أخبار الدار

مبادرات تنسيقية بين المغرب وتونس تهدف إلى تجاوز أزمة الوداد والترجي

الرباط/ حليمة عامر

تحولت قضية إعادة المواجهة النهائية لدوري أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، إلى صراع قوي على منصات التواصل الاجتماعي بين مشجعي الفريقين الكرويين.

وبعدما اعتبر التونسيون أن القرار الصادر عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، غير منصف لهم وتشكيك في ما أحاط بالمباراة من اختلال في الحضور الأمني، كما جاء، كذلك، في تدوينة سابقة ليوسف شاهد، رئيس الحكومة التونسية، الذي احتج على قرار "الكاف" بتجريد النادي التونسي من اللقب.

وفي هذا السياق، قام نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، وجمعيات المجتمع المدني، بالدعوة إلى التصدي لهذا الصراع، وحذروا من تجاوز ما هو "كروي إلى ما هو سياسي بين البلدين".  

وفي تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتبت، خديجة براضي، " لدينا هموم وآفاقا مشتركة تسمو إلى تحقيق التغيير والديموقراطية في مجتمعاتنا، وأرى من المؤسف أن تقلص علاقات شعبين إلى حجم منافسات كروية تخضع  لهيمنة ظروف وملابسات التشجيع التي بدورها تتأثر بالمناخ النفسي ـ الاجتماعي".

وأضافت براضي، "العلاقات الإنسانية بين مجتمعين أعظم من أن نلخصها في مبارة كرة قدم".

أما حسن نجمي، فكتب بدوره: "فريق الوداد البيضاوي انتصر أخلاقيا، والأمر أولا وأخيرا متعلق بكرة القدم، ولم يوص الوداد أي أحد بمهاجمة أو شتم أشقائنا في تونس".

وزاد نجمي، "الشعب التونسي شعب متحضر، سقفه التاريخي والحضاري والثقافي والإبداعي سقف عال.. فارحمونا من هذا النزق، وهذه الرداءات، دعوا الأمر في إطاره الرياضي والقانوني المعتاد"، مشددا على أن "تونس أكبر من أن تختزل في فريق كرة ولا في مباراة رياضية".

وكتب حسن أحجيج، بدوره، أن ما يحدث "في هذه الأثناء من توتر بين المغاربة والتونسيين يعد تفريغا للشعبين لشحنات البؤس في بعضهما البعض…".

لذلك دعا المدون ذاته، إلى "عدم إفساد علاقات الصداقة الجميلة بين التونسيين".

وعلى إثر تنامي خطاب الكراهية والسب والقدف في وسائل التواصل الاجتماعي بين جماهير فرقي الوداد والترجي، قررت اللجنة الوطنية لحركة لا لخطاب الكراهية بأن تعد اجتماعا تنسيقيا بين كل من تونس والمغرب يوم 12 يونيو بمدينة الحمامات بتونس، لإطلاق "مبادرات تعزز قيم التعاون والتسامح والتعايش بين الشعبين المغربي والتونسي".

وأفاد  ياسين إصبويا، المنسق الوطني "لحركة لا لخطاب الكراهية بالمغرب"، في تصريح لموقع "الدار"، أن هذا الإجتماع  التنسيقي بين اللجنتين بكل من تونس والمغرب، يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، والتصدي لخطاب الكراهية التي تهدد استقرار هذه العلاقات"، موضحا بأن "التدوينات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي والنقاشات العمومية،  تجاوزت حدود ما هو رياضي إلى ما هو سياسي، ويمكن أن يؤذي إلى زيادة العنف وتعميق خطاب الكراهية بين شعبين كانا، شقيقين على ممر الزمان".

وأضاف المتحدث ذاته "للدار"، في هذا الصدد،  :"لقد تجاوزنا بذلك النطاق والمنافسة الرياضية، ولم نعد في إطار حرية الرأي والتعبير وانتقاد قرار الكاف… بل دخل في هذا النقاش، ما هو سياسي وما هو اقتصادي وما هو دبلوماسي".

وبخصوص تدوينة الرئيس التونسي، أوضح ياسين، أن "تصريح رئيس الحكومة التونسي، بخصوص قرار الكاف، ركز على الجانب الأمني الذي يمس بالدولة، لا يوجد فيه أي تحيز للفريق التونسي ولا ينسف العلاقات بين الدولتين".

لذلك، دعا الفاعل الجمعوي، الحكومة المغربية إلى "عدم تناول هذه القضية من جانب سلبي، والحفاظ على العلاقات ما بين الشعبين، وأن لا يكون للحكومة المغربية ر فعل معاكس".

ويشار إلى أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كان قد قرر إعادة المواجهة النهائية لدوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي على ملعب محايد، بعدما جاء في بيان الاتحاد أن ظروف السلامة لم تكن متوفرة في مباراة الإياب، لذلك أمر فريق الترجي بإعادة الكأس والميداليات التي سلمت للاعبيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى