الرياضةسلايدر

كأس إفريقيا 2025.. نظام الكابرانات تهزّه تدوينة وترعبه إشاعة

الدار/ تحليل
الرّعب الذي تملّك إعلام الكابرانات هذه الأيام من احتمال الفشل في الظفر بشرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 يظهر هشاشة هذا النظام وهزالة الرصيد السياسي والثقافي الذي يرتكز عليه. يبدو ألّا دولة حقيقة في قلب دولة العسكر الذين يسخّرون كل إمكانات الشعب الجزائري في حملات ومشاريع وطموحات بعيدة كل البعد عن أولويات هذا المجتمع وانتظاراته الحقيقية. لا حديث لوسائل الإعلام الجزائرية هذه الأيام إلا عن المنافسة الشديدة التي يمثّلها الملف المغربي فيما يخص التسابق حول شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 والتي من المرتقب أن يتم التصويت عليها داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في مستهل السنة المقبلة.

إلى هنا تبدو الأمور عادية، فمن الطبيعي أن يتخوّف بلد يريد تنظيم هذه البطولة من احتمال فوز بلد آخر لم يخف أيضا رغبته منذ زمن في استضافة البطولة نفسها. لكن الذي ليس عاديا هو أن يعتقد مَعاتيه هذا النظام الذين يظهرون بشكل يومي في مختلف البرامج الرياضية والسياسية أن تنظيم هذه البطولة هو حق قدسي مخصوص للجزائر وحدها، وأنه ليس من حق أي بلد آخر أن يقدم على ذلك. حجم التجاوز والتحامل الذي يحفل به الإعلام الجزائري هذه الأيام ضد المغرب وضد رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع هستيري جدا ولا يمتّ إلى العمل الإعلامي أو إلى الانتماء الوطني بصلة. إنه تحامل حاقد ومرضيّ إلى أقصى الحدود.

ولعلّ ما زاد الحقد اشتعالا هو هذا الإنجاز التاريخي الذي حقّقته كرة القدم المغربية في منافسات كأس العالم التي جرت مؤخرا بقطر، والقرار الذي اتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بمنح المغرب شرف تنظيم منافسات كأس العالم للأندية التي ستجري في فبراير المقبل. وقد بلغت درجة الحقد حد الدعاء على المغرب بالفشل في هذا العرس الكروي العالمي وتكرار سيناريو “الكراطة” الذي سبق أن شوّش على تنظيم المغرب لهذه التظاهرة في السابق. لكن مصدر هذا الالتهاب الذي يعيشه وسيظل يعيشه الكابرانات حتى الإعلان النهائي عن البلد المنظم هو تلك التدوينة الخبيثة التي ألقاها المعلق الرياضي حفيظ درّاجي واتهم فيها بالبهتان والإفك الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالتواطؤ من أجل منح هذه التظاهرة للمغرب بدلا عن الجزائر.

هذا نظام كرتوني وإعلام ورقي تهزّه تدوينة وترعبه إشاعة مغرضة. لقد قامت الدنيا ولم تقعد في الاستوديوهات والقنوات الجزائرية مباشرة بعد ترويج هذا الادعاء من طرف دراجي، وتقاطرت الاتهامات والشتائم والإساءات ضد المغرب من كل المحلّلين الذين لا يحلّلون حتى العبارات التي يتلفظون بها، وأصبحت كأس إفريقيا 2025 هي موضوع الساعة في الجزائر. أليست هناك أولويات اجتماعية واقتصادية ينتظر المواطن الجزائري معالجتها والتركيز عليها إعلاميا غير هذا الملف؟ أ لأن الكابرانات صرفوا مليارات الدولارات في ملاعب بصفقات مشبوهة فعلى العالم كلّه أن يستجيب ويمنح للجزائر شرف تنظيم كل التظاهرات الكروية المشهودة؟

أي عقلية هذه التي تحكم إعلام العصابة العسكرية وتجعله حبيسة غيرة لا حدود لها من المغرب ومن فرصه وإمكاناته؟ من حق بلادنا أن تسعى إلى تنظيم كأس إفريقيا 2025، فنحن لم نستضف هذه البطولة منذ سنة 1988، بينما استضافتها الجزائر في سنة 1990. وعلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تعمل بكل الجدّ المطلوب من أجل إقناع الشركاء الأفارقة ومجالس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بأهمية الملف المغربي وجاهزية بلادنا من أجل احتضان هذه التظاهرة. وليشرب خبراء إعلام العسكر من البحر وليقولوا ما شاؤوا عن “الكولسة” أو غيرها، فلا حرج على السفهاء حين يملؤون الفضاءات الإعلامية ويهرفون بما لا يعرفون.

زر الذهاب إلى الأعلى