المواطنسلايدرفيديو

من مزار للسياح الأجانب الى خراب.. هكذا اصبحت المنطقة السياحية سيدي سليمان

تحرير: أحمد البوحساني- تصوير: منير الخالفي

“منذ سبعينيات القرن الماضي وبالضبط 1975 وانا اشتغل هنا في هذا المكان الذي ورثته من زوجي رحمه الله ” هكذا صرحت احدى السيدات لقناة الدار في بداية تحقيق صحفي حول المنطقة السياحية بسيدي سليمان مول الكيفان التي أصبحت خراب بعد اهمالها.

ماضي مزدهر وواقع مزري 

مزار سيدي سليمان مول الكيفان حيث يتواجد ضريح ، وصهريج مائي وبنايات كانت عبارة عن فنادق للمبيت . منطقة سياحية بامتياز. كان يربطها النقل الطرقي سواء بحافلات او سيارات أجرة بمختلف مناطق المملكة. يأتي إليها المواطنون و السياح من دول أجنبية للزيارة، والتبرك بالضريح وطلب الشفاء بمجرد الاستحمام بالصهريج .
سيدة أرملة تشتغل بدكان ورثته عن زوجها المتوفي تحكي بحرقة عن ماضي مزدهر للمنطقة وتقول انه مع نهاية التسعينات من القرن الماضي بدأ هذا المزار في التراجع، فبعد أن كانت المحطة تستقبل حافلات النقل العمومي بمعدل ثلاث حافلات وسيارات الأجرة، و كان الزوار مغاربة واجانب يتوافدون على الضريح والصهريج بشكل يساهم في خلق رواج اقتصادي مهم، ويوفر فرص الشغل لفائدة ابناء الدواوير المجاورة، الا انه للأسف الشديد، اندثر كل شيء ولم تعد هناك أي حركة وهذا ما أثر كثيراً على مدخول الأسر .
اليوم نظيف السيدة نطالب كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجماعة سيدي سليمان مول الكيفان بالتعاون وايجاد حلول لإعادة التوهج لهذا المزار. حتى نتمكن كساكنة من توفير لقمة العيش وخلق رواج اقتصادي كما كان سابقاً.

صراع قانوني حول الملكية والضحية الساكنة 

إلى غاية 1992 كانت هذه المنطقة تستغل من قبل جماعة بوفكران، ثم انتقل حق الاستغلال والتسيير منذ 1992 لجماعة سيدي سليمان مول الكيفان إلى غاية 2013، قبل أن تنتقل ملكية المنطقة إلى نظارة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحكم قضائي.
يضم هذا الفضاء المتوفر على منبع للمياه العذبة وصهريج مائي ومسبح وحمام للرجال واخر للنساء، و 5 دكاكين ومحطة وضريح كذلك.
خلال هذه الفترة كانت هناك مداخيل مهمة جدا لم يتم استثمارها، ليبقى الحال على ما هو عليه. اليوم تم تأكيد ملكية هذا المنطقة بحكم قضائي نهائي لفائدة نظارة الاوقات والشؤون الإسلامية وتنتظر الساكنة المجاورة تسوية جميع المشاكل وبداية اصلاح هذا الفضاء ليعود إلى سابق عهد كمتنفس للساكنة وكمزار للسياح كذلك.
يونس احد شباب المنطقة يروي لنا القصة، الصهريج المغلق معروف دوليا منذ القدم وهو متنفس وحيد لساكنة مجاط، لكن بسبب هذا الصراع القانوني فقد اهمل المكان، وأصبح الواد الذي كان يروي المنطقة مجرد مجرى لصرف مياه الصرف الصحي، القادمة من الحاج قدور، ومنبع للروائح الكريهة ومرتع للحشرات والناموس.
ويواصل يونس الحديث حيث يؤكد ان الزوار يحملون مسؤولية تدهور وضعية المكان للسكان، بينما العكس صحيح فنحن نريد أن يعود لسابق توهجه.

مطالب بإعادة فتح الصهريج لعودة الحركة

بسبب الوباء اللعين تم إتخاذ قرار اغلاق هذا الفضاء من قبل السلطات المحلية ، ومنذ ذلك الحين والسكان يعانون كثيرا من قلة الحركة و نقص المدخول الاقتصادي.
احد شباب المنطقة يتاجر كما يقول في مواد الزيارة “الشمع ، والحلويات …” صرح انه منذ إغلاق الصهريج تضاعفت المعاناة ، فقد كانت الحركة الاقتصادية مرافقة للزوار الأجانب والمغاربة ، لكن اليوم أصبحنا نعيش كساد كبير . فهذا العبد المذنب يقول ” .. يشتغل على عائلة من 6 او 7 افراد مثل عدد كبير من الشباب هنا…”
سيدة أخرى كانت تشتغل بالصهريج المخصص للنساء تقول : ابلغ من العمر 52 سنة وامي كانت هنا منذ 1970 بشهادة اهل القبيلة، اشتغل من اجل ابنائي، واحدهم أجرى عملية على القلب في بداية رمضان الماضي، لكن مشكلتنا اليوم هي النسيان، لقد اهملونا ، حتى الزوار حين يجدون الصهريج مغلق يعودون دون أن نستفيد منهم شيء كعمال او كتجار.
ليس هذا فقط ، فمزار سيدي سليمان مول الكيفان يستقطب عدد من الباحثين عن لقمة العيش ، والنموذج سعيد الكناوي المكناسي، المتيم بفن كناوة ، وفرقة الفلكلور الشعبي تجد لهم مكان هنا ، حيث يستمتع بابداعاتهم كل زائر للمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى