أخنوش وبركة ووهبي: بلادنا تمر بظروف دولية صعبة لكن الحكومة عازمة على تنزيل برنامجها الحكومي
الدار- خاص
عقدت أحزاب الأغلبية الحكومية “التجمع الوطني للأحرار، حزب الاستقلال، حزب الأصالة والمعاصرة”، مساء اليوم الخميس بالرباط، ندوة صحافية عقب انتهاء اجتماع “هيئة رئاسة الأغلبية الحكومية”، الذي عقد بالمقر الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة.
أخنوش: لسنا في ظرف عادي لكن الحكومة تشتغل وملتزمة بتنزيل برنامجها الحكومي
أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن ” المغرب يعاني بسبب الحرب في أوكرانيا والأمور معقدة، حيث رفعت الأزمة الروسية الأوكرانية أسعار الطاقة وعدد من المواد الغذائية”.
وتابع عزيز أخنوش :” لسنا في ظرف عادي والأمور معقدة لأن هناك مشاكل عالمية تتعلق بتوريد المواد الأولية، وهناك مشاكل تتعلق بأسعار الطاقة المتزايدة، وأيضا مشاكل المواد الغذائية وخاصة الحبوب”، مضيفا :” هناك ارتفاعات في الأسعار في العالم وأيضا في مواد البناء التي تعاني الندرة في السوق الدولي، وحرب أوكرانيا أثرت على ثمن الطاقة”.
وقال عزيز أخنوش في هذا الصدد :” عقدنا اليوم اجتماع قيادات الأغلبية الدورية، حيث الانتظام في العمل، نلتقي لنتحدث عن الحالة الآنية للسياسة في بلادنا وأيضا عن الآفاق المستقبلية”، مردفا :” نحن هنا لنتحدث عن الدخول السياسي للدورة الربيعية للبرلمان التي تأتي في ظروف خاصة، حيث تعرف أوربا حربا كبيرة، ولكن اقتصاديا الحرب لها تداعيات على العالم كله وعلى بلادنا”.
وأوضح عزيز أخنوش أن ” بلادنا في ظل هذه الظروف تعاني لكنها الحمد لله آمنة، وجميع المواد موجودة، الكل يجد المواد الغذائية في الأسواق بوفرة رغم السنة الفلاحية الصعبة المتسمة بالجفاف”، مبرزا أنه “في هذه الظروف، الحمد لله المنتوجات موجودة ومتنوعة والأثمنة التي يعرفها رمضان في الأيام الأولى، غير موجودة هذا العام، لكننا لا نعرف ماذا ينتظرنا جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا”.
وتابع :” هذه الحرب لها نتائج على بلادنا، وعلى جميع بلدان العالم، لكن رغم كل ذلك، فبلادنا فيها منتوجات بوفرة، و التنظيم الكافي لتوريد هذه المواد، وهذا الدخول السياسي للدورة البرلمانية سيكون فرصة لتكريس الدولة الاجتماعية التي يريدها صاحب الجلالة، من خلال تنزيل ورش الحماية الاجتماعية واتمامه هذه السنة، الى جانب مشروع النهوض بالقطاع الصحي، الذي اتضحت معالمه الكبرى، فضلا عن البداية في تنزيل اصلاح قطاع التعليم، والتشغيل”.
وأضاف عزيز أخنوش أن ” الحكومة قدمت ميثاق الاستثمار لصاحب الجلالة، وبدأ النقاش مع مختلف الفاعلين، لتكون هناك انطلاقة جديدة بالنسبة للاستثمار في المملكة”، مبرز أن ” الحكومة تقوم بمواجبها حيث أعطت هذا الأسبوع انطلاقة برنامج فرصة و أوراش، رغم الأزمة القائمة”، مؤكدا بأن ” الحكومة مستمرة في تنزيل برنامجها الحكومي، و الحكومة لها من الإمكانيات لتنزيل كافة برامجها الواردة في البرنامج الحكومي”.
