أخبار الدارالدين والحياة

نيويورك تايمز: “المسيحيون المغاربة” ملف “حارق” في زيارة البابا للمغرب

الدار/ المحجوب داسع

في إطار مواكبتها للزيارة التي من المزمع أن يقوم بها بابا الفاتيكان للمغرب، يومي 30 و 31 مارس الحالي، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الواسعة الانتشار، أمس السبت، مقالا تطرقت فيه لبعض الملفات المهمة التي من المنتظر أن يناقشها البابا فرانسيس مع الملك محمد السادس.

ينظر المغاربة الذين اعتنقوا المسيحية، وهم أقلية صغيرة في بلد إسلامي بأغلبية ساحقة، إلى زيارة البابا فرانسيس الأسبوع المقبل، كفرصة للضغط على مطالبهم بالحرية الدينية.

سيقضي البابا فرانسيس يومين في الرباط في أول زيارة له الى  الدولة الواقعة شمال إفريقيا، يومي 30 إلى 31 مارس – وهي أول زيارة يقوم بها منذ حوالي 35 عامًا.

سيقضي بعض الوقت مع الكاثوليك الرومان، معظمهم من المغتربين الأوروبيين، ولاسيما من الفرنسيين وبعض مهاجري افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذين يتمتعون بحرية العبادة في كاتدرائية سانت بيتر آرت ديكو بالعاصمة الرباط.

لكن على عكس هؤلاء "المسيحيين الأجانب"، يقول المسيحيون المغاربة إنهم مجبرون على ممارسة طقوس العبادة في منازلهم، سراً. فالتحول من الإسلام إلى المسيحية لازال محظورا، كما هو الحال في العديد من الدول الإسلامية، كما يعاقب على التبشير بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

سبق وأن راسلت إحدى المجموعات التي تدعمها، الجمعية المغربية للحريات والحريات الدينية، بابا الفاتيكان في رسالة، تثير من خلالها مخاوفها، كما تعتزم الدخول في اعتصام خارج كنيسة في الرباط عشية الزيارة التي سيقوم بها البابا فرانسيس الى المملكة المغربية.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية جواد الحميدي، "نريد قوانين تحمي الأقليات الدينية في البلاد على قدم المساواة"، مشيرا لى أنه الجمعية ستغتنم فرصة زيارة البابا لممارسة المزيد من الضغوطات على الدولة المغربية من أجل حماية الحريات الدينية".

قام المغرب بتسويق نفسه كـ"واحة للتسامح الديني" في منطقة مزقتها أعمال التشدد، كما عرض تجربته في التكوين الديني على الدعاة المسلمين من إفريقيا وأوروبا حول ما يصفه بالإسلام المعتدل.

الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، يرى أن "السلطات المغربية لم تنتهك الحريات الدينية"، مبرزا في جواب على سؤال أحد الصحفيين عن تهم انتهاك الحريات الدينية أنه "لا يوجد اضطهاد في المغرب ولا يوجد تمييز على أساس الإيمان."

لكن المسيحيين المغاربة يشيرون إلى الدستور المغربي، الذي يقر رسميا بوجود المسلمين واليهود المغاربة، لكنه لا يعترف بالمسيحيين المغاربة.

يقول مسيحي مغربي، يبلغ من العمر 40 عامًا، الذي فضل عدم ذكر اسمه، وتصويره  مفضلا اسم مستعارا "إيمانويل": "عندما ذهبت إلى كنيسة لإعلان إيماني، قيل لي إن هذا الأمر محظور بموجب القانون المغربي".

وتدعو "جمعية المسيحيين المغاربة"، وهي جماعة ضغط محلية، السلطات المغربية والبابا إلى اغتنام الفرصة التي يتيحها هذا الحوار، من أجل إطلاق حوار جدي بشأن الحرية الدينية للمواطنين المغاربة".

لا توجد إحصاءات رسمية حول أعداد المسيحيين المغاربة، لكن هناك قرابة 50.000 مسيحي مغربي، معظمهم من التقاليد الإنجيلية البروتستانتية، فيما يقدر عدد الكاثوليك الرومان في البلاد بحوالي 30،000.

لم يكن هناك استجابة فورية من الفاتيكان لرسالة الجمعية المغربية للحريات والحريات الدينية، لكن أبرز الكاثوليك في المغرب، وهو أسقف الرباط، كريستوبال لوبيز روميرو، أبدى دعمه لمطالب الجمعية والمسيحيين المغاربة.

وقال "نحن كمسيحيين كاثوليك سنستمتع بحرية المعتقد، لكننا نود أيضا أن نرى الشعب المغربي يستمتع بذلك"، مضيفا "أحب أن يكون باستطاعتي أن أصبح مغربيًا دون أن أجبر على تغيير ديانتي".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى