حنان الفاضلي: كثرة الوجوه الفنية على التلفزيون “دون طائل”
الدار/ وم ع: حاورها: عدنان عبو
قالت الفنانة الكوميدية، حنان الفاضلي إن الساحة الكوميدية في المغرب أصبحت مستنفذة، معتبرة إياها نظير ثقافة الوجبات السريعة، للاستهلاك اللحظي فقط.
وأكدت الفنانة حنان الفاضلي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش عرضها الهزلي الذي جاء في ختام الدورة الخامسة لمهرجان "أجي تهضم"، أن الكوميديا في المغرب تستهلك آنيا ويلقى بها ويطوح، دونما قدرة على الصمود الزمني، مشددة على أن مسيرة الفنان، إن أراد لها أن تمتد وتصمد، توجب الاشتغال بتؤدة، وتستدعي التشييد خطوة بخطوة. وشددت سليلة آل الفاضلي الفنية، على أنها كفنانة، تمج أن تمر وتنتهي، بل تريد أن تكون أعمالها دالة على مسيرتها، وأمارة على مسارها المهني، مضيفة أن مرامها يتوخى تخليد أعمالها عند الناس، إسوة "بأعمال فكاهيين كثر، وكوميديين شكلوا قامات هذا الفن، من قبيل أعمال الطيب الصديقي الأثيرة الخالدة، وما رسخه من أعمال صامدة". وفي هذا الصدد، أوضحت الفاضلي، الحافل مسارها المهني، الممتد ردحا من الدهر غير يسير، أنها تشتغل حتى لا تكون مسيرتها "وقعا عابرا مآله النسيان"، لافتة إلى أنها تؤمن بعملها، "لأن الأمر يتعلق بمهنة توجب الاحترام".
وبخصوص أعمالها المستقبلية، تحدثت صاحبة أعمال تليق بقامتها الكوميدية التي تعمل الفكر بكفاءة مشهودة، من قبيل "كاميرا لكم"، و"سوبر حادة"، و"تيلي حنان"، بالإضافة إلى "فاش خدام"، عن عمل مرتقب جديد على الركح، مشددة على أن تركيزها المنصب على المسرح، غايته وحيدة، لكون أب الفنون، عالم فريد يجعلك تحس حقا بالتجاوب الفعلي والمباشر مع الجمهور.
وعلى صعيد آخر، اعتبرت حنان الفاضلي التلفزيون بحرا خضما عاليه سافله، من خلال "كثرة الوجوه دون طائل"، مقدرة بعض الوجوه التي تستحق التواجد في الميدان.
وأوضحت الفنانة الكوميدية أن السر وراء حسن تقمصها كل شخصية وتملكها والإبداع فيها، مرده الإخلاص في العمل وإفراغ الجهد فيه، قائلة " يتعلق الأمر بمهنتي التي أحب، وبها كبرت وأينعت، ومنها أتكسب أنا وأطفالي، لايمكنني أن أخدع مهنتي، أو آتي بعمل لمجرد أن أقول لجمهوري أني متواجدة". وأضافت "أستطيع الغياب لسنة أو سنتين، ولو بتقصير مني تجاه جمهوري الذي يفتقدني كما أفتقده، أؤكد من منبركم أني أوثر الغياب احتراما له قصد تقديم عمل في المستوى، عمل ينال إعجابه".
وعددت الفاضلي متقمّصة شخصية "فاطنة الزردة" و"الزوهرة اليوتيبوز"، التي خاضت في الأولى مسار مغربية من الخارج، تتجشم، هي وذريتها سنويا عناء الوصل بترابها، والممثل في المغرب وحقله الدلالي، في هزل حافل برسائل، وفي الثانية مواضيع اجتماعية قوامها رسائل تستهدف الجمهور، وتسائل فطنته ويقظته، مزايا المسرح وتبعاته الإيجابية على عطاء الفنان.
أما في ما يتصل بتفاعل الجمهور مع عرضها الذي جاء في إطار الدورة الخامسة لمهرجان "أجي تهضم"، فاعتبرت الأمر بـ"الجميل جدا ومبعث تحفيز على إخراج كل ما في جعبتي"، مضيفة أن التجاوب بين الفنان وجمهوره يساعد على انبجاس أجمل ما في العرض.
وأكدت حنان الفاضلي التي جسدت في العرض عينه، دور رجل سياسة فاسد، لا يجد غضاضة في الكشف عن وجهه، ولا يتورع عن التكسب من متأتيات سوء عمله، أن "التفاعل الحقيقي ملؤه الحب والاحترام، وهذه المشاعر الصادقة متبادلة بين الفنان وجمهوره، كما تنم عن تقدير واحترام متفردين".
وعن ما يسوق من كلام وتعاليق حول كون حنان ضد الكوميديين الشباب، قالت "لست ضد الشباب، أنا مع الشباب الذكي، الشباب المكمل للبنات تشييد صرح الكوميديا في المغرب، امتدادا لعمل السلف قصد حمل المشعل والمضي قدما إلى الأمام". ولعبت حنان الفاضلي، التي تم تعيينها في يونيو 2010 سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف في المغرب، دورا رئيسيا في الأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية الذي نظمته اليونيسف (وكانت عندئذ في شهرها الثامن من الحمل)، كما ساهمت في حملة اليونيسف لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وساهمت في الحملتين بوقتها وطاقتها من خلال أنشطة مثل دعم الاتصالات والمقابلات الإعلامية والزيارات الميدانية.
وشاركت حنان الفاضلي في "أجي تهضم"، أكبر مهرجان لـ "ستاند أب كوميدي" في المغرب، الذي عاد هذا العام بنسخته الخامسة، بعد اعتياد تقديمه كل سنة فى مدينة مختلفة، بين أكادير ووجدة وطنجة والدارالبيضاء.
وتضمنت نسخة هذه السنة 6 حفلات كوميدية لعدد من نجوم الكوميديا بالمغرب، منهم حنان الفاضلي ووحيد (جمال كوميدي كلوب) وباسو وأمين الراضي والثنائي الساخر إدريس ومهدي، فضلا عن مؤسسي المهرجان الثنائي الكوميديي الشهير أمين بلغازي وعبيد الله هلال. ووفق المنظمين، تعد الدورة الخامسة لمهرجان "أجي تهضم" حدثا موجها لكافة الاجيال اتاح للجمهور المغربي الاستمتاع بأساليب متعددة ومتنوعة في مجال الفكاهة والهزل.