أخنوش .. بالنسبة للمغرب، العمل متعدد الأطراف ينبني على التفاعل الجماعي والمقاربات التوافقية والمتجددة
جدد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيد قناعة المغرب بأن العمل متعدد الأطراف ينبني على التفاعل الجماعي والمقاربات التوافقية والمتجددة، في الوقت الذي يعيش فيه العالم على وقع أزمات متعددة الأبعاد وذات آثار عالمية متداخلة.
وأبرز السيد أخنوش، أمام أشغال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة (13-27 شتنبر)، “تجدد المملكة المغربية التأكيد على قناعتها بأن العمل متعدد الأطراف ينبني بشكل أساسي على التفاعل الجماعي والمقاربات التوافقية والمتجددة، وهو ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في خطابه أمام الدورة الـ 59 للجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وكان جلالة الملك قال في خطابه “يؤكد المغرب التزامه بمواصلة العمل من أجل إقامة نظام جديد متعدد الأطراف قائم على العدالة والشرعية الدولية والتضامن والإنصاف في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، والنجاعة والدينامية في أداء المنظومة الأممية لمهامها”.
وبعد أن ذكر بأن العالم يواجه، وبعد ثلاث سنوات من بداية انتشار جائحة كوفيد-19، مجموعة من التحديات العميقة والأزمات المتلاحقة، أكد أن ما يحول دون تدبير تلك الأزمات بشكل ناجع وفعال، “ليس عدم إلمامنا بمظاهرها وتفاعلاتها، بل هو غياب إرادة سياسية حقيقية وفاعلة”.
وتابع بالقول إن النظام متعدد الأطراف يمر حاليا بأزمة نسقية تتجلى في ثلاثة مستويات مترابطة، يتعلق الأول بأزمة القيم، حيث تراجع مبدأ التعاون والتضامن الذي تأسست عليه منظمة الأمم المتحدة، ويرتبط المستوى الثاني بالانقسامات داخل المؤسسات الدولية، فيما يخص الثالث تجزيء العمل متعدد الأطراف في إطار تحالفات محصورة وظرفية، لا يتناسب مع نوعيه الأزمات الحالية المعقدة.
واعتبر رئيس الحكومة أن الظرفية الدولية الحالية تستوجب التحلي بالشجاعة والموضوعية للإجابة على ما يلي: هل نريد لمنظمتنا أن تكون قادرة على قيادة التحولات الاستراتيجية ومواجهة التحديات الكبرى لعصرنا، أم نريد منها أن تقتصر على تدبير الأزمات فقط ؟ ثم هل لا زالت لمنظمتنا القدرة على خلق إجماع دولي وإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات العالم الحالية والمستقبلية؟
وأضاف “هنا نقول بأن من يعتقد أن قدراته الخاصة كافية لوحدها لاحتواء هذه التحديات غير موضوعي. فالعمل متعدد الأطراف لم يكن أبدا ترفا، والأزمات الشاملة التي نعيشها اليوم تؤكد ذلك، وتثبت أن أمن ورفاهية البعض رهين باستقرار وتقدم الآخرين”.
وأكد السيد أخنوش أن “حجم التحديات الماثلة أمامنا تضعنا أمام ضرورة اعتماد أحد الخيارين التاليين: إما إهمال الأزمات التي يعيشها عالمنا بشكل جماعي، أو تكثيف الجهود للتعاطي معها بإيجابية وفعالية”.
واعتبر السيد أخنوش أن قراراتنا الجماعية سيكون لها تأثير حاسم على حاضر ومستقبل الأجيال الحالية والقادمة، ليخلص إلى التأكيد على أن المملكة المغربية ستواصل، طبقا للرؤية الملكية السديدة، كما كانت منذ انضمامها لمنظمة الأمم المتحدة عقب استقلالها، وفية للالتزامات التي تعهدت والتزمت بها.
المصدر: الدار-وم ع