فن وثقافة

دعوة لإدراج لعبة “ماطا” ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي

اختتمت أمس الأحد بقرية زنيد، جماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش، فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي "ماطا" بالدعوة إلى إدراج هذه اللعبة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي في المغرب.

وأكد مدير المهرجان، نبيل بركة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، المنظمة للمهرجان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستعمل بتنسيق مع وزارة الثقافة والاتصال على تسجيل لعبة الفروسية "ماطا" ضمن قائمة التراث غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو.

وأضاف السيد بركة أن فروسية ماطا تعتبر "تراثا له قرون من التواجد بالمناطق الجبلية لشمال المغرب، كما أن له تأثير على شباب قبائل المنطقة، فيذكي فيهم قيم الشجاعة والذكاء والحكمة"، معتبرا أن "ماطا جزء من التراث الغني والتقاليد العريقة للمملكة المغربية".

وأعرب عن أمله في "تنظيم النسخة العاشرة من مهرجان ماطا العام المقبل وهذه اللعبة مسجلة ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي"، مشيرا إلى أن فروسية ماطا صارت اليوم "قنطرة للتواصل بين الحضارات"، بفضل الاشعاع الدولي الذي اكتسبه المهرجان خلال دوراته السابقة ومتابعة وسائل الإعلام الدولية والوطنية لهذا الحدث.

واختتمت فعاليات المهرجان، تحت أنظار آلاف المتابعين من بينهم على الخصوص والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، محمد مهيدية، وعاملي إقليم العرائش والفحص – أنجرة وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، بتنظيم المسابقة النهائية بين فرسان القبائل المحيطة بجبل العلم، حيث عاد الفوز إلى الفارس رشيد فرجاني، من قرية دار السعيدي، بعدما أبان عن علو كعب وسرعة وذكاء مكنه من انتزاع "عروس ماطا" عن جدارة واستحقاق، كما تم توزيع الجوائز والشواهد على الخيالة المشاركين.

وشهد المهرجان عروضا فنية وسهرات متنوعة من التراث الجبلي الشعبي العريق، مع إحضار دمية ماطا الخاصة بهذه الدورة، حيث حيكت حسب أعراف وتقاليد أهل المنطقة، والتي تمثل فيها المرأة المغربية الأصيلة دورا كبيرا، وتحتفي بشكل خاص بالمرأة المغربية التي شاركت في البناء الثقافي للهوية المغربية على مر التاريخ.

كما شكل معرض المنتوجات الفلاحية والمجالية والصناعات التقليدية، التي حلت عليه جهة الداخلة كضيف شرف، رمزا للتواصل والتبادل الثقافي المثمر بين أقاليم الشمال والجنوب، ومناسبة لإنعاش الدورة الاقتصادية للمنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن قبائل بني عروس تحرص تنظيم هذه التقاليد، كما تحرص على تطبيق قواعد اللعبة بدقة عالية، إذ يتم إجراؤها بعد حصاد حقول القمح، بينما تواكب الفتيات والنساء هذه العملية بترديد أهازيج محلية وزغاريد شهيرة على وقع الطبول وزفير المزامير، فيصنعن من القصب والأقمشة دمية يتنافس على الفوز بها فرسان قبائل جبالة، وهي المنطقة المعروفة بفن ركوب الخيل وتربيتها وتدريبها.

ويركب الفرسان المشاركون في لعبة ماطا الجياد دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات، ويفوز بالسباق من يظفر بالدمية ماطا قبل الآخرين، ليكافأ بالزواج من أجمل فتاة في القبيلة، وفق التقاليد الشفاهية المتوارثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى