الدار- خاص
بمناسبة شهر رمضان الفضيل، يستعرض موقع “الدار” في حلقات جوانب من عناية ملوك المغرب بكتاب الله عزوجل، تعلما، وتعليما، وتفقها، وتفسيرا، وهو ما أثمر ريادة مغربية في مجال حفظ القرآن الكريم على صعيد العالم الإسلامي، وبمختلف الروايات والقراءات.
تعددت أوجه الرعاية الموكولة على المستوى الوطني لكتاب الله عز وجل؛ تدريسا وتحفيظا وترتيلا وتجويدا وطبعا وتوزيعا ونشرا عبر وسائل التبليغ التكنولوجي من إذاعة وتلفزيون وحوامل مدمجة، وأيضا من خلال الجهود المبذولة من قبل مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف.
كما قام المغرب بتعليمات سامية من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، باتخاذ التدابير المؤطرة لهذه العناية من الناحية القانونية التأطيرية المنظمة للتعليم في مختلف مستوياته، وأيضا التشجيعية المتمثلة في مختلف أصناف التباري بأبعاده المحلية والوطنية والدولية وبالجوائز التحفيزية الممنوحة للفائزين.
أولى سلاطين وملوك المغرب عناية خاصة بالتعليم العتيق على مر العصور، من عهد المولى إدريس الأكبر مرورا بالدول المتعاقبة على الحكم في المغرب إلى عهد الدولة العلوية الشريفة، من خلال بناء المدارس والمراكز وإقامة بيوت العبادة والذكر، وتهيئ الدور لإيواء الطلبة.
وحافظ المغاربة على إجادة حفظ كتاب الله العزيز بمختلف الروايات، بانتشار هذه المدارس العتيقة في مختلف المناطق المغربية، وازدهرت العلوم والمعارف الإسلامية في مختلف جهات المملكة، وأصبح للتعليم العتيق دور كبير في الدفاع عن العقيدة ونشر تعاليم الإسلام وتعليم اللغة العربية وتوحيد الأمة والمحافظة على الهوية والأصالة، ومقاومة الزيغ الفكري والعقدي، والدفاع عن استقلال البلاد ووحدتها وكرامتها.
اعتمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إستراتيجية تروم إصلاح التعليم العتيق، ومراجعة برامجه ومناهجه، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات وتحديد القرارات الكفيلة بتحقيق تأهيل أمثل يمكنه من الاندماج في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين، والاستفادة من المكتسبات التربوية التي يتمتع بها التعليم العمومي العصري، وذلك انطلاقا من حرص أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله على تحصين التعليم العتيق والحفاظ على خصوصيته وعلى إشعاعه الثقافي والعلمي.
وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك أمير المؤمنين، في الخطاب الذي ألقاه يوم 30ابريل 2004 أمام المجلس العلمي الأعلى والمجالس الإقليمية العلمية. “….وفي هذا السياق حرصنا على تأهيل المدارس العتيقة وصيانة تحفيظ القران الكريم وتحصينها من كل استغلال أو انحراف يمس الهوية مع توفير مسالك وبرامج للتكوين تدمج طلبتها في المنظومة التربوية الوطنية وتجنب تخريج الفكر المنغلق وتشجع الانفتاح على الثقافات…”.
و أنيطت بمديرية التعليم العتيق ومحو الأمية بالمساجد، وفقا للظهير الشريف رقم 1.16.38 لـ 17 جمادى الأولى 1437(26 فبراير 2016) في شأن اختصاصات وتنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تحديد الاستراتيجية التربوية المتعلقة بالتعليم العتيق، إعداد وتنفيذ البرامج والمشاريع المتعلقة ببناء وتجهيز وتهيئة مؤسسات التعليم العتيق، ووضع نظم الدراسات والامتحانات.
كما أن هذه المديرية بحسب الظهير الشريف، تضطلع بدور منح رخص فتح مؤسسات التعليم العتيق الخاصة والسهر على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بها، ولاسيما مراقبة مدى احترامها لالتزاماتها التربوية والإدارية، دراسة طلبات واقتراحات ضم مؤسسات التعليم العتيق الخاصة، واقتراح الإجراءات الكفيلة بدعم مؤسسات التعليم العتيق ومساعدتها على أداء البرامج والمناهج وتقويمها، وكذا السير على التكوين الأساسي والتكوين المستمر لأطر التعليم العتيق، بالإضافة الى التنسيق مع الجهات المهتمة بقضايا التربية والتكوين.
والى جانب ذلك، تقوم مديرية التعليم العتيق ب إعداد البرامج والمناهج الخاصة ببرنامج محو الأمية بالمساجد، وضع نظم التقويم والامتحانات المتعلق ببرنامج محو الأمية بالمساجد، وإعداد برامج التكوين والاستشارة التربوية والتعاون ببرنامج محو الأمية بالمساجد والسهر على تطبيقها، فضلا عن الإشراف على تدبير البرنامج واقتراح جميع الإجراءات الكفيلة بتطويره.