المواطنسلايدر

العيون معبأة لاستضافة الدبلوماسيين وجذب المستثمرين

إعداد: محمد التزاني

بذلت العيون التي ترفل في الأمن والاستقرار فضلا عما تنعم به من جودة البنيات التحتية، مجهودات كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل استضافة الدبلوماسيين وجذب المستثمرين الباحثين عن فرص الأعمال بالصحراء. فقد قامت مدينة العيون لتعضيد مكانتها كعاصمة للصحراء المغربية، ببذل جهود كبيرة شملت عصرنة كل القطاعات، وغيرت في وقت وجيز، ملامح المدينة برمتها وكذا معيش ساكنتها. ووعيا منها بالأثر الأكيد على الاقتصاد، أنفقت الدولة على تطوير البينات التحتية الأساسية وخدمات القرب، التي كانت في حالة متدهورة إبان الحقبة الكولونيالية. الطرق والماء والكهرباء والرياضة والصحة: لم يتم إغفال أي قطاع لتحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز جاذبية مدينة مدعوة للعب دور ريادي في المستقبل، من خلال أجرأة الجهوية المتقدمة. وحرصا منها على تطوير مدن الصحراء وجعلها حلقة وصل مع إفريقيا جنوب الصحراء، تبنت الدولة استراتيجية ترشيد تدخلها بهدف تحقيق التكامل بين المشاريع المندرجة في إطار النموذج التنموي الجديد لأقاليم جنوب المملكة، والذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015. وفي هذا الصدد تم إرساء لجنة قيادة برئاسة رئيس الحكومة، تجتمع دوريا لتحديد المشاريع التي تحظى بالأولوية، وضمان التنسيق بين مختلف المتدخلين والتدخل بشكل أمثل لتجاوز الصعوبات التي من شأنها تأخير إنجاز المشاريع. وقد تمت تعبئة غلاف مالي قدره 80 مليار درهم لتنفيذ حزمة مشاريع تشمل ميادين الطرق والمستشفيات والموانئ والتعليم. ويتمثل الورش الذي يحظى بالأولوية في هذا الصدد، بالنظر إلى انعكاساته الإيجابية على اقتصاد الأقاليم الجنوبية للمملكة، وإمكانية ربطها بإفريقيا جنوب الصحراء، في الطريق السريع تيزنيت-الداخلة الذي يمتد على طول أزيد من 1000 كيلومتر. ويتعلق الأمر بمشروع خصص له غلاف مالي قدره 10 مليارات درهم وهو يمضي قدما وفق ما هو مخطط له. كما أن القطاع الصحي يحظى بالأولوية في هذه الاستراتيجية، حيث سيرى مركز استشفائي جامعي النور خلال السنتين المقبلتين بالعيون باستثمار قدره 1.2 مليار درهم. وسيصبح قطع مسافات طويلة للوصول إلى مراكش أو أكادير لغرض الاستشفاء، من قبيل الذكريات بالنسبة لساكنة جهة العيون-الساقية الحمراء، وجهتي كلميم-واد نون، والداخلة-وادي الذهب. ولتعضيد المركز الاستشفائي الجامعي، ستسقبل كلية الطب والصيدلة طلبتها ابتداء من الدخول الجامعي المقبل، وقد رصد لها غلاف مالي قدره 257 مليون درهم. ويحظى التكوين المهني بمكانة مرموقة في هذه الرؤية الطموحة التي تجعل الإنسان في صلب التنمية. وتضم مدينة العيون حاليا عددا من المراكز ومعاهد التكوين في كل المهن والتخصصات، وستحتضن انطلاقا من الدخول المقبل مدينة المهن والكفاءات، التي ستكون من أوائل هذه المدن التي سترى النور بالمغرب، وذلك قصد حشد كل المبادرات في مجال التكوين المهني. وفضلا عن أبناء جهة الصحراء، ستستقبل هذه المدينة عشرات الشباب المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء. وتراهن العيون على بنياتها التحتية العصرية والنجاحات الدبلوماسية المتواترة للمغرب بخصوص قضية الصحراء قصد تعزيز إشعاعها الدولي. وفي هذا السياق افتتحت عدة بلدان قنصليات لها، فيما تستعد أخرى لتحذو حذوها، بتواز مع تنامي حركة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. وعلى الصعيد الرياضي، تنافس العيون كبريات الحواضر من خلال استقبال تظاهرات إقليمية ككأس إفريقيا للأمم في كرة القدم داخل القاعة وكأس إفريقيا لكرة اليد. ويتوافد المستثمرون من جهتهم لاستشراف فرص الأعمال التي توفرها المدينة في مجالات الصيد البحري والطاقات المتجددة. فبعد لقاءات رجال الأعمال الفرنسيين والكاناريين، تم تنظيم منتدى أعمال مهم بين جمع رجال أعمال مغاربة وإماراتيين. وتمضي المدينة قدما في سبيل تعزيز تموقعها الاستراتيجي في خضم المعركة التي يخوضها المغرب لتكريس سيادته على صحرائه.

زر الذهاب إلى الأعلى