التأكيد بمراكش على أهمية دعم المجتمع الدولي للدول الهشة من أجل مواجهة المخاطر المناخية
أكد دانييل جيونغ لي، مسؤول بإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء بمراكش، على أهمية دعم المجتمع الدولي للدول الهشة من أجل مواجهة المخاطر المناخية.
وأبرز السيد جيونغ لي، خلال زاوية تحليلية حول موضوع “التحديات المناخية في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات”، نظمت في إطار الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين (9 – 15 أكتوبر)، أن دعم ومواكبة المجتمع الدولي لهذه البلدان سيمكنها حتما من تطوير سياسات خاصة للتكيف المناخي، وبالتالي تقليص تأثير الصدمات المناخية.
وشدد، في هذا الصدد، على ضرورة دعم هذه البلدان، التي تعاني أكثر من غيرها من تداعيات التغيرات المناخية، على الرغم من أنها الأقل مساهمة فيها، وذلك من خلال تعزيز قدراتها على مواجهة الصدمات المناخية والتكيف معها بشكل تدريجي، بالإضافة إلى توفير التمويل الضروري لتعزيز قدرتها على النمو.
من جهة أخرى، أبرز الخبير الاقتصادي أن دراسة صادرة عن صندوق النقد الدولي تشير إلى أن الصدمات المناخية تؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي بالبلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، موضحا، في هذا السياق، أنه بعد ثلاث سنوات من تسجيل ظواهر مناخية حادة، تصل الخسائر التراكمية في إجمالي الناتج المحلي لهذه الدول إلى 4 في المئة، مقابل 1 في المئة فقط في باقي دول العالم.
وقال إن حوالي 1 مليار شخص يعيشون في دول هشة ومتأثرة بالصراعات، وهم من بين الأشخاص الأكثر هشاشة في العالم، مشيرا إلى أن عددا من هذه البلدان تشهد ظواهر مناخية حادة مرة كل أربع سنوات، وبالتالي لا تتمكن من التعافي بشكل كلي مما ينتج عنه تأزم وضعيتها سنة عن أخرى.
وبعد أن سجل المتحدث أن الدول التي تعاني من الصراعات تتأثر بشكل أكبر من التغيرات المناخية بالنظر إلى أن البنيات التحتية غالبا ما تكون ضعيفة، لاحظ أن الخسائر الناجمة عن الصدمات المناخية ترجع أيضا إلى النقص الكبير في الإمكانات المالية، مشددا، في هذا السياق، على الحاجة الملحة إلى تقديم الدعم المالي لهذه الدول للمساهمة في الحد من تفاقم أزمات الفقر والجوع، التي تؤدي بدورها إلى تفاقم ظاهرة الهجرة القسرية.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد جيونغ لي بالاستراتيجيات والسياسات التي يعتمدها صندوق النقد الدولي بهدف مساعدة الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات على تنمية قدراتها على مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، مؤكدا على ضرورة توحيد الجهود والعمل المشترك من أجل التصدي للصدمات المناخية.