اليوم العالمي للغات الإشارة ..خمسة أسئلة لأخصائي
يشكل اليوم العالمي للغات الإشارة مناسبة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لفئة الأشخاص الصم وضعاف السمع، وكذا مستخدمي لغة الإشارة.
ويسلط الأخصائي في الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور علي بعيز، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على الأسباب الرئيسية للإصابة بالصمم وطرق الوقاية منه والنهوض بلغات الإشارة داخل المجتمع.
1 – كيف يمكن لنا النهوض بلغات الإشارة داخل المجتمع ؟
تطورت لغة الإشارات في المغرب انطلاقا من الإشارات المستعملة محليا، فعلى سبيل المثال، وضع السبابة على الذقن تعني المرأة، لأن معظم النساء منذ زمن بعيد كن يضعن وشما على الذقن. فبعض الإشارات مشتركة بين الفرنسيين، غير أنها تختلف تماما عن تلك المستعملة في البلدان العربية الإسلامية الأخرى.
وأطلقت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، مؤخرا، برنامجا وطنيا للتشخيص والتكفل بالأطفال والشباب الذين يعانون من إعاقات سمعية ومن الصمم، ولاسيما عبر تمويل عدد كبير من السماعات الطبية لفائدة الأشخاص من ضعاف السمع، وزرع القوقعة.
كما تم إطلاق مشروع معيرة لغة الإشارات المغربية والتعلم من خلال تكوين المدرسين، وذلك من أجل إدماج ضعاف السمع في المجتمع من خلال تعزيز الولوجيات التواصلية لتمكين الأشخاص في وضعية إعاقة سمعية من المشاركة في الحياة الاجتماعية السياسية والاقتصادية.
ولهذا الغرض، يتعين تعميم تعليم لغة الإشارات على الكل، حتى يتمكنوا من التواصل مع ضعاف السمع، الذين سيتم، بالتالي، تفادي تهميشهم داخل المجتمع.
2- ما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالصمم ؟
يعد نقص السمع الحسي العصبي أحد أكثر الأنواع شيوعا، وبالنسبة للصمم الخلقي فغالبا ما يكون وراثيا، ينجم عن زواج الأقارب، ويتميز بوجود عدد من الخلايا الجينية المعيبة.
كما يمكن أن تنتج الإصابة بالصمم عن التعرض لتسمم، من قبيل تناول المرأة الحامل لأدوية ك(الأسبرين و الإيبوروفين ..)، أو تكون من أصل فيروسي (الحصبة) أو بكتيري (التهاب السحايا)، أو أيضا طفيلي (داء المقوسات).
ويمكن أن تحدث هذه الإصابات بالصمم في فترة ما بعد الولادة وتعيق التعلم لدى الأطفال، مما يبرز ضرورة الكشف المبكر والتكفل في عدة تخصصات.
وتنضاف إلى هذه العوامل مشاكل في طبلة الأذن بما في ذلك التهاب الأذن أو التهاب الكولسترول أو الصدمة (مسحة القطن، الصفع،..)، وكذا تلف الأذن الداخلية أو العصبية (السكتة الدماغية).
3 – كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالصمم مع التقدم في العمر؟
يتعين توعية الساكنة لتفادي انتشار الصمم وتفاقمه.
– تجنب زواج الأقارب: يتعين على المرأة الراغبة في الحمل أن تتأكد من أنها محصنة من داء الم ق و س ات الخلقي والحصبة، وإذا كان الطفل الأول مصابا بالصمم يتعين إجراء دراسة وراثية.
– تجنب الأدوية التي تؤدي إلى تسمم الأذن في فترة الحمل.
– الخضوع لعلاج مناسب في حال الإصابة بالتهابات الأذن والصمم المفاجئ (الناتج غالبا عن التعرض لنزلة برد).
– حماية الرأس بخوذة في الطريق وفي أماكن العمل .
– تجنب وضع سماعات الأذن لفترات طويلة، ولو بصوت منخفض.
– تجنب الضوضاء : مفرقعات نارية، الجلوس بالقرب من مكبرات الصوت، الضوضاء والأصوات الصاخبة في أماكن العمل.
4- ما هي النصائح التي توجهونها للشباب لتفادي خطر الاستخدام المفرط للسماعات وسماعات الرأس على الأذن؟
– تجنب الاستماع للموسيقى الصاخبة بواسطة سماعات الرأس أو سماعات الأذن، وحتى الاستماع للموسيقى بصوت منخفض لمدة طويلة.
-تجنب الضوضاء أثناء الحفلات من خلال الابتعاد عن مكبرات الصوت وارتداء سماعات مضادة للضوضاء في أماكن العمل أو أثناء حصص الرماية.
– استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء مضاد لالتهاب الأذن.
5- بحسب الاتحاد العالمي للصم، هناك حوالي 70 مليون شخص من الصم في العالم، 80 في المائة منهم يعيشون في بلدان نامية، كيف يمكننا مساعدة هذه الشريحة المجتمعية؟
لكي لا يتم تهميش الصم، والصم – البكم داخل المجتمع، يتعين إدماجهم في الأنشطة الاجتماعية والمهنية (حصة للأشخاص ذوي الإعاقة) وتعليم لغة الإشارات الأساسية لمن يحيطون بهم، لكي يتمكنوا من التواصل معهم بسهولة.
وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي إدراج لغة الإشارات في وسائل التواصل و الإعلام. وهكذا، يمكن لضعاف السمع التمتع بحقوق المواطنة كاملة.
المصدر: الدار- وم ع