المغرب يدشن مرحلة جديدة في إطار خطته الطموحة للتفوق إقليميا في مجال الأسلحة
الدار/ هيام بحراوي
دشن المغرب مرحلة جديدة في إطار خطته الطموحة للتفوق إقليميا في مجال الأسلحة، مستفيدا من شراكات واسعة مع فاعلين دوليين في هذا المجال، بينما يخطط كذلك لإحداث ثورة للانتقال من مستورد للأسلحة إلى منتج لها.
ويهدف المغرب إلى استخدام قدراته العسكرية لأهداف دفاعية وردعية للحفاظ على الاستقرار العسكري في المنطقة، بالإضافة إلى التفوق الإقليمي الوارد في خطة الخمس سنوات لعام 2017.
وحسب ما كشف عنه المعهد المغربي لتحليل السياسات”MIPA” في ورقة سياسية، نشرها على موقعه الإلكتروني، فإن المغرب لديه قوة جوية حديثة ورادعة ، حيث أوضح أن مجال الطائرات بدون طيار يشهد رواجا ملحوظا، حيث تلقى المغرب ثلاث طائرات بدون طيار من طراز هيرون ، كما تم توقيع صفقة جديدة بين المغرب وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية حول ذخائر هاروپ المتسكعة والمعروفة أيضا باسم “طائرات كاميكازي بدون طيار”.
وأشار تقرير المعهد، إن الشراكة القوية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة والتحالفات المشتركة بينهما، من بين عوامل أخرى، التي تزيد من احتمالية حصول المملكة المغربية على جزء من أسطول ميراج من الإمارات.
وتحدث التقرير أيضا، عن أن المغرب حصل على أنظمة الدفاع الجوي ڤي إل ميكا (VL MICA) كجزء من صفقة ب تم توقيعها سنة 2020 مع شركة إم بي دي أي الفرنسية. ولمواجهة التهديدات الجوية بعيدة المدى يعتمد المغرب منذ سنة 2021 على نظام إف دي-2000 الذي تنتجه الشركة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات الدقيقة.
وأوضح المعهد ، أن المغرب يمتلك 23 طائرة مقاتلة من طراز F-16 قيد التشغيل حاليا وأن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع 25 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 سي / دي بلوك 72، إلى جانب تحديث 23 مقاتلة من طراز إف-16 والتي سيتم تطويرها حاليًا لتصبح إف-16 ڤي[22].
وفي يوليوز 2021 منحت الشركة الأمريكية رايثيون تيكنولوجيز المغرب عددا كبيرا من محركات إف-100 لاستخدامها في مقاتلات إف-16. [24] وفي سنة 2020، طلب المغرب 24 مروحية حربية من طراز أي إتش-64أ أباتشي من شركة بوينغ الأمريكية (و12 مروحية اختيارية)، كجزء من صفقة بقيمة 4.25 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم سنة 2024.
كما حصل المغرب على 13 طائرة بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 من تركيا ، و طلب المغرب نظام دفاع أرض-جو VL MICA من شركة MBDA الفرنسية بموجب عقد قيمته 192 مليون دولار.
ويتماشى الطموح المغربي في تعزيز قوته العسكرية إقليميا، مع رغبة أميركا في إعطاء دفعة قوية للتعاون في مجال التصنيع العسكري، بما يجعل الرباط من بين القوى العسكرية الكبرى في المنطقة ، ما يساعد على مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وفي هذا السياق، استشهد معهد المعهد المغربي لتحليل السياسات”MIPA” في ورقته السياسية ، بمعطيات سبق ونشرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، والتي أكد فيها أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي للأسلحة للمغرب بإجمالي 76 في المائة من إجمالي وارداته من الأسلحة في الفترة ما بين 2017 و2021.
ووفقا للمعهد فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي حصل المغرب منها على الأسلحة كل سنة منذ 2009.
وخلص التقرير ، أن التعاون بين المغرب وأمريكا والتحديث المستمر للجيش المغربي لا يبدو أنه سيتوقف في المستقبل القريب، فبعد الانخفاض الملحوظ في واردات الأسلحة سنة 2019 و2020 ، حصل المغرب سنة 2021 على أسلحة بقيمة إجمالية تبلغ 203 مليون دولار أمريكي من الولايات المتحدة فقط .
الجدير بالذكر أن القوّات الملكية الجوية، تواصل تطوير ترسانتها الحربية من خلال تطوير أسطول طائرات اف16 بإحدى الورش الأميركية وتزويدها بأحدث الأنظمة التكنولوجية لتستجيبَ لحاجيات الجيش المغربي .
وكانت الرباط وواشنطن في أكتوبر 2020 قد وقعا اتفاقا عسكريا صالحا لعقد من الزمن يتضمن خارطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري بين البلدين بهدف تعزيز التعاون العسكري ضد التهديدات المشتركة. كما تضمن الاتفاق تعهد واشنطن بمساعدة المغرب على تحديث وتطوير قطاعه.