المواطنسلايدر

هل فشلت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في تدبير المخيمات الصيفية لهذه السنة

الدار / أحمد البوحساني

بعد سنتين من الانقطاع الذي فرضه انتشار وباء كوفيد_19، عادت المخيمات الصيفية المنظمة في إطار البرنامج الوطني “عطلة للجميع” باستئناف أنشطتها التربوية و الترفيهية هذا الموسم ، حيث انطلقت العملية منذ 14 يوليوز 2022 بمختلف المناطق الساحلية و الجبلية المغربية.

لكن للأسف الشديد وبعد مرور أربعة مراحل من اصل خمسة مبرمجة هذه السنة ، ظهرت العديد من المشاكل جعل المتابعين و الفعاليات المدنية تتسائل عن دور القطاع الوصي الممثل في وزارة الشباب والثقافة والتواصل في السهر على تنظيم هذا الحدث الوطني الهام خصوصاً على مستوى الخدمات من خلال توفير بنية تحتية مجهزة تجهيزا جيدا، و تأهيل وتحديث المخيمات، وإنشاء مراكز جديدة للتخييم بجميع أنحاء المملكة مما سيساهم في إستعاب أكبر عدد من الأطفال الراغبين في التخييم.

لكن واقع الحال كان غير ذلك تماماً ، حيث عرفت معظم مراحل هذه السنة سوء برمجة كاد يودي بمبيت العشرات من الأطفال في الهواء الطلق دون مأوى في بعض الأحيان، بسبب سوء تدبير البرمجة على مستوى المصالح المركزية المكلفة بتدبير ملف التخييم بالمملكة المغربية.

وحسب مصادر خاصة لموقع الدار ، فقد تفاجئت مجموعة من الجمعيات بسوء برمجة المخيمات من قبيل مخيم خرزوزة بضواحي أزرو، خلال المرحلة الرابعة وعلى غرار المراحل السابقة، عندما وجدت الجمعيات أطفالها في الهواء الطلق دون مأوى.
الأمر الذي استنفر الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، حيث دخل على الخط من أجل إنقاذ ماء وجه هذا القطاع في وقت وجيز، بالتعاون مع كل من قيادة مخيم الأطلس والمدير الإقليمي بإفران وتم التنسيق مع المدير الجهوي،مما مكن من توفير فضاء آخر لأزيد من 150 طفل.
وأضافت ذات المصادر، أن إشكالية استقبال وإيواء العشرات من الأطفال ببعض المخيمات المملكة، أدى إلى تدمر حقيقي في صفوف أطفال المخيمات وأعضاء الجمعيات التي تشتغل في هذا القطاع الهام والذي يساهم في خلق جو من الترفيه ، ويساعد في تكوين للأجيال الصاعدة.

وكانت حركة الطفولة الشعبية أصدرت بلاغ سابق حول مراحل التخييم لهذه السنة ، أعلنت خلاله مجموعة من الملاحظات ونبهت إلى تعرض مخيم عين خرزوزة لاهمال واضح أدى لتهالك بنياته التحتية وتجهيزاته وجفت منابع مياهه ، و أنه يسير في اتجاه إغلاق قسري ودائم في وجه الأطفال والشباب كما حدث لكثير من مخيمات الأطلس المتوسط .

مخيمات هذه السنة خلفت غضب وسخط عارمين في صفوف عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجال التخييم، خصوصاً الطريقة العشوائية وسوء تدبير هذا الملف، اذ عبر عدد من الفاعلين في المجال عن استيائهم من التعامل مع هذا الموضوع من لدن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خصوصا وأن الفئة المستهدفة من التخييم ليست سوى الطفولة المغربية التي عانت طوال سنتين من الجائحة وحرمت من التخييم والسفر والاستمتاع بالعطلة الصيفية حسب تعبير ممثلين بعدد من الجمعيات. وكان من المفروض على الوزارة وضع مخطط استعجالي للنهوض بهذا المشروع من جميع جوانبه، خصوصاً البنية التحتية والتجهيزات وإعادة تأهيل الجمعيات العاملة في المشروع وتوسيع استقبال الفئات المستهدفة.

زر الذهاب إلى الأعلى