المواطنسلايدر

احتفال ملوك المغرب بالمولد النبوي عبر التاريخ…جوانب وتجليات (2)

الدار- خاص

بمناسبة ذكرى ليلة المولد النبوي الشريف، نشرت “وحدة المملكة المغربية علم وعمران”، التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، ورقة بحثية حول “جوانب من احتفال ملوك المغرب بالمولد النبوي عبر التاريخ” للباحث مصطفى المختار.

ولأهمية هذه الورقة، وتزامنها مع احتفال المملكة بذكرى المولد النبوي، سنعمل في موقع “الدار” على نشرها في حلقات.

وفيما يلي نص الورقة:

كيفية تنظيم المجلس العامر بالله:

لكل من الحاضرين “مقام معلوم لا يمكنه الافتيات في تعديه“. فعن يمين أمير المؤمنين “يصطف القضاة وحملة الشريعة“، وعن يسار الجلالة السلطانية يجلس “أبناؤه وإخوانه والأفذاذ من بني عمه“. وأمام الحضرة الأميرية يجلس المنشدون أو المسمعون. وخلف من ذكر يكون “باقي الأعيان من الأشراف والكتاب والوزراء“. وفي صحن المسجد “يجلس القواد والعمال وأعيان الجيش”.

تأثيث المجلس:

يضع المكلف بتأثيث المجلس “ثريا موقدة بالشمع المصفى من العسل“. وتكون “بين يدي جلالته منجانة“. ويتكلف الحاجب السلطاني عادة “بو ع الطيب في المجامير“. فمع شروع الأمداح تعبق “مجامير العنبر والعود الهندي المفضضة.

شروع الأمداح:

يأخذ أمير المؤمنين “بيده سفرا به ما يتلى أمام حضرته من الأمداح ليشارك المادحين في تلاوة أمداح جده عليه الصلاة والسلام، ويشرع في تلاوة الأمداح بالنغمات الموسيقية المتخللة بالألحان”.

مواد القراءة خلال ذكرى المولد الشريف:

كان من عوائد الجلالة السلطانية أن تنشَد خلال الليلة السعيدة “البردة والهمزية، ويتخلل ما بينهما بالألحان والتوشيحات.

انتهاء الفترة الأولى من الاحتفال الديني:

كان من العادة المتبعة “إذا وصل المنشدون لقول البوصيري في همزيته: (الامان– الامان) قام قائد المشور بفسح الممر الذي يمر منه” أمير المؤمنين “ويكرر المادحون البيت المذكور ثلاثا ورابعا، ثم يقوم السلطان ويصطف الوزراء والأعيان، فإذا بارح السلطان المسجد أوقف المنشدون أناشيدهم”.

تقديم العشاء للمدعوين والوافدين على القصر العامر بالله:

بعد خروج أمير المؤمنين من المجلس يأتي “أعوان قائد المشور يأخذون بيد كل فريق من الحاضرين ويذهبون به للمحل المعد لجلوسه بكل إكبار وإجلال، وبمجرد دخول السلطان إلى القصر تفاض عليهم أنواع الأطعمة الملكية وأطباق الحلويات وأواني” الشاي، “فياكلون ويشربون ويمرحون”.

ابتداء الفترة الثانية من الحفل الديني:

ظلت العادة المقررة “إذا بقي لانشقاق الفجر نحو ساعة ونصف رجع كل لمحله وأخذ مركزه، ويشرع المنشدون في التلحين، ولا يتقدم لذلك إلا أصحاب الأصوات الرخيمة البارعون في صناعة التلحين والصناعات الموسيقية، فيخرج” أمير المؤمنين “والجلال يعلوه ويأخذ محله صدر المجلس، وبعد ختم الأمداحالنبوية يتلى ما وقع اختيار السلطان عليه من القصائد الواردة على حضرته من شعراء دولته” في مديح جنابه الكريم. وغالبا ما يكون انتهاء قراءة قصائد المديح الأميري مع انشقاق الفجر.

