رحلة للسماء.. المصاعد الفضائية تتحدى الجاذبية
الدار/ فردوس الزعيم
في عالم مليء بالتحديات الهائلة لإطلاق الصواريخ واستكشاف الفضاء، يقدم باحثون من جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة مفهومًا جديدًا ومشوقًا يمكن أن يحدث ثورة في طريقتنا للوصول إلى الفضاء الخارجي: “المصعد الفضائي”.
تقول الجامعة إن الفكرة تتمثل في كابل يمتد من سطح الأرض إلى ما وراء المدار الثابت، يشكل وزنًا متوازنًا على هيكل قمر صناعي، ويحل هذا المصعد محل العمليات التقليدية لإطلاق الصواريخ. وما يجعل هذه الفكرة مشوقة هو أنها قد تقلل بشكل كبير من التكاليف الفلكية المرتبطة بإطلاق الصواريخ.
عنصر المفاجأة في هذا الاقتراح هو الكابل الذي يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار لهذا الهيكل الطويل. وهنا يظهر التحدي، حيث تواجه التقنيات الحالية قيودًا تتعلق بالمواد المستخدمة، مثل الفولاذ. ومع ذلك، تظهر مواد مثل أنابيب نيتريد البورون النانوية وخيوط الماس النانوية والجرافين كحلا لهذه التحديات.
بالنسبة للمصعد الفضائي، تعد هذه المواد ذات الكثافة المنخفضة والقوة العالية أملاً جديدًا. وإذا نجح الباحثون في التغلب على التحديات التقنية، فإن المصعد الفضائي قد يكون البديل الذي ننتظره لتحقيق رحلات فضائية اقتصادية وفعالة.
مع الاعتراف بأن هناك استثمارًا كبيرًا مطلوبًا في البداية، يرى الباحثون إمكانية استرداد التكاليف بعد إطلاق بضعة أطنان بنجاح. وهذا يجعل المصعد الفضائي ليس فقط فكرةً ملهمة، ولكنها أيضًا تحمل وعدًا كبيرًا لتحويل البشرية إلى حضارة تتجول في أعماق الفضاء بطريقة آمنة واقتصادية.
في النهاية، يعتبر الباحثون أن مفهوم المصاعد الفضائية قد يكون خيارًا واعدًا في المستقبل، مع تطور التكنولوجيا والهندسة والعلوم المواد. يبدو أن هذا المصعد قد يفتح أبواباً جديدة للاستكشاف الفضائي وتطوير مستقبل يتجاوز حدود الأرض.