وأكد عزيز أخنوش بأن ” الفرق البرلمانية مطالبة بالتواجد الى جانب الحكومة للاستمتاع، و إيصال مشاكل المواطنين للحكومة، ولتقوم بواجبها كوسيلة وصل بين الحكومة والمواطن”، مشيرا الى أن الحكومة والأغلبية ستكون في تواصل مستمر في ظل الأزمة الحالية في محاولة للتفاعل مع وسائل الاعلام، لايصال المعلومة الحقيقية للمواطنين المغاربة، مشددا على أن ” الحكومة تشتغل وتحاول ايحاد الحلول للمشاكل، ولا تمتلك عصا سحرية لحل الإشكاليات القائمة في جميع القطاعات، لكن تتدخل لحل الشاكل الموجودة في بعض القطاعات، على غرار ما قامت به في القطاع السياحي، وقطاع النقل، و القطاع الفلاحي”.
عبد اللطيف وهبي: الحكومة منسجمة وعازمة على تحويل الأزمات الى فرص للتطور
أشاد عبد اللطيف وهبي، باحترام رئيس الحكومة، و رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، لمواعيد لقاءات الأغلبية الحكومية”، مؤكدا بأن ” هذا يفسر الانسجام الحكومي الناتج عن الحوار الذي لا ينقطع داخل أحزاب الأغلبية، وفيه نقاشات كبيرة وعميقة”.
وأضاف وهبي :” نتفق في كثير من الأحيان، ونختلف في بعض الأحيان، لكننا في نهاية المطاف نتضامن كأعضاء للحكومة، ونتحمل مسؤوليتنا بشكل مشترك، و إدارة السيد عزيز أخنوش لهذا اللقاء أعطانا دفعة قوية، مع أريحية كبيرة من الأخ نزار بركة، وقيادته وقيادتكم وقيادتنا”.
وأبرز عبد اللطيف وهبي أن ” اجتماع الأغلبية الحكومية اليوم الخميس، مر في أجواء من الصراحة، مما سيؤهل هذه الحكومة لتلعب دورا أكبر لفائدة المواطن”.
وهنا الأمين العام لحزب “الأجرار” جلالة الملك محمد السادس، والشعب المغربي على قيادة جلالته لملف الأزمة مع الجارة اسبانيا”، مشيرا الى أن ” المغرب حقق انتصارات أخرى في الملف الاسباني بعد الملف الألماني، وهي الانتصارات التي تستهدف التعاون المشترك والحفاظ على السلم والأمن الدوليين وخدمة الشعوب الشقيقة والجارة والقريبة من المغرب”.
وتابع عبد اللطيف وهبي :” هذا يؤكد الذكاء السياسي الجماعي الذي يتسم به المغاربة بقيادة جلالة الملك لايحاد الحلول لكل القضايا و الأزمات استنادا الى الحوار، وتبادل الرأي والرأي الآخر”، مضيفا :” شخصيا على المستوى الحكومي، كنت شخصيا خائفا من الأزمة ليس الآتية من تداعيات كوفييد19، لكن من الأحداث التي يعرفها المجتمع الدولي، والتي أكدنا فيه موقفنا الصريح والواضح مع احترامنا للوحدة الترابية لكل الدول، وعلى الحوار لحل مشاكلها، وقلنا أن هذه الأزمة “الحرب الروسية الأوكرانية”، لكن العمل الذي قامت به الحكومة، وتحملت فيه عبئا ماليا كبيرا للتخفيف من تبعات والتأثير السليي، ولازالت تتحمل ذلك، مما يؤكد متانة الاقتصاد المغربي وقدرة المغرب على مواجهة كل التحديات و جل المشاكل الدولية وتأثيرها على الصعيد الوطني”.
وأوضح عبد اللطيف وهبي أن ” الدورة البرلمانية الجديدة ستكون دورة تشريعية بامتياز، وستتسم بمناقشة عدد من مشاريع القوانين”، داعيا السادة البرلمانيين الى فتح الحوار، و النقاش السياسي داخل البرلمان”، مشيرا الى أن ” الحكومة مستعدة للتحاور وتبادل النقاش باحترام مبادئ الديمقراطية والاحترام المتبادل”.