اليوم الثاني من الاحتفال:

إذا هل صبح اليوم الثاني من احتفال أمراء المؤمنين العلويين “ضربت الانفاض، وتردد دوي المدافع في الفضاء، ولفظت بنادق الحرس الملكي من أفواهها طلقات تهتز الأرض لأصدائها استقبالا لطلعة عيد الأعياد، وإشعارا بالفرح والسرور بميلاد سيد السادة“. وبعد أداء صلاة الصبح “وذكر الباقيات الصالحات يفتتح السلطان قراءة الحزب كعادته المقررة”. حيث “يسترسل مع الحزابين في قراءة ما تيسر من القرءان وهو مستقبل القبلة”.

استقبال ملكي أول:

يرجع أمير المؤمنين “للقصر ويتهيأ لاستقبال الجنود والوفود بالفسيح المعد لذلك بضواحي البلد، وبعده يبدأ المدعوون والوافدون في الخروج، فإذا خرجوا وجدوا بباب المسجد الحاجب السلطاني يوزع على كل من حضر صلة في غلاف مختوم“. فيذهب “كل لحال سبيله يستعد للاستقبال”

خروج الموكب الملكي:

بعد بزوغ الشمس بنحو ساعة ونصف يخرج أمير المؤمنين “في موكبه فيجد الوزراء والكتاب والموظفين وأعيان الدولة مصطفين عن اليمين وعن الشمال كل في مركزه المقرر له، فتحييه الموسيقى الأندلسية بنغماتها الشجية وخلفه حاجبه ثم أعلام الجيش الشركَي“، بمعنى الجيش المتركب من قبيلة شراكة. إذ كانت فاس هي العاصمة العلوية. “وكلما مر بفرقة من فرق الجيش أدت تحيتها اللازمة، فيجيبها على لسان قائد أرواه“، بمعنى القائد المكلف بالخيول الملكية. فيستمر الموكب الشريف في التقدم “حتى يبلغ الفسيح المكتظ بوفود القبائل والأعيان الواردين لتقديم مراسم التهنئة العيدية، فيبادر قائد المشور بتقديم تلك الوفود للجلالة السلطانية وفدا بعد وفد، وقبيلا إثر قبيل، وكلما أدى قبيل تحيته تنحى وتقدم الموكب الشريف قليلا قليلا لاقتبال القبيل الآخر، وهكذا إلى أن يتم استقبال تلك الآلاف المؤلفة، وتضرب الأنفاض، وتنطلق أصوات المدافع في الفضاء مرات عديدة“. ثم يعود الموكب إلى الديار السعيدة.

استقبال ملكي ثان:

حين يصل أمير المؤمنين باب القصر بعد استعراضه الوفود يجد “أصحاب الموسيقى فيحون جلالته بنغماتهم المرقصة المطربة“، ويجد “الوزراء والكتاب واقفين لتحيته والسلام عليه، إذ يسبقون جلالته إذا تم استعراض القبائل“، ويجد “داخل القصر على اليمين الشرفاء أبناء عمه مصطفين، فيتقدمون للسلام عليه، ثم يدخل قصره فإذا دخل تخرج أواني التمر والحليب للوزراء والكتاب والجيوش، ثم ينصرف كل لمحله، ويظل الفرسان يتسابقون ويطلقون طلقاتهم النارية، فإذا حان وقت العصر طلع الشرفاء والعلماء والأعيان للقصر للمثول بين يدي جلالته، وتهنئة جنابه العالي بعيد مولد جده” صلى الله عليه وسلم.

وإلى جانب هذه العوائد السلطانية الرسمية خلال احتفال أمراء المؤمنين العلويين بذكرى المولد النبوي الشريف درجت السلطات العليا الشريفة على اتباع ثلاث عوائد موازية نتعرض إلى ذكرها الآن.

الاحتفال بوضع القصب وجريد النخل على البيوت:

دأبت “القصور السلطانية ومضافاتها على عادة“استمرت إلى عهد الحماية. “حيث تستعد قبل حلول طلعة المولدالنبويالشريف إلى أخذ زينة من القصب الأخضر وسعاف النخل فتوضع في البيوت على شكل مخصوص ويستمر ذلك طيلة أسبوع للعيد، ثم يستغنى عنها”.

