أخبار الدار
أرسلان: الانخراط في العدل والإحسان ليس سهلا.. ونساهم في ضمان الاستقرار (2/3)
الدار/ حاورته: مريم بوتوراوت- تصوير: ياسين جابر وعصام مهروج
أكد فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام والناطق الرسمي باسم حزب جماعة العدل والإحسان، على أن الجماعة "تساهم في الاستقرار" الذي تعرفه البلاد، مشددا في هذا الجزء من حواره مع "الدار" على " لا ينكر أي أحد دور الجماعة في تأطير مجموعة من الشباب ومحاولة إبعادهم عن الفكر المتطرف".
• لماذا ترفضون المشاركة في العملية السياسية في المغرب؟
هل العدل والاحسان ليست مشاركة أو متواجدة سياسيا؟ أظن أن هذا السؤال يستلزم مراجعة، لأنه ما معنى أن نتعرض لكل هذه المضايقات والحصار وتشميع البيوت إن كنا غير مشاركين سياسيا، لعل ما يصيبنا هو ضريبة مشاركتنا السياسية الحقيقية، إلا إذا كانت المشاركة السياسية هي المشاركة في المؤسسات فهذا شيء آخر، وهذا لا أظن أنه كاين على مستوى العام، هناك مجموعة من الأحزاب مرة تقاطع ومرة تشارك، ولكن مقاطعتها للانتخابات والمؤسسات لا تعني أنها غير مشاركة سياسيا، ولذلك الجميع مجمع على الدورالسياسي الذي تقوم به جماعة العدل والإحسان.
• لماذا تقاطعون المؤسسات؟
لا نقاطع المؤسسات وحدنا، لأن أغلبية الشعب يقاطع المؤسسات، نسبة المشاركة في الانتخابات معروفة، اذا كنا نقاطع فنحن جزء من هذا الشعب الذي يعتبر أن هذه المؤسسات لا مصداقية لها، برلمان لا مصداقية له وحكومة لا تحكم، كان ممكن أن نشرحو هدشي بزاف قبل، لكن بعد الممارسات التي جاءت بعد الانتخابات وبعد هذا الواقع الذي كان مؤسفا ومؤلفا في ما يتعلق بتشكيل الحكومة والبلوكاج…بمعنى أصبح هناك خلط، فالحكومة فيها اليمين واليسار والإسلامي والليبرالي.
نحن جزء من الشعب، ولا يمكن أن نقبل بأن ندخل في وضع بهذه المعطيات، عندما تصبح للمشاركة داخل المؤسسات معنى "حينها يلقاونا حناالاولين".
• متى يمكن للجماعة أن تدخل في العملة السياسية؟
عندما يكون تغيير سياسي حقيقي في البلاد وإرادة سياسية حقيقية بالانطلاق من دستور يعطي صلاحيات للحكومة وللبرلمان وديمقراطية حقيقية وانتخابات تسيرها لجنة مستقلة، بمعنى أن تكون هناك أجواء عامة توفر الاطمئنان، أظن أنه حينها سيكون من غير المعقول ألا نشارك سواء نحن أو غيرنا من المقاطعين من الشعب، لأنه "حتى قط ما كيهرب من دار العرس".
نحن لسنا مثاليين ولا نطلب تغييرا 100% بين عشية وضحاها، لكن على الأقل تكون هناك مؤشرات وإشارات يحس من خلالها الناس بالاطمئنان، وبأن صوتهم له مفعول ونتيجة وغاية، ديك الساعة غادي نكونو حنا الاولين.
• هل دخلتم في أي نوع من الحوار مع مؤسسات الدولة؟
الدول التي يكون فيها أنظمة مهيمنة لا تتحاور مع الأطراف لكن تملي شروطا، إذن هل الدولة دخلت معنا في حوار في الظرف الحالي الراهن هذا ليس واردا، الآن لا تتكلم معك إلا عندما تحس أنك وصلت لمستوى من الضعف وتملي عليك شروطها، وهذا غير متوفر في الظرف الحالي.
• يعني تقولون أنكم أقوياء؟
لسنا نحن من يقول أننا أقوياء، نعم نحن أقوياء بوجودنا ومواقفنا بثباتنا وبمساندتنا للحراك الاجتماعي، نعم مصداقيتنا تعطينا قوة، لكن ليس معنى هذا أن هذه القوة ستدفعنا لنقوم ب"ممارسات ماشي هي هاديك"، لا، هذا غير وارد.
• بعد انسحابها من حركة عشرين فبراير، متى يمكن أن تعود الجماعة إلى الشارع؟
أؤكد على أن عشرين فبراير قامت بدور مهم جدا في تاريخ المغرب الحديث، وكانت منعطفا تاريخيا مهما، وحققت مكاسب مهمة جدا، ولو أننا نرى تراجعات على عدد من هذه المكاسب، ولكن حسب نظرتنا رأينا أنه بالشكل الذي كانت عليه حركة عشرين فبراير فقد حققت أقصى ما يمكن أن تحقق ولذلك يجب الانتقال إلى أشكال أخرى.
