النيجر…غموض يلف الوضع الداخلي وإدانات افريقية ودولية واسعة لمحاولة الانقلاب
الدار- عبدالحميد العلوي
تطورات مثيرة يعرفها المشهد السياسي في النيجر، بعد اعلان عسكريين، امس الأربعاء، الإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم، و إغلاق الحدود البرية والجوية “حتى استقرار الوضع”، حيث لا يزال الوضع مبهماً في العاصمة نيامي، خاصة بعد اعلان الانقلابيون بقيادة الكولونيل ميجور أمادو عبدالرحمن تعليق عمل المؤسسات وإغلاق حدود البلاد.
و رفض الرئيس المحتجز في القصر الرئاسي، محمد بازوم، ووزير خارجيته حسومي مسعودو، الإجراءات التي اتخذها العسكريون في نيامي، حيث قال بازوم، الخميس، في رسالة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “ستُصان المكتسبات التي حققت بعد كفاح طويل. كل أبناء النيجر المحبين للديمقراطية والحرية سيحرصون على ذلك”.
كما رفض وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالوكالة حسومي مسعودو، من جانبه، محاولة الانقلاب، قائلا “نحن السلطات الشرعية والقانونية”، مضيفا أنّ “السلطة القانونية والشرعية هي التي يمارسها رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم” الذي يحتجزه حالياً عسكريون انقلابيون في مقرّ الرئاسة في نيامي. وأضاف أنّ بازوم “بصحّة جيدة”.
و أوضح مسعودو الموجود في نيامي “كانت هناك محاولة انقلاب”، ولكن “لم يشارك كلّ الجيش في هذا الانقلاب”، موردا : “نطلب من هؤلاء الضباط المنشقين وقف تحركهم، يمكن تحقيق كل شيء من خلال الحوار، لكنّ مؤسسات الجمهورية يجب أن تعمل”.
في غضون ذلك، توجه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر لتأدية وساطة، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ”إيكواس”.
عالميا، صدرت إدانات أفريقية ودولية واسعة لمحاولة الانقلاب، حيث ندد الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) “محاولة الانقلاب”، وهو وصف للأحداث الجارية أكده مصدر قريب من بازوم، كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، “أي محاولة لتولي الحكم بالقوة”، داعيا إلى احترام الدستور النيجري.
و أعلن المتحدث باسم الأمين العام أن غوتيريس “تحدث” مع بازوم وأعربه له عن “دعمه الكامل وتضامنه”.
من جهتها، طالبت الولايات المتحدة الأربعاء بإطلاق سراح رئيس النيجر. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان “ندين بشدة أي محاولة لاعتقال أو لإعاقة عمل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في النيجر والتي يديرها الرئيس بازوم”.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى “الإفراج الفوري” عن رئيس النيجر. وصرح بلينكن الذي يزور نيوزيلندا “تحدثتُ مع الرئيس بازوم في وقت سابق هذا الصباح وقلت له بوضوح إن الولايات المتحدة تدعمه بقوة بصفته رئيسا للنيجر منتخبا بشكل ديمقراطي”، مطالبا بـ”إطلاق سراحه فورا”.
وأعلن بلينكن أن استمرار المساعدات التي تُقدمها بلاده للنيجر مرهون بـ”الحفاظ على الديمقراطية” في الدولة الأفريقية، كما صدرت إدانات عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، والجزائر المجاورة.
عربيا، أدانت دولة الإمارات، اليوم الخميس، محاولة الانقلاب في جمهورية النيجر، داعية إلى ضرورة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، أنّ دولة الإمارات تتابع بقلق تطوّرات الوضع في النيجر، مشددة على دعمها سيادة ووحدة أراضيها، “ضمن إطار المؤسسات والقانون والدستور، بما يحقق آمال وتطلعات شعب النيجر الصديق”.
كما ندد الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل “أي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر”.
و يحفل تاريخ النيجر، بالانقلابات، حيث شهدت الدولة الواقعة في منطقة الساحل، أربع عمليات انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 ومحاولات عدة أخرى للاستيلاء على السلطة.
و كان الرئيس المعزول، بازوم، وزير الداخلية سابقا، قريبا من الرئيس السابق محمد إيسوفو الذي تنحى طوعا بعد ولايتين، حيث اعتُبرت عملية تسليم السلطة التي جرت في أبريل 2021، بعد الانتخابات التي فاز فيها بازوم عقب جولتين في مواجهة الرئيس السابق محمد عثمان، أول انتقال سلمي للسلطة في النيجر منذ الاستقلال.