الاحتفال بتوزيع الملابس الفاخرة:

اختفت خلال سنوات قبل عام 1351 هـ/ 1933 م عادة “توزيع الملابس الفاخرة ليلة العيد النبوي وصبيحته على سائر أعيان العائلة المولوية“. حيث يقوم أمير المؤمنين بمنحهم “قفطان الملف وبرنوس منه أيضا، وكساء، وفرجية، وقميص، وسروال، وعمامة، وقلنسوة“. وكان ملابس منها “تنقصها العمامة والكساء“. كل فرد من أعيان العائلة الملكية “على بزته القانونية، ومقدار مقامه وقرابته من السلطان“. مثل ما يوزع السلطان ملابس فاخرة أخرى “على الباشوات الموجودين بالبلد الذي أدى السلطان العيد به، وكذا سائر القواد، وعموم الجيش من غير تخصيص“. إلا أن “بعض الفرق من الجيش كانت تعطى” لهم “بدل البرانيس الجلابيب كل على حسب ملابسه المرخص له في اتخاذها قانونا“.غير أنه “منذ أخذت شمس الدولة الحفيظية تميل إلى الغروب بدأ اختلال هذا النظام يسري شيئا فشيئا إلى أن أصبح تاريخا في خبر كان”.

توزيع بعض المواد على القصور السلطانية:

إلى جانب العادتين السابقتين دأبت الأوامر المولوية على تأكيد “توزيع كمية وافرة من السمن والعسل والسميذ على سائر القصور السلطانية ومضافاتها يطبخ ذلك السميذ طبخا بالغا ويوضع عليه بعد نضجه السمن والعسل“. فيتهيأ من ذلك أكلة العصيدة الشهيرة. ويبدو أن هذه العادة ظلت جارية إلى حدود سنوات الحماية. حيث “كان الجناب العالي يصدر أمره الشريف بالكتب لأمناء الصائر بتصيير ما يلزم لأطعمة هذه الليلة الغراء وأطعمة أيام عيد المولد السعيد”.

وإذ بسطنا القول في نظام احتفال الجلالة السلطانية العلوية بذكرى المولد النبوي الشريف، ننتقل الآن إلى الحديث عن احتفال بعض أمراء المؤمنين العلويين بهذه الذكرى المجيدة.

احتفال محمد الثالث العلوي:

ورد على أمير المؤمنين سيدي محمد بن عبد الله العلوي،بمدينة الرباط، ليلة المولد عام 1200 هـ “أهل فاس مع الحاج عبد الرحمن بن زكري” الذي يبدو ذا صلة عائلية بفرقة “المطرب في الملحون السيد عبد القادر بن المدني ابن زكري” ([25]). وقد ورد أهل فاس مع المنشد (المسمع) المذكور على أمير المؤمنين المتحدث عنه “ليقرأوا له الهمزية والبردة وغيرهما من القصائد وأخذ ابن زكري في تزيين الجامع بالمصابيح ثم وردت عليه طلبة تطاون لإقراء القصائد أيضا ففرق المال على أهل الرباط وأهل سلا نحو القنطارين أو أزيد وأمرهم يصنعون الطعام ويأتون به للجامع المذكور من الدجاج والمروزية والكعك والمقروط والحلوة الشباكية وغير ذلك وبعث الزرابي من داره وفرش الجامع ثم جلس أهل فاس أمام أهل تطاون وذلك ليلة العيد ثم خرج السلطان“. فجلس بينهم وطلب منهم قراءة قصيدة كعب بن زهير في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. “وبعد ذلك أمرهم السلطان بالذكر، فيذكر أهل فاس ساعة وأهل تطاون ساكتون ثم يذكر أهل تطاون وأهل فاس صامتون“. حتى إذا كانت صبيحة يوم العيد “خرج السلطان خارج المدينة وأهل فاس وتطاون راكبين على بغالهم وهم يذكرون البردة بأحسن الطبوع ثم لعب السلطان أيده الله بالمزراق ثم فرق المال على الفقهاء والطلبة والمجاهدين”.