ولذلك الانسحاب من حركة عشرين فبراير لا يعني أننا انسحبنا من الشارع، ولا يعني أننا انسحبنا من الحراك الاجتماعي والسياسي، بل بالعكس كنا حاضرين ومازلنا حاضرين، ولعل ما عرفه المغرب بعد حركة عشرين فبراير من تنويع الاحتجاجات في الشارع والمطالبة بالحقوق في الشرق وفي الغرب والجنوب والشمال وهذه الحركات تؤكد على أن الشارع ما يزال حيا، وأن ثقافة عشرين فبراير آتت أكلها والآن صارت ثقافة الاحتجاج والمطالبة بالحقوق موجودة، والعدل والإحسان هي دائما في قلب الحدث لأنها جزء من المجتمع ولا يمكن أنتتخلف عن المجتمع، ونحن موجودون مع الشعببأكمله، سواء كان في القضايا العامة أو الفئوية لأننا أيضا في صفوفنا أطباء ومشتغلون في قطاعات الصحة والتعليم يمسهم ما يهم تامجتمع بصفة عامة، فإذن حضورنا موجود ولم ينقطع أبدا.
• لماذا تقتصر مشاركة الجماعات على احتجاجات تدعو إليها أطراف أخرى، ألن يأتي وقت تدعو فيه هي للنزول إلى الشارع؟
في الكثير من المرات الجماعة هي من دعت الى الاحتجاج سواءفي قضية فلسطين وحتى في القضايا الوطنية، لكن هذا البساط نريده سحبه من مجموعة من الأطراف، أن الجماعة كيان منغلق عن نفسه وتريد أن تركب على الاحتجاجات..لذا أخذنا على أنفسنا أن نحرص ما أمكن على أن نكون طرف ضمن الأطراف خصوصا في القضايا التي تهم الجميع وليس العدل والإحسان فقط.
لذلك نحن حريصون لنكون شركاء في كل هذه القضايا التي تهم المجتمع ولا نكون غائبين، علما أنه كذلك الدولة ترفض أن تنفرد العدل والإحسان بشيء ولو أنه من حقنا أن نعبر على قضايا تهمنا نحن كجماعة العدل والإحسان، ولكن مع ذلك نحن نتجاوز في هذا الأمر.
• بكم تقدرون عدد أعضاء الجماعة؟
كاين اللي عطا 200 ألف (مازحا)…يصعب جدا أن نحدد أعداد أعضاء الجماعة، لعدة اعتبارات، لأن الانتماء لجماعة العدل والإحسان ليس كالانتماء لأي حزب تنتمي له وتنخرط في صفوفه وفي بعض الأحيان يكون الانخراط بهدف الحصول على مصالح. في العدل والإحسان وما شابهها من حركات وأحزاب جدية الانخراط فيها ليس سهلا وله تبعات ويترتب عليه ما يترتب عليه، فمن يعلن أنه منخرط معك فهذا ليس مسألة سهلة، لذلك لا علاقة للأعداد المنخرطة في الجماعة ومن يتعاطف معها وهو من هو معها حقيقة.
إذن كتلة كبيرة من الشعب المغربي مع العدل والإحسان ومتعاطفة معها وتتجاوب معها وتحتضن أعضاءها، لكن الظرف الأمني والسياسي لا يسمح لأنه ليست هناك ديمقراطية وحرية الانتماء ليعبر الناس ولا يتم إيذاؤهم في حقوقهم، اذن هناك شريحة كبيرة لا يمكن أن أحسبها أنا أو غيري.
• وما هي مصادر تمويلها؟
من مبادئنا الأساسية اللاءات اللاءات الثلاث، ضد السرية وضد العنف والتبعية لأي دولة، لذلك مصادر تمويلنا مصادر ذاتية، من مشاركات ومساهمات الأعضاء، وأهم أنشطتنا وتحركاتنا تطوعية، الأعضاء يتكلفون بتنقلاتهم وأمور التدبير والتسيير، والحمد لله "حتى واحد ما يمن علينا، لا دولة ولاغيرها أنها كتعطينا شي حاجة، كاين الكفاف"، وبإمكاننا أن نقوم بأشياء كثيرة لوكان المجال مفتوحا لنا، لكن على كل حال مصادر تمويلنا هي جيوب إخواننا وأخواتنا مشكورين.
• ما هي الإضافة التي ترون أن الجماعة تقدمها في المشهد المغربي؟
يمكن القول أن هناك إضافات كثيرة جدا، من ضمنها الاستقرار، والذي تساهم الجماعة بدور كبير فيه بشهادة الجميع، وأنها كرست مسألة السلمية، والآن ترون في المسيرات والحركات أن ثقافة السلمية أصبحت مسألة مشاعة ومتعارف عليها وبالطبع كانت للعدل والإحسان بصمة كبيرة في هذا الأمر منذ انطلاقها.
هذا ينضاف إلى مساهمتها ومشاركتها في الدفاع عن حقوق ومكتسبات الشعب، وحضورها وقربها منهم، وإيمانها بالحوار ومحاولة بث ثقافته، وتمد يدها للجميع، وتسعى إلى التقريب بين كثير من الأطراف في هذه المسألة كعنصر جامع وليس كعنصر مفرق بالرغم من أن الدولة تسعى إلى إبعاد الناس وتخوفهم منا، لكن لحد الآن دورنا بارز في هذا الأمر.
هناك جوانب كثيرة في حضور الجماعة خصوصا في ما بتعلق بجوانب انحراف الشباب وإيمانهم بالعنف والتطرف، فبالطبع لا ينكر أي أحد دور الجماعة في تأطير مجموعة من الشباب ومحاولة إبعادهم عن الفكر المتطرف.