رحيل المناضل المغربي سيون أسيدون… صوتٌ يهودي حر في صفّ فلسطين
رحيل المناضل المغربي سيون أسيدون… صوتٌ يهودي حر في صفّ فلسطين

الدار/ إيمان العلوي
فقدت الساحة الحقوقية المغربية والعربية اليوم واحدًا من أبرز رموزها، بوفاة المناضل سيون أسيدون عن عمر ناهز 80 عامًا، إثر مضاعفات سقوط عرضي عن سلّم في منزله. وبرحيله، يطوي المغرب صفحة من صفحات النضال الوطني والإنساني، حيث شكّل الراحل نموذجًا فريدًا في الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
رغم انتمائه إلى الديانة اليهودية، كان سيون أسيدون من أشدّ الأصوات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ومن أكثر المنتقدين لسياسات الاحتلال الإسرائيلي. عرفه المغاربة والعالم العربي بمواقفه الجريئة الرافضة لكل أشكال التطبيع، وبنشاطه المتواصل في حملات مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.

أسيدون، الذي وُلد في الدار البيضاء عام 1945 لعائلة يهودية مغربية، انخرط منذ شبابه في النضال السياسي ضد الاستبداد والاستعمار، وكان من الوجوه البارزة في صفوف اليسار المغربي خلال سبعينيات القرن الماضي. تعرّض للاعتقال خلال فترة ما عُرف بـ“سنوات الرصاص”، وظلّ بعد الإفراج عنه وفيًّا لقناعاته التحررية والإنسانية.
عُرف الراحل أيضًا بجهوده في التوعية الشعبية ضد التطبيع الاقتصادي والثقافي مع إسرائيل، وأسّس أو شارك في مبادرات مدنية عديدة للدفاع عن العدالة وحقوق الشعوب. كان يرى أن الانتماء الإنساني والقيمي يسمو فوق الانتماءات الدينية، وأن “الحرية لا تتجزأ بين فلسطين والمغرب والعالم بأسره”، كما كان يردّد دائمًا.
نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المناضل المغربي الراحل، واصفةً إياه بـ“الأممي الكبير وأحد أبرز المدافعين عن فلسطين في المغرب العربي”. كما عبّرت شخصيات وهيئات مغربية عن حزنها العميق لفقدانه، معتبرةً أن المغرب خسر “ضميرًا حرًّا ومثقفًا نزيهًا آمن بالعدالة والكرامة لكل الشعوب”.
رحل سيون أسيدون، وبقيت سيرته شاهدًا على أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا على ديانة أو قومية، بل هي قضية إنسانية كونية نذر لها حياته حتى آخر أيامه.





