الرأيسلايدر

عبادي: رمضان موسم التزود بالخيرات والمكرمات وإعادة الغوص في الذات

المحجوب داسع

بمناسبة شهر رمضان المبارك، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسـكو)، الدورة الثالثة مـن سلسلة مقاطع الفيديو “ومضات فكريـة” و”نفحات رمضانيـة”، التي قدمتها العامين الماضيين، في إطار برنامج “الثقافة عن بعد”، ضمن المبادرة الشاملة “بيت الإيسيسكو الرقمي”.

وأكد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في افتتاح هذه السلسلة، أن ” شهر رمضان هو بامتياز موسم، مواسم التزود بالأفضال، والخيرات والمكرمات، وموسم لإعادة الغوص في الذات، والنظر في الهنآت، وكذلك النظر في المطامح، وإعادة رسم الخرائط لقصد القبلة من غير عوج ولا أمات”.

وأشار الدكتور أحمد عبادي الى أن ” هذا الانسان خلق فريد أسجد الله عزوجل له الملائكة، وتعهده سبحانه و تعالى بعد قدر نزوله الى الأرض، الى هذا الكوكب الفريد أيضا، بالرسالات، مصداقا لقوله تعالى : ” ‏{‏فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى‏}‏.

وأوضح  السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” هذا التعهد بالرسائل هو تجديد للعهد مع الله سبحانه وتعالى، والتذكير بكون الرسل انما هم مؤسسة ربانية كما قال عندلكم سيدنا رسول الله صلى عليه وسلم : ”  إنَّ مَثَلِي ومَثَلَ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فأحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ به، ويَعْجَبُونَ له، ويقولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذِه اللَّبِنَةُ؟ قالَ: فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتِمُ النَّبيِّينَ”.

وأضاف الدكتور أحمد عبادي أن ” هذه المؤسسة النبوية رامت تعليم الناس كيفية تصريف الأنفاس وفق مراد الله عزوجل لنيل مرضاته أفراد وجماعات، انسانا وعمرانا قصد تحصيل السعادتين في العاجل والأجل، مصداقا لقوله تعالى ) طه  مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى(، قال العلماء بل لتسعد.

واعتبر السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” هذا المقصد الجليل العظيم لا يمكن أن يتأتى الا اذا وجد الانسان ميزانه، وهذا الميزان يمثله الأنبياء، وامامهم، وفي مقدمتهم سيدنا رسول الله صلى عليه وسلم، الذي قال الله عزوجل في حقه ) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(، مبرزا أنه ”  عليه الصلاة والسلام، الانسان الأكمل في حدود الإمكان البشري، الذي ينبغي التآسي  به فهو صاحب الخلق العظيم وصاحب اللواء والتاج في مجال الأخلاق والمكرمات والسبق بالخيرات”.

وتابع الدكتور أحمد عبادي أن ” سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي ينبغي أن تقاس الى خلقه الأخلاق والى سلوكه السلوكات، والى تعاطيه أضرب التعاطي كله، والى معاملاته كافة المعاملات”، مشددا على أنه ” إذا تأتى هذا، واستوى الانسان، واقترب سجودا، واقترابا من مراد الله سبحانه وتعالى بالتآسي بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، سيكون الانسان، ان شئنا في مجال الآلات، الآلي أو الحاسوب، التي قد وصلت الى حالة السواء التي تؤهلها للقيام بوظائفها، وهذا القيام بالوظائف هو الذي أمرنا أن نستبق فيه الخيرات”.

ويتحدث في هذه المقاطع كوكبة مـن الشخصيات الفكريـة والثقافية والدينية البارزة من دول العالم الإسلامي وخارجه، حول أهم القضايا الفكرية والدينية المعاصرة، وسيتم بثها عبر موقع الإيسيسكو الإلكتروني ومختلف قنوات ومنصات المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتروم “الإيسيسكو”  من خلال هذه المبادرة، توجيه رسائل مركزة وهادفة تُبرز الدور الجوهري الذي يلعبه كل من النساء والرجال في إصلاح المجتمع وترسيخ القيم الدينية المبنية على السلم والتسامح والتعايش بين المجتمعات.

كما تهدف المنظمة إلى مناقشة أهم القضايا والأفكار الجديدة، التي تثري الحيـاة الثقافيـة، وتسهم في تجديد مجالات الفكر والثقافة والآداب والعلوم، وتعمل على تعزيز قيم السلام والحوار الحضاري ونشر المعرفة، وتسهيل التواصل بين الشخصيات الدينية والثقافية والفكرية المرموقة والجمهور العريض، لدعم التبادل الروحي والفكري.

زر الذهاب إلى الأعلى