المواطنسلايدر

سيدي موسى سلا.. من قلعة للإجرام الى قبلة سياحية وطنية تستقطب اشهر الشخصيات

أحمد البوحساني – تصوير: أمين داودي – مونتاج: منير الخالفي
تعتبر منطقة سيدي موسى بسلا من أشهر المناطق على الصعيد الوطني، بسبب ضريح “سيدي موسى”، و هو ضريح للولي الصالح سيدي موسى الدكالي، يطل على المحيط الأطلسي، ويعتبر من المباني التاريخية والمواقع والمناطق المرتبة في عداد الآثار بعمالة سلا، مسجل ضمن مباني التراث الوطني المغربي، حسب قرار وزاري بتاريخ 16 أكتوبر 1948، صدر في الجريدة الرسمية المغربية رقم 1882 يوم 19 نوفمبر 1948.
* عناية ملكية سامية بمنطقة سيدي موسى منطقة المهمشة :
 الى حدود السنوات القليلة الماضية ، كانت تعتبر منطقة سيدي موسى من أخطر المناطق في المغرب التي تعرف انتشار للجريمة ، بسب البطالة و المخدرات حسب سكان المنطقة ، إضافة إلى غياب المرافق الأساسية و انعدام متنفسات تستفيد منها الأسر و العائلات القاطنة بالحي.
لكن بفضل العناية المولوية السامية لجلالة الملك محمد السادس ، تغير قدر هذه المنطقة ، حيث ترأس صاحب الجلالة ، في 12 فبراير 2014 بمدينة سلا، حفل إطلاق برنامج التأهيل الحضري المندمج للمدينة (2014-2016)، الذي يروم الحفاظ على موروثها التاريخي من خلال ترميم مواقعها الأثرية وتطوير البنيات التحتية بالإضافة إلى إعادة تأهيل قطاع التجارة والخدمات وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي.
و شمل هذا البرنامج الى جانب ثمانية محاور رئيسية أخرى ، تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز ومنها حي سيدي موسى ، سواء من حيث إعداد البنيات الأساسية وشبكة الماء والكهرباء وكذا إنجاز الطرقات والمرافق العمومية للأحياء ناقصة التجهيز.
كما ضم المشروع تهيئة “كورنيش” المدينة والطريق الساحلية، خاصة المحاذية لحي سيدي موسى الذي تمت تهيئته، وخلق فضاءات حضرية، رياضية و ترفيهية. إلى جانب تأهيل ضريح سيدي موسى وقصبة كناوة و الذيين يتميزان بإقبال كبير للساكنة المحلية قصد النزهة و الاستجمام .
وفي روبورتاج خاص لقناة الدار بالمنطقة ، اكد “أحمد ” وهو ابن المنطقة ويعمل حارس للسيارات ، ان المنطقة عرفت تحولا كبيراً جدا ، قائلا : ” كنا عايشين غي في الحمري و الغيس ، ولكن دبا الحمدلله كولشي تبدل ، المنطقة زيانت ، وخاص ناس تحافظ على هادشي ” .
مهاجر مغربي بفرنسا ، اكد لنا بدوره، ان المنطقة تغيرت تماما ، وانه يتذكر خلال تسعينيات القرن الماضي، وجود مطعم سمك واحد ، و انتشار للبطالة وسط الشباب ، وهي أحد الأسباب التي جعلته يهاجر ، لكن اليوم هناك اختلاف كبير ، سيدي موسى اصبحت توفر فرص شغل عديدة للشباب ، و أضحت قبلة سياحية مهمة بسبب تواجد مطاعم السمك.
 * مطاعم السمك تحول سيدي موسى الى منطقة جذب سياحي :
على واجهة أشهر واهم شارع في سيدي موسى ، البالغ من الطول ما يزيد عن كيلومترين إثنين ، و يمتد على ضفاف المحيط الاطلسي ، يبدأ من التقاطع مع شارع مولاي علي الشريف وشارع محمد سعيد العلوي وشارع الطربلسي الى غاية ضريح حي سيدي موسى المتواجد في التقاطع مع شارع محمد الطيب العلوي ، تنتشر مطاعم متخصصة في تقديم وجبات السمك ، بمجرد ولوج الشارع ، لا ترى سوى هذه المطاعم و عمالها على جنبات الشارع يرحبون بالزوار ويطلبون زيارة مطاعمهم لتناول ألذ انواع الاسماك الطرية ، و بأثمنة جد مناسبة.
صاحبة أحد مطاعم المنطقة ” الحاجة” ، تؤكد توفر كل أنواع السمك ، إضافة إلى طاجين “بوزروك” و “كروفيت” ، وغيرها من كل ما يطلبه الزبناء ، كل حسب امكانياته وشهوته ، وبخصوص الأثمنة فلم تسجل اية زيادة، رغم ارتفاع أثمنة المواد الأساسية خاصة الزيت ، وذلك حفاظا على إقبال الزبناء.
بدورهم عدد من شباب سيدي موسى ، يفتخرون بمطاعم السمك التي انتشرت بالمنطقة ، حيث أصبحت تستقطب زوار من كل أنحاء المغرب ، وحتى الأجانب ، وعدد كبير من نجوم الفن والسينما اصبحت هذه تلمطاعم مكانهم المفضل ، الشيء الذي جعل لهذه المشاريع الفضل الكبير لأن تصبح المنطقة قبلة سياحية بعدما كانت معروفة بالإجرام والبطالة وانتشار المخدرات والخوف بمجرد ذكرها.
* كورنيش سلا سيدي موسى يحتاج الى صيانة:
يعتبر الكورنيش المتنفس الوحيد لساكنة المنطقة ، ومنطقة جذب سياحي للزوار يستمتعون بمنظر بحري رائع ، الى جانب تواجد مناطق ترفيهية مهمة على غرار ملاعب القرب ، وأماكن لعب الأطفال ، وكراسي لجلوس الزوار قبالة الساحل الأطلسي.
الكورنيش غير تماماً حي سيدي موسى ، و ساهم في خلق فرص شغل لدى الشباب، كباعة جائلين ، او حراس سيارات ، او غيرها من المهن الجانبية والموسمية خاصة في فصل الصيف.
رغم ذلك يقترح عدد من الشبان ، في لقائهم مع قناة الدار ، على المسؤولين إحداث بعض “كيوسكات” يستفيد منها العاطلين وتساهم في خلق رواج أكثر على طول جنبات الكورنيش.
من جهة أخرى، هناك اجماع كلي على معاناة اهالي المنطقة و زوار كورنيش سلا بحي سيدي موسى من انقطاع دائم للإنارة العمومية وأعطاب أغرقته في الظلام الدامس ليلا، مما يتسبب بعض الأحيان في حدوث جرائم السرقة والاعتداء ، مؤكدين على ضرورة إصلاح و ترميم أعمدة الإنارة العمومية والتي لم تخضع للترميم و الإصلاح منذ سنوات، موضحين ان بعضهما يحتاج إلى تجديد وتغيير .
ملاحظه أخرى تثير اهتمام الزوار ، يتعلق الأمر بالنظافة ، حيث يرى عدد من المواطنين نقص كبير في هذا الجانب خصوصاً أمام غياب حاويات النفايات بالكورنيش.
أمام مطالب صيانة واصلاح الكورنيش، إلا أن الرضى التام على تحول سيدي موسى من من قلعة للإجرام الى قبلة سياحية وطنية تستقطب اشهر الشخصيات يبقى أبرز ما يفتخر به سكان المنطقة.
زر الذهاب إلى الأعلى