صحيفة “ذا هيل” الأمريكية: المغرب منخرط في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
الدار- ترجمات
نشرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، الواسعة الانتشار، مقالا للسفير مارك غرين، مدير “مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين، والذي شغل منصب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من 2017-2020 وسفير الولايات المتحدة في تنزانيا من منتصف 2007 إلى أوائل 2009.
المقال تحدث عن إعادة استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، من جهة، وبين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، داعيا الى اشراك القيادات الشبابية عبر مبادرات شرق أوسطية من أجل إرساء علاقات أفضل في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد المقال أن المغرب أعطى إشارات إيجابية لتحقيق الأمن والازدهار والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما ينص على ذلك الاتفاق الموقع بين الرباط وتل أبيب، بدليل التوقيع بالرباط على مذكرة دفاع للتعاون في الصناعات والمبيعات العسكرية، خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الى المغرب في شهر نونبر 2021، الى جانب التوقيع على اتفاق تعاون اقتصادي، شهر فبراير 2022، يسعى للرفع من التبادل التجاري بين البلدين إلى حوالي 500 مليون دولار سنويا، أي ما يناهز 5 مليارات درهم.
وفيما يلي نص المقال بتصرف
أصبح نفتالي بينيت، أول رئيس وزراء إسرائيلي، يزور مملكة البحرين، وذلك بعد زيارة مماثلة غير مسبوقة قام بها إلى الإمارات العربية المتحدة في دجنبر، وزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب في نونبر.
والأكثر أهمية من هذه الزيارات الرسمية، كان للزيارات السياحية، التي تحدث بين هذه البلدان، أهميتها الخاصة. وفقًا لوزير السياحة الإسرائيلي، زار أكثر من ربع مليون إسرائيلي الإمارات العربية المتحدة بين شتنبر 2020 وأكتوبر 2021، على الرغم من القيود المفروضة بسبب تفشي جائحة “كوفييد19”. وأكد بأنه يتوقع أن يزور مئات الآلاف من السياح الإسرائيليين المغرب في عام 2022.
كانت نقطة الانطلاق لهذا التقارب العربي-الإسرائيلي، الذي لم يكن من الممكن تصوره في يوم من الأيام، توقيع اتفاقات أبراهام في شتنبر 2020، التي اتفقت فيها الإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وسرعان ما تبعهما المغرب والسودان. تعهد الموقعون على “السعي لتحقيق رؤية للسلام والأمن والازدهار في الشرق الأوسط وحول العالم”، وهناك عدد من المؤشرات تؤكد أن هذه الدول تسير في تنفيذ ما اتفقت، والتزامت به في الاتفاقيات الموقعة.
فالسعي لتحقيق الازدهار يجري على قدم وساق. خلال العام الماضي، ارتفع حجم المبادلات التجارية الثنائية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة عشرة أضعاف، مع توقعات بأن تصل قيمتها الى 1 تريليون دولار بحلول عام 2031، كما ارتفعت المبادلات التجارية بين إسرائيل والبحرين، في حين وقع المغرب وإسرائيل اتفاقية تجارة واستثمار، شهر فبراير 2022، بطموح زيادة المبادلات التجارية بخمسة أضعاف.
كما أن السعي لتحقيق الأمن المتبادل، الذي لم يكن من الممكن تصوره أكثر من العلاقات التجارية، يتم الاشتغال عليه، حيث تضمنت زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب العام الماضي، توقيع اتفاق أمني ثنائي. و في أعقاب الهجمات الصاروخية الإرهابية الآثمة على الإمارات من قبل جماعة الحوثيين الإرهابية، عززت إسرائيل والإمارات تعاونهما الاستخباراتي، وتبادل التكنولوجيا العسكرية.
لدى الولايات المتحدة أدوات تحت تصرفها لتسخير الرياح الخلفية التي تقود المصالحة العربية-الإسرائيلية وتسريع التئام هذه الانقسامات. لسنوات عديدة، مولت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جهودًا لتعزيز الشراكات بين الإسرائيليين والعرب، مثل برنامج إدارة النزاعات والتخفيف من حدتها، وبرنامج التعاون الإقليمي في الشرق الأوسط. ساهمت البرامج الممولة من القطاع الخاص مثل بذور السلام في زيادة الروابط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبالتالي من المهم جدا توسيع هذه البرامج.
يتعرض فريق السياسة الخارجية لإدارة جو بايدن لضغوط شديدة هذه الأيام بسبب التحديات العديدة التي يواجهها. ومع ذلك، فإن التقدم المحرز في أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط منذ توقيع الاتفاقات لأول مرة، يشير إلى أن آفاق الشراكات المستدامة والسلام الدائم حقيقية. يجب على الولايات المتحدة تشجيع المزيد من الحكومات على الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام جنبًا إلى جنب مع جهد تصاعدي لتعزيز التكامل الاجتماعي والاقتصادي.