أحمد البوحساني
يعتبر شهر رمضان شهر التكافل والتضامن الاجتماعي والتآزر وتقديم ما يحتاج إليه الفقراء والمساكين ، ومن أبرز الفرائض وأوجب الأعمال التي أقرها الإسلام و أمر بها التكافل والتضامن ومساعدة الفقراء ودعم المساكين ، بل إن الإسلام جعل زكاة الفطر شرطا لإكتمال الصيام وصحته.
* مرجعيات وأسس العمل التضامني في المغرب:
في لقاء حصري على قناة الدار ، أكد الدكتور في الشريعة الإسلامية، حسن الصويني، أن شهر رمضان هو مناسبة للعبادة وشعيرة دينية يجب ان تحترم فيها جميع الأبعاد الدينية الأخلاقية والاجتماعية، وليس غريب على المغاربة الذين دابوا على التضامن والتكافل ، واي مجتمع بدون اخلاق مهدد بالزوال كما يقال ” إنما الامم الاخلاق ما بقيت ، ان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا “
شهر الصيام هو شهر مكارم الأخلاق، والتسامح التي أتى بها هذا الدين و ليس مجرد الامساك عن المفطرات الحسية والغذائية . فتاريخ المغاربة يشهد أنه شعب التكافل والتضامن من خلال التويزة، وبناء سد الوحدة، و شق طريق الوحدة ، و “النوادر” في العالم القروي. كل ذلك يمثل الشيم الأصيلة في المجتمع المغربي.
ويرى يرى الدكتور، أن رمضان هو مناسبة لإحياء هذه الشعائر التضامنية، سواء انطلاقا من المرجعية الدينية ، او المرجعية القانونية من خلال دستور للمملكة المغربية ، ينص على مرتكزات الدولة الحديثة في الفقرة الأولى، وهي التعددية، الديموقراطية، والمواطنة، الحكامة الجيدة، من أجل ارساء مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع بالامن والكرامة والحرية والمساواة وتكافىء الفرص والعدالة الاجتماعية، و هي مقومات العيش الكريم في نطاق التلازم بين الحقوق والواجبات.
كما أن المادة الثالثة من القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، يضيق الصويني، تنص على اهم مبادئ السلوك المدني ، والتي يجب ان نربي عليها النشىء وهي الوعي بالالتزامات الوطنية اتجاه الذات والأسرة والمجتمع وترسيخ قيم التعايش والتضامن .
انطلاقا من هذه المرجعيات الدينية القانونية،
فإن ملوك المغرب يحيون هذه الشعيرة بكل ما فيها من طقوس، وتضامن وتعاون .
فمنذ 1998 بدأ المغرب في ما يسمى العمل الوطني ” دعم رمضان” إذ يقدم مجموعه من المواد الغذائية في إطار التضامن، وانطلقت العملية، هذه السنة بحوالي 83 مليون درهم، لتصل 103 مليون درهم خلال 2022 ، كقيمة لنفقات التكافل الذي يقدم للمغاربة.
* أمير المؤمنين يجسد روح التضامن والتكافل الإسلامي في الشهر الفضيل :
أعطى أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله، انطلاق الحملة الوطنية لرمضان 1443 يوم 3 رمضان الموافق 5 ابريل 2022، من المدينة العتيقة بالرباط لتعمم في باقي اقاليم المملكة، والمقدرة ب 83 عمالة سيتتم توزيع المواد الغذائية على الأسر المعوزة والهشة. ومن المنتظر أن يصل عدد المستفيدين من النسخة 23 لعملية التضامن والتي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، هذه السنة حوالي 3 مليون شخص،
اي 609 ألف أسرة على المستوى الوطني،
77 في المائة العالم القروي، او مايعادل 459 الف أسرة، بينما استفاد في أول نسخة 34 الف أسرة.
الدكتور حسن الصويني، أكد أن المغرب يسير في طريق اوراش اجتماعيه تكريسا للدولة الاجتماعيه القائمة على الاهتمام بالأشخاص في وضعية هشة او ذات عوز، منهم الأرامل، المسنون ، وذوي الاحتياجات الخاصة أو أشخاص في وضعية إعاقة بكل اصنافها وانواعها . وهذه الفئات المحرومة تحتاج الى التفاتة تشملها، وهنا ينبغي الإشادة، وتثمين عمل جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، الذي يعطي اهتمام كبير لكل فئات الشعب المغربي، ولعل إطلاق حملة “دعم رمضان” يكرس مدى التلاحم والتضامن بين عناصر ومكونات الشعب المغربي ، مما يؤدي لتحقيق الأمن والاستقرار، وكذلك الترفيه عن بعض الأسر من الفئات الهشة والاشخاص في وصعبة عوز .
إن هذه المبادرة التي يشرف عليها أمير المؤمنين الملك محمد السادس، تندرج ضمن الاطار الديني، مصداقا لقوله تعالى :
” مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “