بقلم : يونس التايب
في عز أجواء غيرة وطنية و تعبئة يجسدها المغاربة بشكل تلقائي دفاعا عن قضايا بلادهم، كما نرى ذلك منذ يومين بسبب ما اقترفه حاكم تونس، أو كما رأيناه في مناسبات أخرى سابقة، يحدث أن نصادف تدوينات و تعاليق لبعض من يعيشون في وطننا و يحملون هويته، توحي بأن أصحابها يختنقون من الغيض و الغضب، كما لو أن “بلادهم واقفة لهم في الحلق”.
للأسف الشديد، علينا أن ننتبه إلى وجود نماذج لأشخاص، لا أظن أنهم مستقرين نفسيا، لا يخجلون من إطلاق نعوت تسفيهية و أوصاف غوغائية، تعبر عن امتعاضهم من رؤية أبناء المغرب يمجدون وطنهم و يفتخرون به.
بالدارجة …. واش دابا هذا الشعب من المتفاعلين و المغردين الغيورين على وطنهم، كلهم “عياشة” و “طبالة”؟؟؟ واش مسفهي التيار الوطني من أصحاب الولاءات المشبوهة، يظنون أنهم يجسدون الموضوعية و الاستقلالية و أنهم حماة الوعي السياسي ؟؟ على أي أساس و كيف يعقل ذلك ؟؟ و متى كانت قلة الغيرة على الوطن موقفا سياسيا أو كان الصمت و التواري أمام هجمات الأعداء “وجهة نظر” أو “حرية”؟؟؟
كيف يعتقد المسفهون أنه ليس من بين المتفاعلين في ما نراه من تعبئة تلقائية لآلاف المغاربة الغيورين على وطنهم، من يعبرون بحق عن قناعات صادقة و عن حس سياسي وطني يحملونه بيقين خالص ؟؟
واش كل من يكتب عن حبه لوطنه المغرب، “مبيوع” و مؤجر و طبال ؟؟؟ مبيوعين لمن ؟؟ و بكم؟؟ و من هي الجهة التي تدفع تكاليف أجرة “التطبال” المزعوم ؟؟ و كيف يتم الدفع ؟؟ و متى ؟؟ و أين ؟؟
و من هو ذلك المعتوه الذي “أفتى” بجواز تسفيه الأصوات المغربية التي تحمل حسا وطنيا، و اتهامها بالتطبيل و تاعياشت ؟؟ و لحساب من يعمل ذلك السفيه، أيا كانت هويته ؟؟ و بأية خلفية ؟؟
بكل تأكيد، الخيانة و التخاذل عن آداء المسؤولية تجاه الوطن ليست وجهة نظر، و لا يمكن أن تكون موقفا سياسيا. و رأيي أنه، كيفما كان الموقف من الواقع السياسي أو الحزبي أو من تدبير الشأن العام الداخلي، لا شيء يجيز التخاذل و الغياب عن ساحات الدفاع عن القضايا الكبرى للأمة المغربية أو الخروج عن الصف الوطني.
لذلك، علينا أن ننتبه لعدد من الحربائيين المتربصين الذين يأكلون غلة الوطن و يسبون الملة، و يمارسون “التقية” لإخفاء ما في قلوبهم و ما لا يستطيعون إظهاره من حقد على وطنهم و على هويته و شعبه و مؤسساته. هؤلاء جبناء يخافون على مصالحهم الصغيرة من زئير الشعب المغربي الأصيل إذا اكتشف أمرهم. و ما هم فيه هو خيانة صامتة، من قلوب تحمل بذور الغدر و السكيزوفرينيا السياسية و الوعي المختل الذي يعجز عن التمييز بين الأشياء و المواقف.
و صدق الله العظيم إذ أورد وصفا سرمديا مطلقا لتلك النماذج، في سورة “المنافقون”، في آية كريمة تقول :
“وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ” صدق الله العظيم…
وطننا سيصمد و سينتصر رغم كل شيء، كما سينتصر الوعي الشعبي الوطني المتصاعد. و إنا غدا لناظره قريب. و ستبقى لعنة الله على الخونة و المتخاذلين و الحاقدين و المتربصين بوطننا، في كل وقت و حين.