فن وثقافة

مهرجان كناوة بالصويرة.. موسيقي تكناويت تعانق إيقاعات موسيقى العالم

تماهت أمس الخميس، بمنصة مولاي الحسن بالصويرة، موسيقى تكناويت ممثلة في فرقة المعلم حسن بوسو، مع الموسيقى الأفرو-كوبية لفرقة أوسين ديل مونتي، في حفل طوى المسافة بين ضفتي الأطلسي وذلك في إطار الدورة الثانية والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم. واستمتع الجمهور بأغان أبدعها بالمناسبة المعلم حسن بوسو والمغني الكوبي أوسين ديل مونتي، في تفاعل جذاب يدلل على استيعاب تكناويت لأنماط موسيقية، ومن ضمنها موسيقى هذا البلد الكاريبي، بالنظر للمشترك المتمثل في جذور النمطين الإفريقية.

وقد تجسد هذا التفاعل عند أداء أغنية "البحري مول الما.. سيدي موسى مول لما" حيث بدت المجموعة الكوبية وخصوصا صوت مغنيها الرئيسي جزءا طبيعيا من اللوحة الموسيقية .

ولعل ذروة الحفل وما شكل فورته، حينما توسط الركح ممثل بزي ذي ألوان جلية، مقدما أداءا كورغرافيا أطلق فيه العنان لجوارحه التي لم تعد قط مكبلة بآصار السلب راغبة في الإيجاب.

كما كان الجمهور على موعد مع المعلم عمر حياة الذي تفوق، كعاهدته بزيه المزركش، على نفسه حين توسل بالكنبري ليستحوذ على جمهور تفاعل بطواعية مع ما قدمه الفنان الذي رغم اشتعال رأسه شيبا، ملأ الركح جيئة وذهابا. فكان وقع الكنبري على الألباب كبلسم يشفي وترياق يعافي الجمهور الصويري ومن وفد على مدينة الزاوية الكناوية. كما تواترت "الطروحا" دلالة على الريبيرتوار الذي يمتح منه المعلم عمر حياة، منتقيا منه أغنية "بابا العربي بانغي..سيدي العربي بابا"، والتي عدت بحق، جذبا متساميا عرج بالجمهور إلى مراقي الاستحواذ.

تلا هذا الطبق الكناوي الخالص مباشرة مو كوياطي الذي مهر بالختم مشاركته في المهرجان عبر أداء ألمع أغانيه التي لاقت استحسان الجمهور، لكون هذا المغني الكيني مشروع إلهام لأنه يجمع بين الغناء وعزف عدة أنماط موسيقية، وهو ما تجلى حين انصهر بدوره في تجربة ثنائية مع المعلم عمر حياة، ليمزجا صوتيهما في أهازيج حركت أفئدة عشاق "مدينة الرياح"، بفن من "صنع إفريقي 100 بالمئة".

كما تسنم الركح المعلم عبد الكبير مرشان، الذي أدى باقتدار أغاني من قبيل "بانغورو" و"سانديا"، هام فيها الجمهور وجدا، وترنمت خلالها أعراق تلتقي في حب فن تكناويت، والهيام في وقع التلازم الراقي بين الكنبري والقراقب. وغير بعيد عن منصة مولاي الحسن، وبدار الصويري كان الجمهور مزهوا بليلة عيساوية تغنت بمقام سيد الخلق ورفعت إلى عليين العترة، كما ذكرت مناقب شيخ الطريقة العيساوية، الشيخ الكامل الهادي بنعيسى، دفين حاضرة مكناس.

ليختتم "لمعلمين" فتح الله شوقي ورشيد لظحس، والمحجوب الكوشي، وعبد الرزاق مستقيم، في ليلتهم الرباطية، أمسية كناوية هام فيها جمهور دار الصويري، بكل تلاوينه، وجدا وتفاعل مع أغاني هذا اللون الموسيقي.

يذكر أن فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم افتتحت، مساء أمس الخميس لتتواصل حتى 23 يونيو الجاري ، في رحلة استكشاف موسيقي تضم 40 حفلا موسيقيا في مختلف جنبات "مدينة ليزاليزي".

وسيكون جمهور هذا الموعد السنوي الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على موعد مع ثلة من أشهر "المعلمين" في المغرب، وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية، في مزج فني بين موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة. ويدعو المهرجان "إلى السفر عبر الموسيقى كلغة عالمية"، لكون هذه النسخة الجديدة ستشمل جميع الإقاعات والأصوات الكوبية والطوارقية والتاميلية، وكذا موسيقى الجاز والفلامنكو والريكي، مع فنانين عالميين من قبيل تيناريوين وأوسين ديل مونتو وثارد وورلد إضافة إلى "تاكناويت" التي ستكون في صلب الحوارات، وعلى استعداد لرفع التحديات والانصهار مع الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى