سلايدرضيف الدار

الناطق الرسمي باسم القصر الملكي يكشف كيفية انتشار الشاي في المغرب وتطور طرق اعداده

الدار- خاص

في اطار  الدورة الثالثة مـن سلسلة مقاطع الفيديو “ومضات فكريـة” و”نفحات رمضانيـة”، التي تبثها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسـكو)، على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعية، تطرق الدكتور عبد الحق لمريني، مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، للكيفية التي عرف بها الشاي انتشارا كبيرا في المغرب، وكيف تطورت تجارته وطرق تهيئه.

وأكد الدكتور عبد الحق لمريني أن ” أول من عرف بالشاي، ونشره عبر العالم هم الصينيون، وعن طريق اتصال سكان العالم بعضهم ببعض عن طريق الرحلات تعددت أنواعه النباتية، وأدواته ووسائل تحضيره ولما وصل عند العرب أحبوه، لأنه يطفئ عطش صحرائهم”.

وأشار الناطق الرسمي باسم القصر الملكي الى أن ” الشعراء العرب شرعوا في مجالسهم ينشدون قصائدهم في فوائد الشاي وأقداحه و ألوانه، من ذلك قول الشاعر العراقي، أحمد صافي النجفي :” لئن كان غيري لل ئن كان غيري بالمدامة مولعاً فقد ولعت نفسي بشاي معطرٍ —إذا صب في كأس الزجاج حسبته مذاب عقيق صب في كأس جوهرِ— ه أحتسي شهداً وراحاً وسكراً وأنشق منه عبق مسك وعنبرِ.

وأوضح مؤرخ المملكة أن ” جل المؤرخين اتفقوا على أن المغرب عرف انتشار الشاي في القرن الـ18 الميلادي أي في عصر السلطان العلوي أبي النصر مولاي إسماعيل، وفي منتصف القرن الـ19 اتسع انتشار الشاي بالمغرب على يد تجار الانجليز من جبل طارق الى المنطقتين الشمالية والجنوبية للمغرب.

وأضاف الدكتور عبد الحق لمريني :” ولما كان الأدباء المغاربة يعنون كثيرا بنظم الأراجيز في مختلف العلوم، والفنون، تسهيلا على الطلبة والدراسين لاستظهارها والتمكن من قواعدها، جادت قريحة أديب فاس الشارع عبد السلام الأزموري بأرجوزة رائعة عن الشاي المغربي، وطرق تهيئه وعن لوازمه وأدواته ومجالسه، وقد قام بشرح هذه الأرجوزة المستملحة العذبة قاضي الرباط وشيخ جماعة علمائها العلامة، المكي البطاوري”.

وأبرز الناطق الرسمي باسم القصر الملكي أن ” هذا الشرح تضمن نوادر طريفة، ومعلومات أدبية، وفوائد تاريخية واستطرادات قيمة، ومستملحات  رقيقة،  وسجالات لطيفة، لها مكانتها وأي مكانة في الأب المغربي.

يقول الشاعر عبد السلام الأزموري في مطلع أرجوزته

الحمد لله الذي أطعمنا من كل مطعم به أكرمنا، واستطرد  قائلا :  مثل الأتاي الأندريزي الجيد صفرته مثل مذاب الأسجد

وفي مجال الأراجيز قدم أيضا الشاعر سليمان الحوات الشفشاوني، في بعض أبيات شعرية، نصيحة للإدمان على الشاي لما فيه من المنافع الصحية لكل سقم من الأسقام، يقول فيها:

دعوا شربكم للخمر  فالخمر مسكر**************وفي الشرع كل المسكرات حرام

وهيبوا  لشربكم الأتاي *****فان حلال وليس في لحلال بلاء

وكونوا عليه مدمنين**** لأنه شفاء النفوس ان عراها سقم

يشار الى أن هذه المقاطع الرقمية التي تقدمها منظمة “ايسيسكو” يقدمها كوكبة مـن الشخصيات الفكريـة والثقافية والدينية البارزة من دول العالم الإسلامي وخارجه، وتتمحور حول أهم القضايا الفكرية والدينية المعاصرة، ويتم بثها عبر موقع الإيسيسكو الإلكتروني ومختلف قنوات ومنصات المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتروم “الإيسيسكو”  من خلال هذه المبادرة، توجيه رسائل مركزة وهادفة تُبرز الدور الجوهري الذي يلعبه كل من النساء والرجال في إصلاح المجتمع وترسيخ القيم الدينية المبنية على السلم والتسامح والتعايش بين المجتمعات.

كما تهدف المنظمة إلى مناقشة أهم القضايا والأفكار الجديدة، التي تثري الحيـاة الثقافيـة، وتسهم في تجديد مجالات الفكر والثقافة والآداب والعلوم، وتعمل على تعزيز قيم السلام والحوار الحضاري ونشر المعرفة، وتسهيل التواصل بين الشخصيات الدينية والثقافية والفكرية المرموقة والجمهور العريض، لدعم التبادل الروحي والفكري.

زر الذهاب إلى الأعلى