سلايدرمال وأعمال

خبير اقتصادي لـ”الدار”: قطع العلاقات بين الرباط ومدريد سيكلف اسبانيا خسائر فادحة

الدار- خاص

أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عمر الكتاني، أن “بعض التيارات السياسية في أوربا ورثت نزعة الهيمنة الاستعمارية امتدادا لتاريخ الاستعمار لبعض البلدان الأوروبية في افريقيا”.

وأشار الخبير الاقتصادي، الذي كان يتحدث أمس الاثنين في ندوة رقمية نظمها موقع “الدار” حول موضوع ” هل سيفتح المغرب حدوده مع اسبانيا وسبتة ومليلية المـحتلتين؟”، الى أن ” تبني المغرب استراتيجية تنويع مصادر العلاقات الاقتصادية والتجارية بعيدا عن أوربا في السنوات الأخيرة، بدءا من البرازيل والهند والصين وروسيا، علاوة على افريقيا، “قد أثر سلبا على حجم اسبانيا، غير أن عقليتها الاستعمارية لم تتغير، وظلت على حالها”.

واعتبر الدكتور عمر الكتاني أن ” احتمال القطيعة مع اسبانيا بسبب الأزمة الدبلوماسية الراهنة يبقى “ضعيفا”، مشيرا الى أن ” إسبانيا ستمنى بخسارات كبيرة في حالة تم قطع العلاقات، سواء على مستوى الميزان التجاري، أو الاستثمارات الاسبانية في المغرب، دون إغفال خسارة مدريد لتعاونها الأمني والاستخباراتي”.

وفي تعداده لخسائر إسبانيا في حالة تم قطع العلاقات مع المغرب، أضاف ذات المتحدث أن ” إسبانيا ستمنى بخسارة، أيضا في مجال الهجرة، لأن المغرب يحمي اسبانيا من المهاجرين بطريقة إنسانية، ودبلوماسية، وذكية دون أن يسيء للعلاقات مع البلدان الافريقية”، الى جانب الخسارة التي ستمنى بها مدريد، أيضا في مجال الصيد البحري، حيث تستنزف اسبانيا ثروات المغرب السمكية بأثمنة رمزية بموجب الاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي”، فضلا عن كون المغرب ممر بري أساسي للسلع الإسبانية نحو افريقيا”.

وبعد أن نوه الدكتور عمر الكتاني، بالدبلوماسية المغربية في تدبيرها لملفات المغرب الخارجية، دعا الى التحلي باليقظة، والذكاء في بناء التحالفات الخارجية، وعدم التحلي بالثقة الزائدة، لأن العالم يسير، على حد تعبيره، “بمبدأين أساسيين، القوة و والدبلوماسية والحوار”، اللذين يتعين على المغرب استحضارهما في استراتيجيته الدبلوماسية”.

وأوضح المتحدث ذاته في هذا الصدد، أن ” أوروبا لم تعد وحدها الشريك للمغرب، وبالتالي لايمكنها أن تضغط، أو تهيمن على المملكة، على اعتبار أن الأوضاع والتحالفات في العالم تغيرت، وأضحت تبنى على المصالح والقوة”.

كما دعا الخبير الاقتصادي الى التحلي بالصبر، والثبات والصمود، والمزيد من الدبلوماسية، وكذا تشبيك العلاقات على المستوى العالمي، مؤكدا أن ” ما حققته الدبلوماسية المغربية يبعث على الاعتزاز والفخر بسياساتنا الخارجية”.

وشدد الدكتور عمر الكتاني على ضرورة رأب الصدع مع إسبانيا من منطلق تحقيق مصالح المغرب، وعدم التفريط في سيادتنا الوطنية”، مؤكدا أن ” المنظور الاستشرافي للمملكة يحتم على المغرب بفضل موقعه الاستراتيجي، التوجه الى غرب افريقيا، الذي لازال غير مستغلا من الناحية الاقتصادية، و كذا العمل على استرجاع الصيد البحري في بحارنا، وعدم بيع الأسماك للاتحاد الأوروبي بأثمنة رمزية.

كما لفت المتحدث ذاته الانتباه الى ضرورة بناء العلاقات الاقتصادية مع بلدان الجوار على أساس الاستقلال الذاتي، باعتباره “القوة الداخلية” للمغرب، وكذا العمل على تغيير أنماط الاستهلاك المغربية، فضلا عن بناء اقتصادي بحري، وبناء مدن على طول شواطئ المغرب يكون احد رموزها استغلال البحار كمحطات تجارية، وكمحطات للصيد البحري، وما يوفره ذلك من فرص شغل هائلة”.

كما شدد الدكتور عمر الكتاني، على ضرورة أن يعمل المغرب على خلق مجموعة من فرص الشغل عن طريق الاقتصاد البحري، مما سيسمح للمغرب بربح افريقيا، واسترجاع الثروة السمكية التي يتم استغلالها بلا رقابة من طرف الاتحاد الأوربي”، مشيرا الى أن ” استرجاع الثورة السمكية ستمكن من بناء مناطق جديدة اقتصادية منها منطقة الصحراء بامتدادها البحري الكبير، وهو ما سيمكن المملكة من استغلال المعادن الموجودة في قاع البحر، وبيعها واستخراجها بالإمكانيات التي تتوفر للمهندسين المغاربة”.

وخلص الخبير الاقتصادي الى أن ” النظر الاستشرافي في العلاقات الاقتصادية والتجارية للمغرب، يبدأ من الاستثمار في البحر لقطع الطريق أمام الهيمنة الأجنبية، لأن مستقبل الاقتصاد المغربي، على حد تعبيره، يكمن في استغلال البحار، وخيراتها من أسماك ومعادن..، وهو ما لن يتأتى الا عن طريق انشاء مدن بحرية توفر فرص شغل، وامكانيات واعدة للإقلاع الاقتصادي يضع حدا لارتهان مستقبل المغرب بأوربا”.

زر الذهاب إلى الأعلى