الملك يطالب الحكومة بالإسراع في إصلاح نظم الرعاية الصحية ومواصلة توسيع التأمين
الرباط/ عفراء علوي محمدي
طالب الملك محمد السادس، في رسالة موجهة إلى المشاركين في الاحتفال باليوم العالمي للصحة، اليوم الإثنين بالرباط، الحكومة بالإسراع في إصدار النصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بإصلاح الرعاية الصحية الأولية، مع مواصلة توسيع التأمين الإجباري على المرض، بما يتيح تعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية عن قرب، وبكلفة معقولة.
كما ألزم الملك، في الرسالة التي تلاها وزير الصحة، أناس الدكالي، على عموم المشاركين بالاحتفالات، التي تنظم تحت شعار "الرعاية الصحية الأولية: طريق نحو التغطية الصحية الشاملة"، (ألزم) الحكومة بإعطاء مزيد من الأهمية للمستوى الترابي، في إطار تفعيل الجهوية الموسعة واللاتمركز الإداري.
من جهة أخرى، أكد الملك محمد السادس، في اللقاء الذي نظمته منظمة الصحة العالمية، بشراكة مع وزارة الصحة، على ضرورة توفر بعض الشروط في النظام الصحي، أبرزها نهج سياسة دوائية بناءة تقوم على توفير الأدوية الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي للأدوية الجنيسة والمستلزمات الطبية ذات الجودة لكل الأعمار، فضلا عن تحقيق التغطية الشاملة كما مقرر في، وذلك في أفق 2030.
واعتبر محمد السادس أن التغطية الصحية ليست رهينة تمويل أو دعم فحسب، كما لا تقتصر على قطاعات الصحة وحدها، بل "يجب اتخاذ جميع التدابير لضمان المساواة والإنصاف في الولوج إلى الخدمات الصحية، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال إشراك جميع القطاعات"، على حد قوله.
وبالمقابل، أفاد الملك محمد السادس أن المغرب انخرط في إرساء نظم التغطية الصحية الأساسية، من خلال إدخال التغطية الصحية الإجبارية حيز التنفيذ سنة 2005، وتعميم نظام المساعدة الطبية "راميد"، واتخاذ مجموعة من الإجراءات في مجال توسيع الاستفادة من أنظمة التأمين عن المرض لتشمل طلبة التعليم العالي والمهاجرين وآباء المؤمنين، فضلا عن تفعيل التأمين في فئة المهنيين والعمال المستقلين وغير الأجراء، بهدف تكميل مشروع التغطية الصحية الشاملة، وتحقيق الولوج العادل للعلاجات.
وسجل أن الرعاية الصحية الأولية تساهم في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، عن طريق "اعتماد آليات تعاضدية وتضامنية، لمواجهة المخاطر والنفقات الصحية المتزايدة"، كما أكد أن ضمان نجاعتها رهين باعتماد تمويلات مبتكرة، وخدمات صحية جيدة، "خصوصا في وقت يشهد ارتفاع التكاليف العلاجية، من خلال خلق دينامية صحية جديدة"، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته، أكد الملك أن الرعاية الصحية الأولية "ترتكز على الالتزام بالعدالة الاجتماعية والمساواة في الولوج إلى الخدمات الصحية، والاعتراف بحق التمتع بأعلى مستويات الخدمة الصحية"، كما اشار إلى أن توفير الموارد المالية والبشرية الصحية الملائمة ضروري في هذا الإطار، على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسلوكية.
وأبدى الملك تطلعه لبلوغ أهداف مشتركة مع منظمة الصحة العالمية، والتي ترتكز على تعزيز سياسات الحماية الاجتماعية، ومواصلة التنفيذ التدريجي للتغطية الصحية الأساسية، لتشمل جميع المواطنين بمختلف شرائحهم.
وبهذه المناسبة، أشاد الملك محمد السادس بالمجهودات التي تبذلها هذه المنظمة، وعلى رأسها مديرها العام، تيدوروس أدهانوم غيبريسوس، لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح هذه التظاهرة، والاهتمام بالرعاية الصحية الأولية وضمان التغطية الصحية في المغرب والعالم، من جهة ثانية.
وحضر اللقاء، بالإضافة لوزير الصحة، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، تخليدا لليوم العالمي للصحة، كل من رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، مصطفى الخلفي، فضلا عن عدد من الشركاء على المستوى الوطني والدولي، حيث تمت قراءة الرسالة الملكية، وتوقيع ميثاق الوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية.