مسلمون ومسيحيون في ندوة علمية: المغرب عاصمة للتعايش بين الأديان في كنف أمير المؤمنين
الدار- خاص
أجمع المشاركون في مائدة مستديرة حول “التعايش بين الأديان”، نظمت أمس الخميس بسيدي قاسم، على أن المغرب عاصمة للتعايش الديني ونموذج يحتذى في القارة الافريقية.
وقال الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، أسقف الرباط، ان ” التجربة المغربية في مجال التعايش بين الأديان ملهمة بالنسبة للبلدان الأخرى، وتستحق أن يتم تقاسمها اليوم”، مضيفا :” أنا كمسيحي، أعيش في المغرب في أمان وأحظى بكل احترام، وأمارس طقوسي الدينية بكل حرية”.
وتابع :” أمارس تديني بكل حرية، وأتقاسم طقوسي الدينية مع اخواني المغاربة كما يتقاسمون معي معتقداتهم، والتجربة المغربية في مجال التعايش بين الأديان صالحة لجميع بلدان العالم، الذي يحتاج الى مثل التجربة المغربية في مجال الحوار، و التعايش الديني، والانفتاح من أجل بناء عالم تسوده الأخوة العالمية”.
ودعا أسقف الرباط الى بناء جسور التواصل بين الأديان، وكذا تعزيز الحوار بين الأجيال، بين اليافعين والشباب رغم صعوبة ذلك بسبب وجود عوائق، مستطردا بأن ذلك يتطلب المزيد من الصبر حتى تكبر شجرة التواصل بين الأجيال ويشتد عودها في مواجهة العواصف”، مؤكدا بأن ” مشاركته في هذه الندوة سمحت له بتقاسم تجربته مع الشباب الذين كانوا حاضرين في المائدة المستديرة”.
من جانبه، أكد لحسن بن براهيم اسكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات-تمارة أن ” التعايش بين الأديان أصل في الدين الإسلامي مصداقا لقوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
وأضاف لحسن بن براهيم اسكنفل أن ” الله عزوجل أعطى للإنسان حرية اعتناق الدين الذي يشاء بدليل قوله تعالى “لا اكراه في الدين”، و ” وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فليكفر”، مشددا على أن ” التعايش بين الأديان والديانات مطلب أساسي وعليه انبنت الحضارة الإسلامية، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة أعطى صورة كبيرة لهذا التعايش من خلال وثيقة المدينة التي كانت تنظم العلاقات بين اليهود والمسلمين في المدينة”.
وأوضح رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة أن ” المغرب بلد للتعايش بين المسلمين واليهود، وحتى المسيحيين الذين جاؤوا واستقروا في المملكة في ظل أمير المؤمنين مولانا محمد السادس نصره الله وأيده، كما عاشوا في ظل مولانا أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمه الله، وفي ظل أمير المؤمنين محمد الخامس طيب الله ثراه”.
وأشار المتحدث ذاته الى أن ” مثل هذه الملتقيات العلمية هي التي تسهم في تعزيز التعايش بين الأديان، مؤكدا بأن ” الاعتراف بالآخر لا يعني التنازل عن ايماني واعتقادي، ولا يعني أيضا تطاول الآخر علي في اعتقادي وديني، وفي عبادتي باسم الحرية”، مضيفا أن ” الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في مجال التعايش بين الأديان مع يهود المدينة المنورة”.
وخلص لحسن بن براهيم الى أن ” الجميع مسلمين ويهود ومسيحيين اخوة في الإنسانية أبوهم آدم عليه السلام، مصداقا لقوله تعالى ” يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ”.
يشار الى أن هذه المائدة المستديرة نظمها ملتقى “سلام” للفنون المعاصرة” و “مؤسسة رحلة للفنون الحية”، بمركز الاستقبال والندوات بسيدي قاسم.