16 ماي 2003.. 16 سنة على وشم الإرهاب ذكرى أليمة بالمغرب (صور)
الدار/ سعيد المرابط
تأتي اليوم الذكرى السادسة عشر، للأحداث الإرهابية التي هزت العاصمة الاقتصادية للمغرب في الـ16 ماي 2003.
وأصبحت الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب هدفا للإرهاب الأصولي الإسلامي مساء تلك الجمعة، التي تسببت لها خمس هجمات متزامنة في حالة من الذعر في المباني في وسط المدينة، والتي يتردد عليها عادة السياح.
وكان من بين الهجمات “كاسا إسبانيا”، وهو مطعم ومكان اجتماعي كان مكتظًا بالزبائن، مغاربة وإسبان.
وتسببت الهجمات، التي نفذت على طريقة أعمال تنظيم القاعدة الإرهابي، في مقتل 45 شخصًا، بِنَا فيهم 11 انتحاريا.
وتوفي في الانفجار اثنان من رجال الأعمال الأسبان، الذين لهم أعمال في المغرب، وهما مواطن من تاراجونا مانويل ألابياك وفرانسيسكو آباد المولود في ألمرية.
“لقد كان هذا مشهدا من جحيم دانتي”، يعلق الأب مانويل، عندما نظر، وهو من الفرنسيسكان، من سطح منزله، ورأى الفناء المحترق لـ“كاسا إسبانيا”، وعشرات الجرحى الذين ساروا بالدماء نحو المخارج الأربعة.
وكانت البلورات قد طارت على جدران المباني المحيطة وكانت بقايا جسدية بشرية من أولئك الذين مانوا في فناء ذلك النادي الاجتماعي الإسباني، الذي يتحول إلى مطعم في الهواء الطلق عندما يكون الطقس جيدا، وتوفي في ليلتها – بعد وقت قصير من منتصف الليل، 45 شخصا، في تلك الهجمات الخمسة المتزامنة، التي هزت الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في المغرب.
وتم الهجوم ليلتها أيضا، على فندق فرح الفاخر، ومطعم لو بوسيتانو، المجاور لقنصلية بلجيكا، وتوفي الشرطيان اللذين كانا يحرسان المكان على الفور، وكذلك كان هجوم آخر على مقبرة يهودية، تقع في سوق المدينة.
بعد العملية التي خلفت أكثر من أربعين قتيلاً ومائة جريح، تبنت السلطة التشريعية في المغرب قانونا لمكافحة الإرهاب، الذي كان حتى ذلك الحين يخضع لمعارضة قوية، وبهذه التدابير المشروعة والملائمة والفعالة للغاية، استطاع المغرب أن يستأصل بسرعة الإرهاب ويستعيد استقراره السابق، على الرغم من الهجمات الأخرى والتي كانت آخرها جريمة شمهروش التي راحت ضحيتها سائحتان اسكندنافيتان.
تلك العملية الإرهابية، التي ظلت موشومة في الذاكرة المغربية، كجرح إنساني، كانت بأمر مصعب الزرقاوي نفسه، حسب ما قالته آنذاك “واشنطن بوست”، وبعد أسبوعين، أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجمات من خلال شريط مصور.
اليوم تلاشت صدمة المغاربة، عبر الزمن، لكنّ وشم تلك الاعتداءات وما تلاها من أعمال إرهابية أقلّ حجماً وتأثيراً، لا زال راسخا في الذاكرة، يبقي الجرح مفتوقا دون رتق.
لكن المغرب باشر محاولات مختلفة لتحييد خطر الإرهاب داخل السجون وخارجها، كما أن أجهزة أمن الدولة جد يقظة في هذا المجال.