احتفال الحسن الأول العلوي:

كان أمير المؤمنين المولى الحسن بن محمد العلوي (الحسن الأول) إذا وصل وقت العشاء من يوم 12 ربيع الأول خرج لأداء الصلاة. وبعد “الفراغ منها يصدر الإذن بدخول” المدعوين “للمسجد بواسطة قائد المشور ثم يجلس السلطان يمين المحراب ويجلس خاصة العائلة الكريمة عن يساره والقضاة والعلماء عن يمينه ثم يستدعي المنشدين فيجلسهم أمام الجلالة ثم يستدعي بقية الشرفاء من غير العائلة الملوكية فيجلسون وراء العائلة ثم يجلس الأعيان والكتاب ومن ذكر معهم وراء الجميع ويجلس الوزراء وراء الكل ويجلس الباشوات والعمال ورؤساء الجيش بصحن المسجد ثم يجيء الحاجب بمبخرة يضعها قريبا من السلطان بينه وبين المنشدين ثم يضع فيها قطعة من العنبر ولا يزال يجدد البخور ما دام الإنشاد ويتناول السلطان مجموعا مزخرفا مشتملا على البردة والهمزية وغيرهما من الأمداح النبوية فينشد المنشدون البردة والهمزية وغيرهما من الأمداح النبوية بأطيب نغمة وأحسن تخليل فإذا حان وقوفه على قول البوصيري الأمان الأمان نهض السلطان فتقدمه قائد المشور والفرايجية وقائدهم إلى الباب وأدوا له التحية الملوكية ودخل داره ثم خرج الناس من المسجد إلى المشور فجلس الشرفاء من العائلة الملوكية بمحل يناسبهم ثم جلست كل طائفة من المدعوين بمحل يناسبها ثم أخرج لهم الحلويات والأتاي والأطعمة ويخص الشرفاء الأقربون بطعام من طعام السلطان الخاص بعد تناوله منه تناولا لطيفا فإذا شربوا وطعموا وكان الليل طويلا خرج من كان محله قريبا فرقد به هنيئة ثم يرجع ومن كان محله بعيدا نام بموضعه فإذا بقي للفجر نحو الساعة ونصف رجع كل إلى محله من المسجد ثم يخرج السلطان فيجلس يسار المحراب ثم يأخذ مجموع المديح ويبتدئ المنشدون من حيث انتهوا إلى أن يختموا الهمزية والبردة ثم يقرءون بانت سعاد ثم يسردون ما تيسر من مختار القصائد المولدية التي قدمت للجلالة السلطانية من فحول شعرائه بمناسبة تلك الليلة فإذا طلع الفجر أطلق العسكر عدة طلقات بارودية ثم يصلي السلطان والحاضرون الفجر وبعد الفراغ من أداء فريضة الصبح يفتح السلطان الحزب ويقرأ مع الطلبة ما شاء الله أن يقرأ ثم يدخل داره الكريمة على الهيئة المتقدمة”.

احتفال المولى يوسف العلوي:

كانت خلال عهد أمير المؤمنين المولى يوسف بن الحسن العلوي “تصدر الأوامر المطاعة بواسطة الصدر الأعظم للمدعوين للحضور إلى القصر السلطاني لصلاة المغرب. وبعد أداء” الصلاة،و”قراءة الحزب يخرج السلطان ويُشْرَعُ في تلحين الأمداح طبق ما وصفنا“. وإثر انتهاء الأمداحكان يُقتصر خلال أواخر الدولة اليوسفية على قصيدتين في مدح الحضرة السلطانية. “أولاهما لكاتب الصدارة الأول الأديب السيد العباس بن عبد الرحمن الشرفي. وثانيتهما لمؤدب أنجال الجلالة السلطانية الأديب السيد محمد معمري الزواوي“.