وأضاف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة :” لا نريد أن يكون البرلمان مسرحا لبعض المواجهات اللفظية، لكن نريد أن يكون نقاشا سياسيا لفائدة المواطن، وللقضايا التي تهم المواطنين المغاربة، ونقاشا سياسيا لجميع القضايا التي يطرحها المواطن المغربي على ممثلي الأمة، والتي لممثلي الأمة الحق والمسؤولية والواجب في اثارتها وطرحها على السادة الوزارء”.
وأكد عبد اللطيف وهبي أن ” الحكومة ستكون منفتحة ومستعدة للنقاش، و للبث في مجموعة من القوانين التشريعية التي تعتبر مهمة، واطار للإصلاحات السياسية والمؤسساتية داخل المغرب”، مضيفا :” المشكل الوحيد الذي نواجهه داخل الحكومة هو مشكل الوقت، نريد أن نحقق كثير من الإنجازات، وننفذ التزاماتنا، ولحد الآن لا زالنا نحترم توقيتها بالنسبة للبرنامج الحكومي، لكن نريد أن نقدم أكثر، وهناك ضغط الوقت، وضغط الوضع الدولي، و الأسعار على المستوى الدولي، وكل هذا يحاول أن يفرمل هذا التوجه الحكومي”.
وشدد عبد اللطيف وهبي أن ” الحكومة قررت رفع التحدي في مواجه كل التقلبات الدولية، ومنها ارتفاع الأسعار على الصعيد الدولي، من أجل تحويل هذه الـأزمة الدولية الى وسيلة مثلى لتطوير اقتصادنا الوطني، وتحقيق الكثير من المكتسبات”، مضيفا أن ” الأزمات ليست كلها سلبية، بل هناك أزمات تفرض علينا أن نبحث عن حلول، و أجوبة وتجعلنا نتطور وننمي بلادنا، وأعتقد أن هذه الامكانية متوفرة جدا”.
ولفت عبد اللطيف وهبي الانتباه الى أن ” الحكومة فتحت الأبواب لكل المستثمرين، ولكل من يريد أن يأتي الى المغرب، مؤكدا بأن ” المغرب بلد مستقر، مسلم، ويرفل في السلم الاجتماعي والأمني”، مشيرا الى أن ” الحكومة ينبغي لها أن تشرف على عملية تطوير الكثير من البرامج الاستثمارية في المملكة المغربية”.
وخلص الأمين العام لحزب “الجرار” الى أن “أحزاب الأغلبية الحكومية تشتغل في اطار الثوابت، وستستمر في ذلك لأنها هي التي ستمكن المغرب من النجاح، وستمكننا من تحقيق الوحدة الوطنية، وستمكننا كشعب من تجاوز جميع العراقيل والأزمات”.
نزار بركة: الحكومة عازمة على مواجهة تأثير الظروف الدولية على الصعيد الوطني
أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن ” اللقاء الذي جمع جلالة الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، شكل منعطفا كبيرا، وتاريخيا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأساس بالنسبة للقضية الوطنية”.
وأوضح نزار بركة أن ” دعم الدولة الاسبانية لمبادرة الحكم الذاتي يشكل دينامية جديدة ستقوي الموقف والطرح المغربي في قضية الصحراء، مشيرا الى أن ” أحزاب الأغلبية الحكومية واعية بالظروف التي تمر منها بلادنا نتيجة الصدمات الخارجية، خصوصا الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على الصعيد الدولي خاصة بالنسبة للمواد لأساسية وواعيون بإصرار الذي مس العديد من المواطنين خاصة الأسر الضعيفة”.
وتابع الأمين العام لحزب الاستقلال :” نحن واعون بأن هذه الإشكالية هي إشكالية قد تدوم شيئا ما لأنه لا أحد يعرف كيف ستدوم هذه الحرب على الصعيد الدولي وانعكاساتها الدولي، لكن الحكومة لها عزيمة قوية وأحزاب الأغلبية لها عزيمة للعمل كلما في جهدا للتخفيف من وطأة هذه الانعكاسات على المواطنين، والطبقات المتوسطة والمستضعفة”.