فاس..باحثـون يسائلونَ أليات إدماج الشباب في الحياة المهنية
دعا مشاركون في ندوة نظمت نهاية الأسبوع بفاس حول موضوع: "الشباب وتحديات الإدماج: أية استراتيجية"، إلى ضرورة تعزيز أكثر لثقافة وقيم التطوع السائدة في المجتمع خاصة في أوساط الشباب.
وأشاد المشاركون في الندوة المنظمة في إطار "ملتقى ربيع أكدال" بشراكة بين مقاطعة أكدال والاتحاد المغربي لجمعيات الأوراش، بالدور المحوري لجمعيات المجتمع المدني في إحياء ثقافة التطوع عبر ربوع المملكة، من خلال مجموعة من الأنشطة التوعوية والتحسيسية، مؤكدين في الإطار نفسه أن الجمعيات اليوم أصبحت تلعب دورا مهما في التنمية وتقوم بتعبئة إمكانات وموارد مالية محلية وجهوية ووطنية ودولية مهمة.
وأوصى نور الدين لزرق إطار بوزارة المالية ومسير سابق في الاتحاد المغربي لجمعيات الأوراش في مداخلة تحت عنوان: "الإدماج المهني للشباب"، إلى ضرورة إعادة النظر في التعامل مع الزمن وعدم هدره، مع البحث عن منظومة قيادية حقيقية، والخروج من الإطارات التقليدية موضحا أن التنمية لا تقوم بها الدولة والقطاع الخاص فقط بل يوجد فاعلون جدد في مقدمتهم المجتمع المدني الذي يتوجب إعادة النظر في كيفية إدماجه في مسارات التنمية.
وأضاف أن هناك وضعا نفسيا وبنية فكرية تتدخل في موضوع الشباب والتشغيل، حيث يفكر غالبية الشباب حسب دراسات ميدانية في الولوج إلى الوظائف العمومية عوض إنشاء مقاولات أو العمل في القطاع الخاص، على اعتبار أنهم يبحثون عن ما سماه ب "الديمومة وأمن العمل"، داعيا إلى "بناء منظومة تكوينية تستجيب لطلب آني ومستقبلي لسوق الشغل".
وأضاف أن الاقتصاد الوطني خدماتي يرتكز على الاستثمار العمومي، كما أن هناك وضعا اجتماعيا ومجاليا يتسم بتعدد المتدخلين وغياب بنية حكماتية وانسجام وإلتقائية بين مختلف المتدخلين وهو ما يطرح العديد من الإشكالات، مستعرضا مجموعة من الأرقام المرتبطة بالشباب(من 15 إلى 34 سنة)، حيث أنه يمثل نسبة 34 في المائة من ساكنة المغرب.
وتناول النقاش السياسات الوطنية ذات الارتباط بالشباب من بينها الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب 2015-2030 المنجزة من قبل وزارة الشباب والرياضة والتي تتكون من خمس محاور من بينها الولوج إلى الخدمات الأساسية، وتشجيع المشاركة الفاعلة للشباب، والتربية والتكوين وسياسة التشغيل.
ونوه المتدخلون بالوثيقة الدستورية لسنة 2011، التي تضمنت حسب تقديرهم ثورة في الحقوق الإنسانية للنساء والفتيات والشباب والأطفال وكل الفئات المجتمعية، فضلا عن تكريسه لمبدأ المساواة والمناصفة بين الجنسين. يذكر أن "ملتقى ربيع أكدال" انطلق يوم 21 يونيو ويستمر إلى غاية 29 منه ويتضمن أنشطة علمية وثقافية وفنية متنوعة.