احتفال محمد الخامس العلوي:

أدرك الشيخَ ماء العينين بن العتيق الشنقيطي “عيدُ المولد الشريف بالرباط في دار حاجب السلطان، مولانا سيدي محمد بن مولانا يوسف، وهو الفقيه الصوفي السيد محمد الحسنبن القائد إدريس بنيعيش، أخو قائد المشور بتطوان السيد محمد المصطفى ومحمد فاضل“.فلما صلوا “المغرب في دار الحاجب المذكور ليلة المولد الشريف” استدعاهم “إلى دار المخزن للاجتماع بالسلطان” فساروا معه واجتمعوا “بجلالة مولانا السلطان سيدي محمد في مسجده الخاص بدار المخزن، فاجتمع عنده تلك الليلة كثير من العلماء والأدباء والشعراء حتى غص المسجد بهم، والسلطان جالس بينهم كأحدهم لم يتميز بعلامة من أبهة الملك عنهم وباتوا مشتغلين في إنشاد المدائح النبوية، بالأنغام الحسنة والألحان المطربة، ومما ختموا منها قصيدتي البوصيري الميميةوالهمزية الشهيرتين، وقصيدة كعب بن زهير، رضي الله عنه الشهيرة في مدحه صلى الله عليه وسلم، فلما كان قبل طلوع الفجر بقليل، ختموا المجلس بقصائد من إنشاء بعض تلك الأجلة، في مديح مولانا السلطان، وتهنئته بعيد الولد الشريف، وما تفرق النادي، حتى صلوا الصبح بمحضر من السلطان.

ويبدو أن إلقاء قصائد المديح الملكي آنذاك كان يقتصر على ثلاث منها. أولاها: للكاتب “الأديب السيد العباس بن عبد الرحمن الشرفي“. وثانيتها:”لمؤدب أنجال الجلالة السلطانية الأديب السيد محمد معمري الزواوي“. وثالثتها: لمؤرخ أمير المؤمنين المولى محمد الخامس السيد المولى عبد الرحمن ابن زيدان.

وإذ تحدثنا بتفصيل عن احتفال أمراء المؤمنين المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف، نتساءل الآن عن كيفية استثمار هذه العادة الشريفة في زمننا المعاصر وكيفية جعلها في خدمة المواطن المغربي الحالي.

استثمار الاحتفال التراثي المغربي بذكرى المولد النبوي:

شكل الطقس الاحتفالي المغربي خلال ليلة المولد النبوي الشريف صلة وصل بين إمارة المؤمنين وبقية الشعب المغربي، ونسيجا ثقافيا وروحيا ذا ثلاثة أبعاد وطنية وقارية ودولية.

البعد الوطني للاحتفال:

إن تأكيد الصلة بين أمير المؤمنين وباقي أفراد الأمة المغربية خلال الطقس الاحتفالي المذكور وسيلة من وسائل الإجماع الوطني ضد التحديات الداخلية (عوائق التنمية المستدامة) والتحديات الخارجية (محاولات التفرقة ومناورات الانفصاليين).

البعد القاري للاحتفال:

يبدو أن توسيع نقل طقوس الاحتفال بالذكرى المجيدة ليشمل مسلمي إفريقيا الذين لديهم صلة روحية بأمير المؤمنين، وليشمل الأقليات المسلمة ببعض الدول الإفريقية عن طريق النقل التلفزي والرقمي أو عن طريق قيام السفارات والقنصليات المغربية في بعض هذه الدول المذكورة بإقامة حفلات دينية منظمة سيكون له جانب مهم في إنجاح المبادرات الملكية الأخيرة لخلق شراكات اقتصادية وثقافية بين المغرب وإفريقيا مما سيعود على المواطن المغربي والإفريقي بالنفع (رابح/ رابح).

البعد الدولي للاحتفال:

إن التشبث بالصلة الروحية بين المغاربة والنبي الكريم، والتشبث بمؤسسة إمارة المؤمنين التي تتشرف وتتكفل بإحياء ليلة المولد النبوي قوة أكيدة لمحاربة التطرف والإرهاب اللذين يصادران جميع الصلة بالنبي صلى الله عليه وسلم مدعين كذبا وزورا أنهم الممثلون وحدهم له. حيث يسهم هدم ادعائهم ونسف مصادرتهم للصلة بين النبوة وباقي الأمة الإسلامية في هدم بنائهم الأيديولوجي. ومن ثمة سقوط نظامهم الهمجي إذا ما سقطت ادعاءاتهم وتهدم غرورهم.

زر الذهاب إلى الأعلى