لمؤسسة زكورة للتربية، بحضور مختلف المتدخلين والشركاء، خصص لتتبع ومواكبة سير إنجاز هذا المشروع .
وأكد السليفاني أهمية هذه التجربة المبتكرة من حيث التصور والتنفيذ والانفتاح على مختلف الشركاء، تجسيدا لمقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ولا سيما الرافعات المتعلقة ب”تعميم تعليم دامج وتضامني لفائدة جميع الأطفال دون تمييز.
وقال إن التجربة تندرج في سياق مواصلة الجهود الهادفة إلى التصدي للهدر والانقطاع المدرسيين”، من خلال “تعزيز إدماج تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في النهوض بجودة التعلمات وتحسين مردوديتها، وإدماج التعليم الإلكتروني تدريجيا في أفق تعميمه.
من جانبه نوه الرئيس المؤسس لمؤسسة زكورة بجودة العمل الذي تم بين مختلف الشركاء، انطلاقا من تصور نموذج مبتكر لثانوية إعدادية رقمية وتجسيده على أرض الواقع، أخذا بعين الاعتبار الحاجيات الحقيقية، بمراعاة الخصوصيات المحلية.
ودعا إلى استثمار هذا الجهد الفكري، الذي انطلق من فكرة ذات بعد وطني ليتحول إلى مشروع قائم الذات، لتطوير هذا النموذج وتعميمه تدريجيا بمختلف مناطق المغرب معبرا عن استعداد مؤسسة زكورة للتربية لمواصلة الجهد والدعم لمنظومة التربية والتكوين.
كما تم القيام بزيارة للمؤسسة المحتضنة لمركز البث الجهوي الرقمي، عن بعد، المتواجد ببني ملال حيث يقدم أساتذة مختلف مواد السلك الإعدادي الدروس بشكل مباشر وتفاعلي لفائدة تلاميذ الإعدادية الرقمية خلاد بأزيلال، قبل أن ينتقل الوفد لدوار خلاد لتتبع سير الدراسة بقاعة تلقي الدروس التفاعلية والتفاعل المباشر مع التلميذات والتلاميذ.
ويشرف على هذه الثانوية الإعدادية الرقمية أطر إدارية وتربوية تابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتكوين ببني ملال (مدير مكلف بالإشراف على الثانوية الرقمية وسبعة أساتذة)، بالإضافة إلى أطر إدارية تابعة للمديرية الإقليمية بأزيلال، وإطار مكلف من قبل مؤسسة زكورة للتربية يتولى مهمة التيسير والإشراف على عملية استقبال الدروس بدوار خلاد.